بايدن لا يستعجل إعلان الانتصار ويدعو الأميركيين إلى الوحدة

واشنطن - عبر المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن مساء الجمعة عن ثقته بالفوز بعد ثلاثة أيام على الانتخابات، لكن دون أن يعلن النصر رسميا داعيا الأميركيين إلى "الوحدة" فيما حذر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من أي إعلان "غير شرعي" بالفوز.
وتتابع أميركا والعالم بأسره منذ مساء الثلاثاء عملية فرز الأصوات، ورغم أن النائب السابق للرئيس باراك أوباما يبدو على وشك الفوز في السباق إلى البيت الأبيض إلا أن أي وسيلة إعلام أميركية لم تعلن بعد هوية الفائز.
وتعهد بايدن باستمرار فرز الأصوات في الوقت الذي احتل فيه المقدمة في العديد من الولايات الحاسمة وبدا أنه في طريقه للفوز بالرئاسة في الانتخابات حتى مع استمرار ترامب في تحدي النتائج.
وبعد يوم من الترقب في معقله في ويلمنغتون في ديلاوير، قال بايدن الذي يتقدم على ترامب بنحو 4.1 مليون صوت على مستوى البلاد من أصل 147 مليون صوت إن الأميركيين منحوه تفويضا لمواجهة جائحة فايروس كورونا والاقتصاد المتعثر وتغير المناخ والعنصرية الممنهجة وتجاوز الانقسام الحزبي في البلاد.
وتابع "لقد أوضحوا أنهم يريدون أن تتوحد البلاد لا أن تستمر في التفكك".
وتوجه لمناصريه قائلا "أعزّائي الأميركيّين، ليس لدينا حتّى الآن إعلان نهائي للنصر، لكنّ الأرقام تقدّم صورة واضحة ومقنعة: سوف نفوز في هذه الانتخابات"، معبّرا كما في اليوم السابق عن ثقته في نتيجة احتساب أوراق الاقتراع.
وسلّط بايدن الضوء على التقدّم الذي أحرزهُ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مذكّرا بأنّه تجاوز منافسه الجمهوري دونالد ترامب في عمليّة عدّ الأصوات التي لا تزال جارية في ولايتَي بنسلفانيا وجورجيا الرئيسيّتَين.
وشدّد نائب الرئيس الأميركي السابق على أنّه سيفوز في هاتين الولايتين، قائلا "نحن نفوز في ولاية أريزونا. نفوز في نيفادا".
من جهته، لم يتحدث ترامب خلال نهار الجمعة علنا لكنه اعتبر في تغريدة أن جو بايدن يجب ألا يعلن الفوز "بشكل غير شرعي". وكتب "يمكنني أنا أيضا أن أعلن ذلك، الإجراءات القانونية بدأت للتو!".
ويحرز بايدن حاليا تقدما في بنسلفانيا، الولاية الأساسية التي تعد 20 من كبار الناخبين والتي يمكن أن تمنحه النصر.
ويتقدم بايدن في هذه الولاية بفارق حوالي 29 ألف صوت لكن لم تعلن أي محطة أميركية فوزه في تلك الولاية.
وإذا فاز في تلك الولاية الصناعية فسيصبح الرئيس الأميركي الـ46 بغض النظر عما يحصل في عمليات الفرز الأخرى.
وفي بيان نشر ظهر الجمعة، اعتمد ترامب لهجة أقل حدة من اليوم السابق حين تحدث عن انتخابات "مسروقة" لكنه بقي غامضا بالنسبة لنواياه.
في الصباح أدى فرز الأصوات في جورجيا التي لم يفز بها أي ديمقراطي منذ 1992، إلى قلب النتيجة لصالح بايدن لكن الهامش يبقى "ضيقا كثيرا" إلى حد أنه سيحصل فرز جديد للأصوات.
وعداد أصوات كبار الناخبين بقي عالقا بالتالي على 253 أو 264 لبايدن بحسب وسائل الإعلام التي سواء منحته أريزونا أم لا، و214 لترامب.
في أريزونا، استفاد ترامب من تمديد فترة فرز الأصوات.
فقد اقترب فيها مساء الجمعة من بايدن مهددا بتكبيده خسارة 11 من أصوات كبار الناخبين التي كانت منحته إياها وكالة "اي.بي" وشبكة فوكس نيوز اعتبارا من الليلة الانتخابية على أساس نتائج جزئية.
كان الرئيس الأميركي جدّد الاتّهامات بحصول عمليّات تزوير، دون أن يقدّم أيّ دليل عليها.
وقال أمام صحافيين في البيت الأبيض "إذا أُحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أحصيت الأصوات غير القانونيّة، يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منا".
وبدا الرئيس الـ45 للولايات المتحدة معزولا ضمن حزبه، الجمهوري، في ظل ما أطلقه من اتّهامات بأنّه سيكون ضحيّة "سرقة" الانتخابات.