تركيا تخلي نقطة "شير مغار" بعد "مورك" في شمال غرب سوريا

أنقرة – قالت مصادر تركية وأخرى في المعارضة السورية، الثلاثاء، إن تركيا تنسحب من موقع عسكري ثان معزول في شمال غرب سوريا، لتغادر بذلك منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية السورية إلى أخرى لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة والفصائل المدعومة من أنقرة.
وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة، غادرت القوات التركية بشكل كامل بعد ظهر الثلاثاء قاعدة شير مغار وأن أكثر من 70 آلية بينها ناقلات جنود و شاحنات تحمل معدات لوجستية".
وأكد القائد العسكري "توجه الرتل العسكري التركي إلى قاعدة قوفقين وبعضها توجه إلى بلدة البارة في جبل الزاوية جنوب إدلب، لتعزيز النقاط الموجودة في خطوط التماس مع القوات الحكومية السورية والروسية في ريف إدلب الجنوبي". فيما يبدو أنها عملية تحصين لتلك النقطة التي تقع جنوب الطريق الدولي حلب اللاذقية.
وتعتبر "شير مغار" النقطة العاشرة من نقاط المراقبة التركية، وتقع قرية شير مغار في جبل شحشبو بريف حماة الشمالي الغربي.
وأفاد مصدر تركي آخر بأن تركيا تعد للانسحاب من مواقع إضافية بمناطق استعادتها القوات الحكومية السورية في هجوم شنته العام الماضي.
وتثير الخطوات التركية نقاط استفهام كبرى وتحليلات تصل حد التضارب حول دوافعها بين قائل بأن الهدف يأتي في إطار إعادة الانتشار في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام وباقي الفصائل، استباقا للتصعيد وطرف آخر يرى بعكس ذلك وأنه يأتي في إطار التفاهمات الروسية التركية لاسيما وأن إخلاء هذه النقاط ضمن شروط الهدنة المعلنة منذ مارس الماضي.
ويشار إلى أن الجيش التركي أخلى، الاثنين، قاعدة مورك بريف حماة الشمالي أكبر قاعدة عسكرية للقوات التركية في سوريا، والتي شهدت في الشهرين الماضيين مظاهرات شارك فيها مئات السوريين مطالبين برحيل الجنود الأتراك.
من جهة أخرى، كشف مصدر في المعارضة السورية أن أغلب النقاط العسكرية التركية في مناطق سيطرة القوات الحكومية سوف يتم الانسحاب منها قبل نهاية العام الجاري .
ونشرت تركيا أكثر من 65 نقطة لجيشها في منطقة إدلب ومحيطها شمال غربي سوريا، من بينها 14 نقطة وقعت ضمن نطاق سيطرة النظام، عقب تقدم قواته على حساب المعارضة السورية المسلَّحة وبقية الفصائل المسلَّحة في شمال غربي سوريا.
وتوصلت روسيا وتركيا قبل عامين في قمة سوتشي إلى اتفاق يتم بموجبه نشر قواعد عسكرية تركية في منطقة خفض التصعيد على طول طريق دمشق حلب وبعض نقاط الاشتباك بين الجيش السوري وفصائل المعارضة، لكن استعادة الجيش السوري لمناطق ريف حماة وإدلب وريف حلب جعل تلك القواعد محاصرة منذ أكثر من عام .
وتشهد خطوط المواجهات في ريف إدلب توترًا كبيرًا واشتباكات وقصفًا متبادلاً بين القوات السورية وحلفائها من جهة وفصائل المعارضة الموالية للقوات التركية وزادت تلك المواجهات بعد قصف طائرات حربية روسية قاعدة تتبع لفيلق الشام أحد فصائل الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة، ما ينذر باندلاع عملية عسكرية واسعة مع تزايد وصول تعزيزات عسكرية تركيا إلى ريف إدلب.
وطوقت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا العام الماضي عددا من المواقع العسكرية التركية قبل أن يوقف تقدمها تدخل عسكري تركي في فبراير أعقبه اتفاق بين موسكو وأنقرة لوقف إطلاق النار.
وتقول المعارضة السورية إن تركيا تحتفظ بما بين عشرة آلاف و15 ألف جندي في شمال غرب سوريا، كما يوجد في المنطقة مقاتلون من المعارضة تدعمهم أنقرة وجماعات متشددة تعهدت تركيا بنزع أسلحتها واحتوائها.