آبي أحمد من صانع سلام إلى محارب عنيد "يرفض الإصغاء"

أديس أبابا - تسعى أديس أبابا إلى طمأنة المجتمع الدولي بأنها لا تتجه نحو حرب أهلية، على الرغم من تصعيدها للحملة العسكرية في إقليم تيغراي المضطرب.
ويصر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على المضي قدما في التحشيد العسكري متجاهلا التحذيرات الدولية ليتحوّل رجل السلام وصاحب جائزة نوبل إلى "محارب" عنيد يرفض الاستماع لأي دعوات تهدئة.
وقالت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي الثلاثاء إن آبي أحمد لا يرفض الدعوات الدولية للهدوء في إقليم تيغراي المضطرب بعدما عبرت أطراف دولية وإقليمية عن مخاوفها من مغبة انزلاق البلاد نحو أتون حرب أهلية، قد تنتهي ليس فقط بانفصال الإقليم المضطرب بل وأقاليم أخرى.
وتعليقا على رواية دبلوماسي قال إن آبي أحمد "لا يستمع لأي شخص" ردت المتحدثة بيلين سيوم، بأن "رئيس الوزراء لا يرفض دعوات أحد، لقد أقر وعبر عن امتنانه للمخاوف التي بدت".
وأضافت "مع ذلك، إثيوبيا دولة ذات سيادة وستتخذ حكومتها في النهاية قرارات لصالح البلاد وشعبها على المدى الطويل".
ويهدد العنف في المنطقة الشمالية المتاخمة لإريتريا والسودان بزعزعة استقرار ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان حيث احتدم الصراع العرقي في المنطقة منذ تولي رئيس الوزراء آبي السلطة في 2018.
وفاز آبي، وهو أصغر زعيم في القارة وعمره 44 عاما، بجائزة نوبل للسلام في عام 2019 على الإصلاحات الديمقراطية وإحلال السلام مع إريتريا.
وفي الأسبوع الماضي شن رئيس الوزراء، الذي ينتمي إلى أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا وهي "الأورومو"، حملة على القوات الموالية لزعماء "عرق تيغراي" في المنطقة الشمالية، واتهمهم بمهاجمة قاعدة عسكرية.
وأكدت مصادر حكومية الاثنين مقتل المئات من الأشخاص في الصراع الأخير. لكن رئيس الوزراء الإثيوبي قلل من جدية المخاوف الدولية قائلا إن العملية العسكرية تهدف إلى ضمان السلام والاستقرار.
ويقول مراقبون إن آبي يعتزم مواصلة الحملة العسكرية التي يعتقد أن بإمكانه أن ينتصر فيها على جماعة تتمتع بقوة قتالية ولديها معدات وإمدادات عسكرية كبيرة.
وينذر التصعيد بفوضى ربما يصعب تطويقها تتجاوز المواجهة بين الحكومة المركزية وإقليم تيغراي، ويمكن أن تتمدد إلى أقاليم أخرى تواجه معاناة متفاوتة.
وسجلت المنطقة حركة نزوح صوب ولايات السودان المتاخمة، وتم رصد فرار عائلات وجنود إثيوبيين.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن شهود عيان أن أربعة أسر إثيوبية بجانب 30 من أفراد الجيش الاتحادي الإثيوبي عبروا الحدود بأسلحتهم إلى منطقة اللقدي الحدودية شمال شرق ولاية القضارف الاثنين.
وأضافت أن أعدادا كبيرة من الإثيوبيين الآخرين الفارين من الصراع عبرت الحدود إلى مناطق ريفية في محلية الفشقة في القضارف.
ويرى مراقبون أن آبي أحمد في صراع مع الوقت حيث إن إطالة أمد هذه المعركة لن تكون في صالحه.
وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الجيش والحكومة في البلاد قبل أن يتولى آبي أحمد السلطة في 2018 وتتمتّع بخبرة في الصراع إثر الحرب الحدودية التي دامت سنوات بين إثيوبيا وإريتريا.
وتقدر مجموعة الأزمات الدولية أن القوات شبه العسكرية التابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي والميليشيات المحلية تشمل حوالي 250 ألف جندي.
وعكس جنوح آبي أحمد للحرب بإقليم تيغراي في مواجهة ما يصفه بالتمرد الانفصالي قصور مقاربته الأمنية والسياسية التي تهدد بنسف أسس الأمن في البلاد.