بايدن يسرع مسار انتقال السلطة متجاهلا إصرار ترامب على رفض رمي المنديل

تعيين ديمقراطي متمرس كبير موظفي البيت الأبيض.
الخميس 2020/11/12
بايدن يبدأ بتشكيل إدارته

واشنطن - بدأ الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بتشكيل إدارته معلنا عن اسم كبير موظفي البيت الأبيض المقبل، في حين تواصل الحملة الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الطعن في نتائج الانتخابات، وسط دعوات من جمهوريين للقبول بها.

وأعلن بايدن، فجر الخميس، أنه اختار رون كلين، الذي كان مدير مكتبه عندما كان نائبا للرئيس السابق، لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارته المقبلة.

 وقال بايدن في بيان صادر عن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب ونائبه كاملا هاريس، "الخبرة العميقة والمتنوّعة لرون كلين وقدرته على العمل مع الناس من جميع الأطياف السياسية هي بالضبط ما أحتاج إليه في كبير موظفي البيت الأبيض في هذا الوقت الذي نواجه فيه أزمة ونعمل على إعادة توحيد بلادنا".

وأضاف "كان عمل رون قيما جدا على مدى السنوات العديدة التي عملنا فيها معا". ويبلغ كلين 59 عاما ويشغل منذ 2009 منصب مدير مكتب بايدن عندما كان هذا الأخير نائبا للرئيس باراك أوباما.

وعمل كلين في السابق في مكتب بايدن عندما كان رئيسا للجنة القضائية في مجلس الشيوخ، ثم تولى منصب مدير مكتب نائب الرئيس آل غور. وفي عهد أوباما، تولى تنظيم عملية تعامل البيت الأبيض مع أزمة إيبولا في 2014.

وقال كلين إن تعيينه في هذا المنصب "شرف حياة". وأضاف "أنتظر بفارغ الصبر أن أساعده هو ونائب الرئيس المنتخبة في جمع فريق موهوب ومتنوع للعمل في البيت الأبيض والانصراف إلى تطبيق برنامجهما الطموح من أجل التغيير، والسعي إلى رأب الانقسامات في بلدنا".

وأثار اختيار كلين ارتياحا لدى الديمقراطيين مثل السناتورة إليزابيث وورين التي اعتبرت أنه "خيار ممتاز"، لأن كلين "يدرك حجم الأزمة الصحية والاقتصادية ولديه خبرة في إدارة الفريق المقبل".

ومنذ إعلان وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية، السبت، فوز بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر، خاطب بايدن الأمة وشكّل فريق عمل لمواجهة فايروس كورونا المستجد وتحدث مع عدد من قادة العالم بمن في ذلك حلفاء لدونالد ترامب، وبدأ استعراض الأعضاء المحتملين في حكومته.

وقد تلقى الأربعاء التهاني عبر الهاتف من رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا وكذلك رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، بعد حلفاء تقليديين آخرين للولايات المتحدة في الأيام السابقة.

ولا يزال الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب يرفض الإقرار بهزيمته في الانتخابات التي جرت في الثالث من الشهر الجاري وفاز بها بايدن وفقا لتقديرات معظم وسائل الإعلام الرئيسية في البلاد.

قال المتحدث باسم حملة ترامب إن قرار ولاية جورجيا إعادة فرز الأصوات يمثل خطوة هامة باتجاه ضمان نزاهة الانتخابات واحتساب جميع الأصوات.

وعلل سكرتير ولاية جورجيا براد رافينسبيرجر القرار بضيق الفارق بين المرشحين جو بايدن ودونالد ترامب، وهو في حدود 14 ألف صوت، مضيفا "لا مجال أمامنا للتقريب أو التقدير، وإنما يلزمنا الحساب بدقة. سنواصل العملية مع إدراكنا لأهميتها ليس فقط بالنسبة لولاية جورجيا وإنما بالنسبة لأميركا كلها".

وفي الوقت نفسه، توجّه فريق ترامب إلى محكمة اتحادية لمحاولة منع ولاية ميشيغان من التصديق على نتائج الانتخابات، حيث يتخلف ترامب بنحو 148 ألف صوت في إحصاء غير رسمي لمجمل أصوات الولاية، لكن المسؤول بالولاية جيك رولو قال في بيان إن حملة ترامب تروج لمزاعم كاذبة لتقويض الثقة العامة في الانتخابات.

ونشر ترامب ومجددا تغريدة عبر حسابه على تويتر مساء الأربعاء/الخميس قال فيها "سنفوز"، مضيفا في تغريدة أخرى "يتساءل الجميع لماذا كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة غير دقيقة عندما تعلق الأمر بي. لأنها مزيفة، تماما مثل الكثير من وسائط الإعلام التي عفا عليها الزمن".

وتواصل الإدارة عملها كالمعتاد، وهدّدت الأربعاء، بفرض عقوبات جديدة على الصين لأنّها "انتهكت بشكل صارخ" الحكم الذاتي الذي تتمتّع به هونغ كونغ بإقالتها أربعة نواب مؤيّدين للديمقراطية من برلمان المدينة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين "الإجراءات الأخيرة التي اتّخذتها بكين لإقصاء المشرّعين المؤيّدين للديمقراطية من المجلس التشريعي لهونغ كونغ لا تترك مجالا للشكّ في أنّ الحزب الشيوعي الصيني انتهك بشكل صارخ التزاماته الدولية".

وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستواصل "تحديد ومعاقبة المسؤولين عن تقويض الحرية في هونغ كونغ".

على صعيد آخر، لم تظهر بعد النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشيوخ الأميركي التي جرت في اليوم نفسه الذي جرت فيه الانتخابات الرئاسية. وحصد الجمهوريون، الأربعاء، مقعدا إضافيا في مجلس الشيوخ بفوز مرشح حزبهم في ولاية ألاسكا، وأصبحوا بالتالي على مسافة مقعد واحد من نيل الأغلبية المطلقة في الغرفة العليا للكونغرس.

ويحظى دونالد ترامب حتى الآن بدعم الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري لانتظار نتائج الطعون القضائية في الانتخابات قبل أي اعتراف للرئيس بهزيمته. لكن بعض الجمهوريين بدأوا يطالبون ترامب بالاعتراف بالخسارة.