هل تفقد تركيا ما حققته عسكريا في قره باغ

موسكو: نشر قوات تركية في الإقليم خط أحمر.
الجمعة 2020/11/13
روسيا تتابع مساعي تركيا لإيجاد موطئ قدم لها في القوقاز

أنقرة - أكدت تركيا أنها ستكون حاضرة سياسيا وعسكريا ضمن اتفاق "قره باغ" وذلك بعد إعلان وقف إطلاق النار بين القوات الأرمنية والأذرية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في الإقليم المتنازع عليه بين البلدين.

وتريد تركيا تثبيت الإنجاز الذي حققته في الإقليم المتنازع عليه، من خلال دعمها لأذربيجان عسكريا في السيطرة على معظم أنحاء الإقليم وبالتالي ضرب توازن استمر 25 سنة، برعاية روسية.

وكان التدخل التركي قلب مسار الأمور في الإقليم الذي يوجد على الاراضي الأذرية بيد أن سكانه من أغلبية أرمنية، وتخشى تركيا من أن يكون وقف إطلاق النار مناورة روسية لضرب ما تحقق عسكريا.

ولم تتدخر أنقرة وقتا للرد على موسكو التي أعلنت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أن تنفيذ عمليات حفظ السلام في قره باغ سيتم من قبل الوحدات العسكرية الروسية "فقط" وسط حديث عن خلافات بين الطرفين.

وتنظر روسيا بأهمية إلى مساعي تركيا لإيجاد موطئ قدم لها في القوقاز وسط مخاوف من تعزيز أنقرة لنفوذها في المنطقة الاستراتيجية التي تعتبرها موسكو حديقتها الخلفية.

وما أن اندلعت المواجهات الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا حتى سارعت تركيا لإعلان الاصطفاف إلى جانب أذربيجان وإرسال مئات من مرتزقتها لدعمها في الصراع المستعر.

وشدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على أن بلاده حاضرة ميدانيا وسياسيا في اتفاق قره باغ، ولا يمكن لأحد أن يُخضع تركيا لسياسة الأمر الواقع في المنطقة.

وأشار في هذا الإطار إلى أن وفدا روسيا كبيرا سيزور تركيا الجمعة، لبحث المسائل التقنية والتكتيكية بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ الأذري.

وأوضح أكار أن أراضي أذربيجان ظلت محتلة لنحو 30 عاما، وأرمينيا هاجمت منطقة توفوز في 27 يوليو من أجل توسعة المناطق التي تحتلها.

ببب

وأضاف" أذربيجان قالت يكفي واستجمعت قواها ومضت، وكل ما قامت به هو دفاع عن أراضيها لا شيء آخر".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أكد أن بلاده لديها مهام مشتركة مع تركيا، لمراقبة الوضع في منطقة عملية حفظ السلام من الجانب الأذري عن طريق الوسائل التقنية لا غير دون المشاركة العسكرية على الأرض ضمن الاتفاق.

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن تنفيذ عمليات حفظ السلام في قره باغ سيتم من قبل الوحدات العسكرية الروسية فقط. وقال لافروف "اتفقنا مع شركائنا الأتراك على إنشاء مركز مراقبة على الأراضي الأذرية غير القريبة من منطقة الصراع".

ولفت أن المركز سيقوم عبر الوسائل التقنية بالتحقق عن بعد من الوضع في الجو وفي الميدان بإقليم قره باغ. وأشار إلى أنه سيتم تفعيل نفوذ روسيا وتركيا عند اللزوم من أجل إزالة التهديدات المحتملة.

وأثار الانخراط التركي في الصراع غضب موسكو التي استشعرت بأن أنقرة تسعى لإثارة الأزمات في مناطق نفوذها التقليدية بعد أن زاحمتها على النفوذ في سوريا وليبيا خلال السنوات الأخيرة.

ووقّعت أرمينيا وأذربيجان برعاية روسيا في الـ9 من الشهر الجاري، اتّفاقا لوقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ كان بمثابة "استسلام" ليريفان، خاصة بعد أن نجحت القوات الأذرية في التمدد واقترابها من عاصمة الإقليم.

 وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأذري إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان وقعوا إعلانا مشتركا حول وقف إطلاق النار في قره باغ.

وينص إعلان وقف إطلاق النار على توقف القوات الأرمينية والأذرية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في قره باغ والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وقره باغ، مع تسليم المزيد من الأراضي لباكو.

وتضم قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ 1960 عسكريا و90 ناقلة جند مدرعة و380 قطعة معدات عسكرية. كما يتضمن الاتفاق أيضا رفع القيود عن حركة النقل والعبور وتبادل الأسرى بين طرفي النزاع، وعودة النازحين إلى قره باغ برعاية المفوض الأممي لشؤون اللاجئين.

ولا يعرف إلى أين سيؤدي الإصرار التركي على المشاركة الميدانية في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وهل ستعمد مجددا إلى إعادة خلط الأوراق في حال أصر الكرملين على موقفه.