لبناني يبرئ ساركوزي من أموال ليبيا

الشاهد الرئيسي زياد تقي الدين: قاضي التحقيق قلب أقوالي.
الخميس 2020/11/12
ساركوزي يتقدم بقضية في التشهير

باريس - ذكرت وسائل إعلام فرنسية، الأربعاء، أن شاهدا رئيسيا ضد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي غيّر أقواله وقال إن ساركوزي لم يرتكب أي خطأ، وسط تحقيق في مزاعم بأنه تلقى أموالا بشكل غير قانوني من ليبيا.

وفتح القضاء الفرنسي إجراءات تحقيق في عام 2018 ضد ساركوزي، المتهم بالرشوة وتمويل حملته الانتخابية بشكل غير قانوني والمساعدة والتحريض على اختلاس أموال عامة ليبية خلال حملته الانتخابية عام .2007 ووجهت إليه اتهامات في أكتوبر.

وقال رجل الأعمال الفرنسي من أصول لبنانية زياد تقي الدين إن ساركوزي لم يتلق أموالا من ليبيا، وذلك في مقطع فيديو بثته محطة "بي إف إم" التلفزيونية و"باريس ماتش"، الأربعاء.

ولطالما نفى ساركوزي، الذي تولى الرئاسة من 2007 حتى 2012، تلك الاتهامات.

وفي عام 2016، قال تقي الدين لصحيفة "ميديا بارت" الاستقصائية الإلكترونية إنه في أواخر عام 2006 أو أوائل عام 2007 أحضر عدة حقائب، أعدها النظام الليبي، وتحتوي على عدة ملايين من اليورو إلى وزارة الداخلية في باريس التي كان يديرها ساركوزي في ذلك الوقت. واتهمه ساركوزي حينها بالكذب.

وأكد تقي الدين أن أقواله السابقة تم قلبها من قبل قاضي التحقيق، قائلا "أقولها بصوت عالٍ وواضح، هذا القاضي (سيرج) تورناير (قاضي التحقيق السابق المسؤول عن القضية) كان لطيفاً بما يكفي ليحرف أقوالي بطريقته الخاصة.. جعلني أقول أشياء تتعارض تماماً مع الكلمات التي قلتها. (...): لم يكن هناك تمويل لحملة ساركوزي الرئاسية".

ولم يتأخر ساركوزي في التعليق على المقابلة، رغم أنه كان قبل بثها أحد ضيوف الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بمناسبة ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى ومئوية دفن الجندي المجهول.

وقال ساركوزي في بيان على حسابه بموقع "تويتر" "الحقيقة تظهر أخيراً"، معتبراً أن تغيير تقي الدين لشهادته "يضع الإجراءات القانونية بشأن هذه القضية في مأزق تام".

وأضاف "لمدة سبع سنوات ونصف، لم يكشف التحقيق عن أي دليل على أي تمويل غير مشروع. المعلومات القضائية التي فتحت بشأن التصريحات الكاذبة الوحيدة لزياد تقي الدين هي اليوم في مأزق كامل. المتهم الرئيسي (تقي الدين) يعترف بأكاذيبه. لم يمنحني أي أموال ولم يكن هناك أي تمويل غير قانوني لحملتي في عام 2007".

وأكد ساركوزي أنه طلب محاميه الخاص تييري هيرتسوغ "تقديم طلب بالفصل والشروع في إجراءات إدانة تشهير ضد زياد تقي الدين، الذي تسببت مزاعمه السابقة في ضرر كبير لي".

وعمل تقي الدين بين عامي 2006 و2007، مبعوثاً سرياً لحكومة ساركوزي في وزارة الداخلية إلى النظام الليبي، وقد اعترف بالمشاركة في الحصول على الأموال الليبية.

واتخذت تلك القضية منعطفاً حاسماً مع نشر موقع "ميديا بارت" وثائق في نهاية عام 2019، تشير إلى أن تيري جوبير، أحد مساعدي ساركوزي وأحد الأصدقاء المقربين من ذراعه اليمنى الوزير السابق بريس أورتفو، تلقى في فبراير عام 2006 من حساب سري تم فتحه في جزر الباهاماس ما يقرب من نصف مليون يورو من المال الليبي، تم سحب نصفها نقداً آنذاك في فرنسا قبل الانتخابات الرئاسية.

وأشار إلى أن الأموال مرت عبر شركة خارجية للوسيط زياد تقي الدين، تم استخدامها لجمع الأموال من النظام الليبي (ما يقرب من ستة ملايين يورو في المجموع في عام 2006) مقسمة إلى ملاذات ضريبية لا حصر لها.