العسكريون في السودان يراهنون على اختراق في أزمة سد النهضة لمراكمة الإنجازات

البرهان يصل إلى أديس أبابا تزامنا مع بدء جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة.
الأحد 2020/11/01
توجيه البوصلة نحو أزمة سدّ النهضة

أديس أبابا - يصل رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، الأحد، إلى أديس أبابا، لمناقشة ملفي سد النهضة والحدود المشتركة، في زيارة رسمية تستغرق يومين، بدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد.

وتتزامن زيارة البرهان مع استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث (السودان ومصر وإثيوبيا)، اليوم، حول قضايا ملء السد الإثيوبي وتشغيله.

ويبدو أنّ المكون العسكري السوداني يحاول تحقيق انجازات أكثر تحسب له، عبر سعيه لحصر ملف سد النهضة بيده في ظل مساعيه لتحقيق المزيد من الاختراقات التي تعزز من تموضع العسكريين سياسيا.

وتسعى إثيوبيا في هذه الزيارة التي أتت بدعوة منها إلى إعادة الدفء للعلاقة مع الخرطوم التي تعيش تحولات كبرى من المرجح أن تجعلها رقما صعبا في معادلة المنطقة.

وكان رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان التقى بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته إلى القاهرة الثلاثاء الماضي، حيث أكدا على تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

ويرافق البرهان في زيارته إلى إثيوبيا، وفق بيان مجلس السيادة، وزير الخارجية المكلف، عمر قمر الدين، ومدير جهاز المخابرات العامة، جمال عبدالمجيد، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، ياسر محمد عثمان.

ونجح المكون العسكري في السلطة الانتقالية السودانية في تحقيق جملة من الانجازات التي لن تنعكس فقط على وضعه الداخلي بل أيضا الإقليمي، وفي مقدمة تلك الانجازات شطب البلاد من لائحة الدول الراعية للإرهاب وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتوقيع اتفاق السلام مع الحركات المسلحة.

وبالإضافة إلى أزمة سدّ النهضة، يناقش البرهان مع آبي أحمد مشاكل الحدود المشتركة والبدء في ترسيمها على الأرض لوضع حد لتغول المليشيا الإثيوبية على الأراضي السودانية، اذ تشهد منطقة “الفشقة” البالغ مساحتها 251 كم مربعا، أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين، خصوصا في موسم المطر، يسقط خلالها قتلى وجرحى.

وتراجعت الحكومة السودانية عن إدارة الملفات التي كانت ضمن اختصاصاتها التنفيذية تحت وطأة التوترات التي تمر بها حاضنتها السياسية، وهو ما استغله المكون العسكري للسيطرة على مجمل الأوضاع، وهاهو الآن يسعى للبحث عن حلول لأزمة سدّ النهضة.

إثيوبيا مصرّة على استكمال المشروع
إثيوبيا مصرّة على استكمال المشروع

ووفقا لوكالة السودان للأنباء (سونا)، ستعمل مصر والسودان وإثيوبيا خلال هذه الجولة من المفاوضات، التي ستستغرق أسبوعا، على وضع جدول أعمال واضح ومفصل وجدول زمنى محكم ومحدد لمسار التفاوض، وقائمة واضحة بالمخرجات التى يجب التوصل إليها.

وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أكتوبر الماضي، على أنه “لا توجد قوة” يمكنها أن تمنع بلاده من تحقيق أهدافها التي خططت لها بشأن سد النهضة، عقب تحذير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من إمكانية قصف مصر للسد الإثيوبي.

وكان ترامب يتحدّث من المكتب البيضوي في البيت الأبيض، بعد إعلانه اتّفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة السودان التي تخشى أيضاً من استنزاف مواردها المائيّة بسبب السدّ.

وقال "إنّه وضع خطير جدّاً، لأنّ مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة".

وأضاف "سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السدّ. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح سيُفجّرون هذا السدّ. وعليهم أن يفعلوا شيئاً".

وجرت مفاوضات ثلاثية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، في واشنطن،في فبراير الماضي، وقّعت في ختامها مصر اتفاقا ثلاثيا بشأن قواعد ملء السد، فيما امتنعت إثيوبيا عن التوقيع.

وتصر أديس أبابا على ملء السد لتوليد الكهرباء، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا.