بايدن يتقدم على ترامب في بنسلفانيا وجورجيا الحاسمتين

المرشح الديمقراطي يزداد اقترابا من الفوز في سباق محتدم إلى البيت الأبيض، فيما يستمر فرز الأصوات في بضع الولايات المتأرجحة.
الجمعة 2020/11/06
بايدن يتقدم بخطوات صغيرة على الطريق إلى البيت الأبيض

واشنطن- حقق المرشح الديمقراطي جو بايدن تقدما أكبر في طريقه إلى البيت الأبيض الجمعة بتصدره نتائج الانتخابات في ولايتي بنسلفانيا وجورجيا الحاسمتين، غداة اتهامات جديدة بالتزوير أطلقها من دون دليل الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي يواصل التأكيد أنه فاز في هذا الاقتراع.

ووفق صحيفة نيويورك تايمز، فإنّ بايدن أصبح متقدما بنحو 5.600 صوت على الرئيس الجمهوري، وذلك إثر تعويض تأخره مع فرز الأصوات الآتية بالبريد، كما أكدت شبكة "سي.أن.أن" تقدّم بايدن.

وانعكس توجه النتائج الجمعة في جورجيا وأصبح نائب الرئيس الديمقراطي السابق يتقدم على الرئيس الجمهوري بـ917 صوتا.

لكن نظرا للنتائج المتقاربة جدا، لم تعلن أي وسيلة إعلام أميركية كبيرة حتى الآن فوز أحد المرشحين في هذه الولاية التي يمثلها 16 من كبار الناخبين.

وبات اهتمام الولايات المتحدة التي تنتظر معرفة اسم الشخص الذي سيؤدي اليمين في 20 يناير منصبا على ولاية بنسلفانيا والتي يمكن أن تنهي حالة الانتظار بناخبيها العشرين الرئيسيين.

وإذا فاز نائب الرئيس السابق لباراك أوباما في هذه الولاية الصناعية، فسيصبح الرئيس الأميركي السادس والأربعين.

والفارق بين المرشحين بعد التقدم الذي سجله ترامب ليلة الانتخابات في تلك الولاية الصناعية الشمالية الشرقية التي فاز فيها قبل أربع سنوات، تقلص تدريجيا مع فرز بطاقات الاقتراع بالبريد في أغلب الأحيان يأتي 80 في المئة منها لمصلحة جو بايدن.

وخلافا لبنسلفانيا وجورجيا، يستفيد دونالد ترامب بشكل مباشر من تأخر فرز الأصوات في ولاية أريزونا.

فهو يقلص الفارق مع جو بايدن ما قد يحرم المرشح الديمقراطي من أصوات 11 ناخبا كبيرا كانت وكالة "اسوشييتد برس" و محطة "فوكس نيوز" منحتها لجو بايدن اعتبارا من مساء الثلاثاء على أساس نتائج جزئية ونماذج إحصائية تعتبر عادة مضمونة جدا.

في مواجهة النتائج التي جاءت إجمالا لمصلحة منافسه، تحدث ترامب مجددا الخميس عن تزوير من دون أن يقدم أي عناصر جديدة. وقال "إذا أُحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أُحصيت الأصوات غير القانونية يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منّا".

قطعت محطات تلفزيونية أميركية عدة مساء الخميس النقل المباشر للكلمة التي ألقاها ترامب بسبب تضمنّها "سيلا من الأكاذيب".

ويبدو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة بعد أكثر من يومين على الانتخابات معزولا داخل حزبه في حملته على "سرقة" الاقتراع الذي يقول إنه ضحية لها.

ترامب يستفيد من تأخر فرز الأصوات في ولاية أريزونا
ترامب يستفيد من تأخر فرز الأصوات في ولاية أريزونا

وكان ترامب تلقى دعما من عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ هما ليندسي غراهام وتيد كروز. وفي تصريحات لمحطة "فوكس نيوز" أكد كروز "أقول لكم إن الرئيس غاضب وينبغي على الناخبين أن يغضبوا أيضا".

وبعد كلام ترامب دعا جو بادين مجددا إلى الهدوء والصبر. وكتب في تغريدة "لن يسلب أحد منا ديمقراطيتنا لا اليوم ولا أبدا".

وقبل ساعات على ذلك، أبدى المرشح الديمقراطي ثقته بفوزه القريب خلال كلمة اتسمت بلهجة رئاسية.

وقال بايدن للصحافيين في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير "أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب والفرز جار وسنعرف النتيجة قريبا جدا (..) لا نملك أدنى شك بأنّه مع انتهاء تعداد الأصوات، سيُعلن فوزنا".

وكان ترامب أعلن في ليلة الانتخابات أنه فاز بالانتخابات وأنه سيحتكم إلى المحكمة الأميركية العليا لكنه بقي مبهما حول الدوافع.

في الواقع باشر محاموه عدة إجراءات قضائية على مستوى الولايات مطالبين مثلا بإعادة احتساب الأصوات في ويسكونسن.

ويرى الديمقراطيون أن هذه الشكاوى لا أساس لها إلا أنها قد تؤخر تأكيد النتائج أياما عدة لا بل أسابيع.

في ميشيغن وجورجيا، رفض قاضيان شكاوى جمهورية.

وتشمل إحدى هذه المعارك ولاية بنسلفانيا حيث تجتهد السلطات لفرز الكم الهائل للأصوات الواردة بالبريد.

وبطلب من معسكر ترامب، أمر قاض السلطات المحلية السماح لمندوبين جمهوريين الدخول إلى مركز المؤتمرات في فيلادلفيا لمتابعة عملية الفرز عن كثب.

وفي الخارج، تظاهر أنصار ترامب منددين بعمليات تزوير في مواجهة تظاهرة مضادة.

لكن يبدو أن المعسكر الجمهوري بدأ يسلم بالنتيجة.

في الوقت نفسه، أوقفت شرطة فيلادلفيا رجلين بعد أن علمت أنه كان يجري الإعداد لهجوم مسلح على مركز لفرز الأصوات ما يعكس التوتر الشديد في بلد منقسم للغاية.

وستعزز إدارة حماية الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين الحكوميين عدد رجال الأمن حول بايدن، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الجمعة.

وسيضيف الجهاز السري عناصر إلى ويلمينغتون بولاية ديلاوير بعدما أبلغ فريق حملة بايدن الوكالة الفيدرالية أنها ستستمر في شغل مركز المؤتمرات في ويلمينغتون المدينة التي يعيش فيها جو بايدن وقد يلقي فيها خطابا الجمعة.

وهذه الحماية معتادة لمرشحي البيت الأبيض. لكنها ليست بحجم الحماية التي يتم تأمينها للرئيس نفسه. في المقابل يصبح حجم الحماية قريبا من تلك التي يتمتع بها الرئيس إذا فاز المرشح في الانتخابات وأصبح "الرئيس المنتخب" حتى تنصيبه في 20 يناير.