كيف يمكن للآباء تفسير شعور الفقدان لأبنائهم بشكل صحيح

يؤكد علماء النفس أن الموت من أصعب الأمور شرحا للأطفال حيث لا يدرك الصغير معنى الوفاة والموت فعلًا حتى لو كرر هذه الكلمة العديد من المرات.
ويمكن للأطفال في مرحلة معينة تجربة الألم الناجم عن وفاة أحد أفراد الأسرة أو موت حيوانهم الأليف، مما يجعلهم يشعرون بالوحدة والخوف والقلق. وقد سلطت الأبحاث الضوء على طرق معينة يمكن للبالغين من خلالها شرح الموت للأطفال عن طريق العاطفة والمحبة لأن هذا ما يحتاجون إليه.
ويؤكد الباحثون أن تهيئة الطفل لاستيعاب فكرة الموت دون خوف لا تتم بطريقة واحدة، مشيرين إلى أن أهم عاملين هما الصدق واستخدام كلمات مناسبة لعمره. ويقدم الباحثون بعض الخطوات التي تساعد الوالدين على تهيئة الطفل لاستيعاب فكرة الموت دون خوف أو هلع، ومن ذلك أن يكونا صادقين ولا يكذبان أبدًا ويتجنبان قول إن الشخص الذي لم يعد موجودًا سافر أو غير ذلك من الحجج الكاذبة.
وينصح خبراء علم النفس الآباء بشرح الأمر بكلمات مناسبة لعمر الأطفال، فمثلا يمكنهم استخدام معتقداتهم الروحية والدينية في شرح الأمر لكن بشكل لا يرهبهم كاستخدام مفهوم الجنة بدلًا من المقبرة وشرح شكل الجنة بما يتناسب مع عمر الأطفال.
ويؤكد خبراء التربية أنه يوجد نقص كبير في قصص الأطفال التي تعالج فكرة الموت وكذلك في الدراسات وحتى في دروس مناهج التعليم في العالم العربي ويرون أن دور الآباء يصبح ذا قيمة كبرى في مرافقة أطفالهم في لحظات الفراق التي يعيشونها وينصحون بالإجابة عن أسئلتهم مهما كانت بسيطة في نظرهم أو ساذجة.
الأطفال يعيشون تجربة الألم الناجم عن وفاة أحد أفراد الأسرة أو حيوانهم الأليف، ما يجعلهم يشعرون بالوحدة والخوف والقلق
بدورهم ينصح علماء النفس الأم بان تتقبل أسئلة طفلها، وتجيب عنها بصدر رحب دون تذمر أو هروب وأن تشجعه على سؤاله فهذا يحسن من نفسيته ويجعل عقله مفتوحًا أمامها، فتستطيع معرفة ما يدور في داخله.
ويرى علماء النفس ضرورة شرح الأمر للطفل منذ البداية إذا كان أحد أفراد أسرته مريضًا أو مسنًا، محذرين من الكلام عن الموت قبل حدوثه.
كما يرون أنه من الأفضل عدم استخدام عبارات مثل، “لقد سافر” أو “لقد نام”، لتبرير غياب الشخص الميت لأنها قد تجعل الصغار يخافون من فكرة السفر والنوم.
كما ينصحون الأمهات بأن يكن على استعداد لردود فعل متنوعة، مثل الغضب على الطبيب مثلًا لأنه لم ينقذ الجد، وأحيانًا الشعور بالذنب. ويعتبرون أنه من المهم مناقشة فكرة الإجهاض بما يتناسب مع عمر الطفل إن كانت فكرة الموت ظهرت بسبب موت الجنين، خصوصا أنه قد يشعر بعدها بالذنب بسبب أنه مثلًا كان يشعر بغيرة وتمنى في سره لو يموت ولا يأتي.
ولا يقلل علماء النفس من التعامل مع الأمر بالكيفية نفسها في حال موت حيوان الطفل الأليف، محذرين من الاستخفاف بالأمر لأن الأمهات قد تقلل بذلك من قيمة الفكرة ذاتها، كما أنها ستعلمه الرحمة إذا اهتمت بالأمر بالقدر نفسه.