الراعي لساسة لبنان: ألا تخجلون

بيروت- هاجم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الأحزاب السياسية التي تعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية وحمل زعمائها مسؤولية الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الذي دفع بكثير من اللبنانيين في هاوية الفقر.
وتساءل الراعي خلال قداس الأحد الأسبوعي "إلى متى يتمادى المعنيون، من مسؤولين وسياسيين ونافذين وأحزاب، وبأي حق، في عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة؟ ألا يخجلون من الله والناس وذواتهم وهم يعرقلون، لا حماية للمبادئ الدستورية والثوابت الوطنية، بل تمسكا بمحاصصتهم، والحقائب الطائفية، فيما نصف الشعب اللبناني لا يجد حصة طعام ليأكل ويوضب حقائبه ليهاجر"
وطالب الراعي الأحزاب السياسية بإيقاف ضغوطاتها على رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في وقت فيه التفاؤل بشأن تأليف الحكومة يتراجع مع تصاعد حديث العقبات بحسب مصادر لبنانية مطلعة.
و قال " فليوقف جميع الأطراف ضغوطهم على الرئيس المكلف، لكي يبادر بالتعاونِ مع رئيس الجمهورية إلى إعلانِ حكومة بمستوى التحديات، لكن ما رشح عن نوعية الحكومة العتيدة لا يشير إلى الاطمئنان".
ويواجه الحريري تحديات كبيرة في الحصول على الموافقة على التشكيل الوزاري بسبب نظام المحاصصة الطائفية في لبنان. ويتعين على الحكومة حسم قائمة من المشاكل من بينها أزمة مصرفية وانهيار قيمة العملة.
وبينما تحدثت مصادر حزبية عن ملامح تلك العقبات، كشف مصدران مطلعان على تشكيل الحكومة، عن أنها أدت لتأخر التوصل إلى تصور نهائي للتشكيلة.
وبحسب تلك المصادر، فإن هذه العقبات تتمثل في سعي التيار الوطني الحر، لتكبير حجم الحكومة والحصول على عدد وزارات يؤمن له الثلث المعطل، ومشاركة "حزب الله" في الحكومة ومن الأحق بحقيبة الطائفة الدرزية.
وأشارت دوائر سياسية إلى أن المشاورات الأخيرة أظهرت وجود تباين في الآراء حول توزيع الحقائب.
دوائر سياسية تشير إلى أن المشاورات الأخيرة أظهرت وجود تباين في الآراء حول توزيع الحقائب
وأفاد مصدر مقرب من الرئيس عون، بأنه "لا يوجد بعد حسم حكومي، وأن هناك نقاطا لم تحل"، لافتا إلى أن مرحلة التشاور والتواصل "ما زالت مستمرة".
وكان رئيس البرلمان نبيه بري، قال الأربعاء الماضي، إن الحكومة المنتظر تشكيلها "قد تبصر النور في غضون 4 أو 5 أيام، إذا ظلت الأجواء إيجابية".
وعن طبيعة العقبات، قال مصطفى علوش، القيادي في تيار المستقبل حزب الحريري إن رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، يريد "تكبير حجم الحكومة والحصول على عدد وزارات يؤمن له الثلث المعطل".
وكشف علوش، عن أن باسيل يطالب بحكومة مؤلفة من 24 وزيرا، ويبدي رغبته في الحصول على 9 وزارات مع حلفائه، أي الثلث المعطل.
وأشار في هذا السياق إلى ما أعلنه الحريري، غداة تكليفه بتشكيل الحكومة، من أنه سيعمل على تشكيل "حكومة اختصاصيين بعيدة عن الأحزاب"، لافتا إلى أن رئيس الحكومة المكلف "متكتم على الأسماء".
وتعكرت العلاقة بين باسيل والحريري، بعد استقالة الأخير من رئاسة الحكومة، إثر احتجاجات 17 أكتوبر 2019، بعدما كانوا حلفاء في الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2018.
وضمن العقبات التي أثرت على الأجواء الإيجابية، مشاركة "حزب الله" في الحكومة، حيث تحدثت وسائل إعلام محلية، عن بروز عقبات في اللحظات الأخيرة، تتعلق بتمثيل الحزب في الحكومة.
وفي هذا السياق، يرى علوش أن الإصرار على تمثيل "حزب الله" في الحكومة "يعرضها لمزيد من الضغوطات"، مشددا على ضرورة أن يتجنب الحزب فرض أي وزراء لتسلم حقائب وزارية محددة في الحكومة المقبلة.
وكان الأمين العام لجماعة "حزب الله" حسن نصر الله، رأى في خطابه الأخير، أنه لا ينبغي "المبالغة" في النظرة الإيجابية، رغم سير معطيات الملف الحكومي بشكل جيد.
ويشدد علوش على أنه لا بد من "تشكيل حكومة مصغرة لا تحتوي على ثلث معطل، وإبعاد وزراء حزب الله عن الوزارات ذات التأثير".