الأندية التونسية تتمسك بالاستقرار الفني قبل انطلاق الدوري

الشعباني والدريدي يواصلان المهمة مع الترجي والأفريقي وشكوك تحاصر البنزرتي مع الصفاقسي.
الخميس 2020/11/12
الاستمرارية سر النجاح

يقترب الدوري التونسي لكرة القدم من العودة إلى النشاط وسط توقعات بأن تحافظ أغلب الأندية على استقرارها الفني لضمان انطلاقة مثالية محليا وقاريا، لكن هذه الفرضية قد تنتفي لدى بعض الفرق الأخرى التي تمرّ بضائقات مالية قد تبدّد أي أمل لها في دخول المسابقة بأفضل طريقة ممكنة.

تونس – تستعد الأندية التونسية لانطلاق الموسم الكروي الجديد بعد فترة التوقف الدولية الحالية ويتوقع أن تكون صعبة على جميعها دون استثناء، وذلك لعدة اعتبارات ومنها أساسا مخلفات فترة التوقف الطويلة بسبب أزمة كورونا وتأثيرها على اللاعبين والعائدات المالية لأغلب الفرق.

وحسابيا ما زالت 11 يوما فقط تفصل الشارع الرياضي التونسي على انطلاق الموسم الكروي الجديد للدوري وسط استعدادات متباينة لأغلب الفرق المشاركة في المسابقة.

وكان الاتحاد التونسي لكرة القدم قد أكد أن الدوري المحلي سينطلق يوم 22 من الشهر الجاري، بعدما كان مقررا أن ينطلق يوم 7 نوفمبر الحالي لكن تم تأجيله تجاوبا مع قرار رئيس الحكومة هشام المشيشي القاضي بتأجيل كل الأنشطة الرياضية بعد تصاعد أعداد المصابين بفايروس كورونا.

وجاء قرار الاتحاد التونسي إثر اجتماع عقده وقرّر على إثره تأجيل موعد انطلاق دوري الدرجة الثانية أيضا إلى 13 ديسمبر المقبل. كما قرر الاتحاد تأجيل انطلاق دوري رابطة الهواة المستوى الأول والثاني إلى يناير المقبل، وسيكون تنظيمهما إما من دور واحد على ملاعب محايدة، وإما في شكل بطولات مصغرة، حسب الوضع الصحي العام وبالتنسيق مع الجهات المختصة.

وتباينت المواقف وتصريحات المسؤولين في أغلب الأندية التونسية حول استعداد الأندية ومدى حضورها لاستئناف النشاط، في ظل الأزمات المالية التي ضربت أغلبها وباتت تنذر بموسم صعب.

وبعد قرار اتحاد كرة القدم بتجميد نشاط هلال الشابة وإنزاله إلى دوري الدرجة الثانية لأسباب مالية، يلوح تأثير أزمة تفشي وباء كورونا على أكثر من نادٍ كبير في تونس على غرار النجم الساحلي الذي لا يزال يبحث عن مدرب جديد والنادي الأفريقي وأيضا الصفاقسي الذي أوقف تدريباته بسبب عدم دفع مستحقات لاعبيه.

الفريقان الصاعدان حديثا إلى الدرجة الممتازة وهما الأولمبي الباجي ومستقبل الرجيش سيدخلان الموسم بمدربين جديدين

ويلفت محللون رياضيون ومتابعون للدوري التونسي أن كل هذه الأسباب من شأنها أن تعطل انطلاقة المسابقة المحلية وتنذر بتراجع بعض الأندية عن المشاركة في الاستحقاقات القارية أو على الأقل تقديم وجه مخيب في الموسم الجديد.

لكن هذا لا ينفي ظاهرة مهمة قد تقلل من حدة تأثيرات الأزمة الوبائية على بعض الأندية التي وجدت نفسها مرغمة على الحفاظ على أجهزتها الفنية أملا في إنقاذ موسمها.

واختارت بعض فرق من الدرجة الممتازة الحفاظ على جهازها الفني في الموسم الجديد أملا في الاستقرار. وهذه الفرق هي الترجي الرياضي التونسي الذي جدد ثقته في المدرب معين الشعباني الذي قاد فريقه إلى اللقب الدوري المحلي، لكنه خسر لقب كأس تونس بعد الهزيمة في الدور النهائي أمام الاتحاد المنستيري الذي حافظ هو الآخر على مدربه الأسعد الشابي بعد أن حقق مع فريقه إنجازا تاريخيا في الكأس وأيضا بتأهله لكأس الكونفيدرالية.

أما النادي الصفاقسي وبعد أن استنجد بالمدرب فوزي البنزرتي في الأمتار الأخيرة من عمر الموسم الماضي قرر أن يدخل به الموسم الجديد بالرغم من أنه لم ينجح مع الفريق في كأس السوبر الذي خسره أمام الترجي الرياضي وحتى في مسابقة كأس تونس حيث غادرها من الدور نصف النهائي.

وشرع البنزرتي منذ مدة في إعداد الفريق للموسم الجديد لكن في الأثناء وصلته عروض مغرية من النجم الساحلي والوداد البيضاوي، وقد لا يصمد أمامها طويلا في ظل الصعوبات المادية التي يعيشها فريق عاصمة الجنوب.

وكشفت مصادر إخبارية أن البنزرتي أوقف مساء الثلاثاء الحصة التدريبية بعد 20 دقيقة من بدايتها؛ بسبب عدم تركيز اللاعبين الذين ظهر عليهم الارتباك والتشنج لعدم إيفاء الإدارة بوعودها المتعلقة بمستحقاتهم المالية.

Thumbnail

وغادر البنزرتي الميدان وهو غير راض على الوضع الذي يمر به فريق عاصمة الجنوب، ما قد يعجل برحيله، إذ كان قد اشترط في اجتماع سابق مع مسؤولي النادي تسوية وضعية اللاعبين حتى يواصل التجربة في ظروف طيبة.

وحافظ النادي الأفريقي هو الآخر على المدرب الأسعد الدريدي الذي نجح في الصمود أمام المشاكل المالية والإدارية التي يتخبط فيها فريق باب الجديد والتي كلفت النادي خسارة 6 نقاط من رصيده بسبب نزاعاته مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ما حرمه من ضمان مكان للمشاركة في كأس الكونفيدرالية الأفريقية.

ومن جانبه جدد الملعب التونسي ثقته في المدرب أنيس البوسعايدي شأنه شأن مستقبل سليمان الذي مدد عقد مدربه سامي القفصي مثلما مدد اتحاد بنقردان لمدربه رمزي جرمود.

وفي المقابل لا يزال النجم الساحلي يراوح مكانه ولم يستقر بعد على جهاز فني جديد. وبعد عدول المدرب الفرنسي روجيه لومير عن قبول عرض فريق جوهرة الساحل لأسباب عائلية سار على خطاه المدرب مهدي النفطي بالرغم من أنه وقع على عقد لفائدة النجم الساحلي قبل أن يتراجع ويفضل مواصلة المشوار في إسبانيا ما جعل فريق جوهرة الساحل يجري تحضيراته تحت إشراف المدرب المساعد محمد علي نفخة.

أما بالنسبة إلى بقية الفرق التي ستشارك في الدوري التونسي الممتاز فقد اختارت التغيير، حيث عمد اتحاد تطاوين إلى التعاقد مع المدرب إسكندر القصري بعد عدم التوصل إلى اتفاق مع المدرب حمادي الدو لتمديد عقده.

ووجد النادي البنزرتي ضالته في ابن الجمعية مختار الطرابلسي الذي تغيرت خطته في الفريق من مدير رياضي إلى مدير فني. وسيضطر نجم المتلوي إلى البحث عن مدرب جديد بعد أن تأكد رحيل محمد الكوكي وتعاقده مع نادي الطائي السعودي.

أما الفريقان الصاعدان حديثا للدرجة الممتازة وهما الأولمبي الباجي ومستقبل الرجيش فسيدخلان الموسم الجديد بمدربين جديدين، حيث تعاقد الرجيش مع المدرب سعيد السايبي والأولمبي الباجي مع المدرب شاكر مفتاح.

ويعد الفرنسي برتران مارشان الأجنبي الوحيد في الدوري الممتاز لكن استمراره مع الفريق يظل مرتبطا برفع عقوبة التجميد عن النشاط التي كان سلطها الاتحاد التونسي لكرة القدم على هلال الشابة. وشرع مارشان منذ الأسبوع الماضي في إعداد الفريق للموسم الجديد تحسبا لأي طارئ.

22