بهاء الحريري يراهن على الخارج بعد فشل التسويق لنفسه داخل لبنان

الحريري يريد أن يثأر لنفسه، في ظل شعور يلازمه بأنه الأحق بخلافة والده الراحل رفيق الحريري من شقيقه سعد.
الأربعاء 2020/11/11
هل وقع الحريري في الفخ

بيروت – يخوض رجل الأعمال اللبناني وشقيق زعيم تيار المستقبل بهاء الحريري حملة مدروسة هذه الأيام للتسويق لنفسه لدى الأوساط الدولية والإقليمية، على أمل أن يلعب دورا متقدما في الساحة اللبنانية مستقبلا.

وكثف الابن الأكبر للراحل رفيق الحريري من ظهوره الإعلامي وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، مقدما نفسه في ثوب “المدافع الشرس” على إرث الأب، موحيا في كل مرة بفشل شقيقه الأصغر في الحفاظ على هذا الإرث.

واختار بهاء الحريري في إطلالته الأخيرة إجراء لقاء مع الكاتب الإسرائيلي باراك رافيد من تل أبيب لفائدة موقع “إكسكيوس” الأميركي، الأمر الذي لا يخلو من دلالات ورسائل لاسيما لشقيقه سعد الذي يكابد لتحقيق اختراق في أزمة التشكيل الحكومي، دون أن يجد في المقابل قوى متعاونة.

وتقول دوائر سياسية لبنانية إن الشقيق الأكبر الذي قضى سنوات طويلة بعيدا عن السياسة، منشغلا باستثماراته ومراكمة الثروة، يريد اليوم حصته من الكعكة اللبنانية، ويسعى ضمن حملة ممنهجة يديرها مستشاره جيري ماهر إلى تقديم أوراق اعتماده للخارج في ظل صعوبات تعترضه في التسويق لنفسه في الداخل.

وظهر بهاء الحريري على الساحة قبل أكثر من عامين وتحديدا خلال الانتخابات النيابية التي جرت في العام 2018 من خلال دعم قائمة وزير العدل الأسبق أشرف ريفي. وقد أثار حينها ضجة كبيرة، ليضطر إلى الانسحاب من المشهد قبل أن يعود إليه مع انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، محاولا استغلال غضب الشارع على كل النخبة السياسية.

ولا تلقى محاولات بهاء الحريري أي استجابة في الداخل لاسيما في الوسط السني، الذي ما يزال ملتفا حول سعد الحريري بالرغم من تململه إزاء بعض الخيارات التي انتهجها الأخير لاسيما تنازله في أكثر من مناسبة لصالح حزب الله.

ويحاول بهاء استغلال الثغرات التي يتركها الشقيق الأصغر، لكن مهتمين بالشأن اللبناني يرون أنه مازال غير قادر على تحقيق أي اختراقات، في ظل بقائه بعيدا عن لبنان لفترة طويلة، في ما بدا رد فعل بعد استبعاده سياسيا.

ويقول المهتمون إن بهاء الحريري يريد أن يثأر لنفسه، في ظل شعور يلازمه بأنه الأحق بخلافة والده الراحل رفيق الحريري من شقيقه سعد. وهو يتخذ اليوم من الحفاظ على إرث والده شعارا لشرعنة طموحاته.

وفي لقائه الأخير مع الصحافي الإسرائيلي قال بهاء إن الوضع أصبح حرجا للغاية بالنسبة للبنان وشعبه، ولإرث رفيق الحريري، مضيفا “لا يمكنني الجلوس وعدم القيام بأي شيء حيال ذلك”.

وتابع الحريري “لقد وصلنا إلى نقطة الهاوية، وما حدث في بيروت أجبرني أكثر على بذل كل ما في وسعي للمساعدة”. ولم يخل حوار رجل الأعمال من تصويب على شقيقه زعيم تيار المستقبل وإن غلف ذلك بعبارات لم تخل من دبلوماسية.

Thumbnail

ويرى مراقبون أن مشكلة بهاء الحريري أنه لم يدرك بعد أن السياسة الصدامية التي ينتهجها، وتركيزه في حملاته على المزايدة على شقيقه الأصغر مكشوفة.

ويشير المراقبون إلى أن سعد الحريري رغم الهزات التي تعرض لها والتي تعود بالأساس لسوء تقدير منه واختيار التوقيت الخطأ، بيد أنه يحسب له أنه ما يزال يحافظ على قدر كبير من ثقله سواء داخل الطائفة السنية أو في الساحة ككل.

في المقابل فإن بهاء الحريري سياسيا لا يبدو متمكنا، وهو محل رفض حتى من خصوم الشقيق الأصغر، وذلك يعود لجهله بطبيعة سير الأمور في هذا البلد، ويقول المراقبون إنه ليس بمجرد أن يظهر رفضه لحزب الله وسياساته التدميرية للبنان أنه قادر على فرض موطئ قدم له في الساحة.

وأعرب بهاء الحريري في المقابلة التي نشرها موقع “أكسكيوس” عن قلقه الشديد من أن يقوم شقيقه الأصغر في الأسابيع المقبلة بتشكيل حكومة “يسيطر عليها حزب الله”، الذي ينبغي اعتباره “منظمة إرهابية”.

وقال “في زمن رفيق الحريري، لم يكن حزب الله في الحكومة، وبقي الأمر كذلك حتى وفاته لذلك أعتقد أن تشكيل حكومة مع حزب الله هو خطأ كبير، فالحزب تسبب في الكثير من الضرر للبنان داخليا وخارجيا”، مشددا على أنّ “أي حكومة تضم أعضاء من حزب الله لن تحصل على دعم دول الخليج أو المجتمع الدولي، وبالتالي لن تكون قادرة على إخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية”.

ولدى سؤاله عما إذا كان يشعر بخيبة أمل من أخيه، قال “أنا أحب أخي وأهتم لأمره، لكن الاختلافات السياسية بيننا صارخة وكبيرة جدا. وبالنسبة لي أي شخص يشكل حكومة تحت سيطرة حزب الله هو يخطئ”.

وكلف الرئيس ميشال عون سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار السفير مصطفى أديب عن ذلك، ويواجه زعيم المستقبل صعوبة في مهمته لاسيما في ظل تدخلات حزب الله والتيار الوطني الحر وفرض شروط تعجيزية.

2