فرقاء ليبيا يتفقون على تنظيم انتخابات خلال 18 شهرا

اغتيال المحامية حنان البرعصي يطغى على المفاوضات الليبية الجارية في تونس.
الخميس 2020/11/12
التوصل إلى خارطة طريق مبدئية لإنهاء الفترة الانتقالية

قمرت (تونس) - توصل فرقاء ليبيا إلى اتفاق يقضي بتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا، وذلك ضمن المحادثات الجارية بين الأطراف الليبية في تونس برعاية الأمم المتحدة إلى وضع حدّ لأعمال العنف الدائرة في البلاد منذ نحو 10 سنوات.

وقالت رئيسة بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز إن الممثلين القادمين من مختلف أنحاء ليبيا "توصّلوا إلى خارطة طريق مبدئية لإنهاء الفترة الانتقالية وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرّة، نزيهة، شاملة، وذات مصداقية".

وترمي المفاوضات التي تجري في تونس إلى إيجاد إطار عمل وحكومة مؤقتة تكلّف تنظيم الانتخابات وتوفير الخدمات في بلاد دمّرتها الحرب على مدى سنوات، وفاقمت جائحة كوفيد - 19 معاناة أبنائها.

وشدّدت وليامز على ضرورة الإسراع في المضي قدما إلى "انتخابات عامّة يجب أن تكون شفّافة ومبنية على الاحترام التامّ لحرية التعبير والتجمّع".

وبموازاة المحادثات التي تستضيفها تونس، تجري مفاوضات عسكرية في ليبيا لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار تاريخي تم التوصّل إليه في أكتوبر.

وأعلنت وليامز أن اللجان الفرعية المتعلقة بالترتيبات الأمنية في سرت ستعلن، الخميس، عن نتائج مباحثاتها، مطالبة من أعضاء الملتقى السياسي بحماية التقدم الذي أحرزته اللجنة العسكرية.

ويشارك في الحوار 75 شخصا اختارتهم الأمم المتحدة لتمثيل النسيج السياسي والعسكري والاجتماعي للبلاد، في خطوة أثارت انتقادات للعملية وتشكيكا بمصداقيتها. وتعهّد المشاركون في الحوار بعدم المشاركة في الحكومة المرتقبة.

ولا يزال كثير من الليبيين يشكون في مساعي صنع السلام بعد سنوات من الفوضى والحرب في بلادهم، تغذيها التدخلات الأجنبية.

وبدأت أولى جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين، الاثنين، في العاصمة التونسية عبر وساطة الأمم المتحدة، في مسعى للتوصل إلى تفاهمات لإنهاء النزاع في هذا البلد والترتيب لوضع مؤسسات الحكم الدائمة.

ويهدف الحوار، بحسب البعثة الأممية، إلى تحقيق رؤية موحدة حول إطار وترتيبات الحكم، التي ستفضي إلى إجراء انتخابات وطنية في أقصر إطار زمني ممكن، من أجل استعادة سيادة ليبيا والشرعية الديمقراطية للمؤسسات الليبية.

وطغى اغتيال المحامية الليبية حنان البرعصي الناشطة في الدفاع عن حقوق النساء في مدينة بنغازي، الثلاثاء، في وضح النهار على يد مسلّحين مجهولين على محادثات الأربعاء.

واعتبرت وليامز أن "فجيعة مقتلها تدلّل على التهديدات التي تواجهها المرأة الليبية التي تتجرأ على المجاهرة برأيها".

وطالبت وليامز التي أبدت أسفها لـ"أزمة محاسبة" تشهدها ليبيا، بالاقتصاص من قتلة البرعصي رافضة الإدلاء بتعليق حول ما إذا كان اغتيالها مرتبطا بالمحادثات.

وقالت وليامز "سيكون هناك معرقلون، ومن لا يريدون التغيير"، لكنّها اعتبرت أن "غالبية الليبيين يريدون استعادة سيادتهم وشريعة مؤسساتهم".