باريس تعيد سفيرها إلى أنقرة للاستيضاح حول تهجم أردوغان على ماكرون

جان-إيف لودريان: تركيا  اتخذت خيارًا متعمّدًا بشنّ حملة دعاية بغيضة وافتراء علينا.
الأحد 2020/11/01
علاقات في أوج التوتر

باريس - أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان-إيف لودريان أنّ باريس ستُعيد سفيرها لدى تركيا إلى أنقرة الأحد للحصول منها على "إيضاحات"، بعد أسبوع على استدعائه إثر هجمات لفظيّة للرئيس التركي رجب طيّب إردوغان استهدفت نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وبعدما أقدم شيشاني متطرّف على اغتيال مدرّس في فرنسا كان عرض على تلاميذه رسومًا كاريكاتوريّة للنبي محمّد في إطار حصة دراسيّة حول حرّية التعبير، "اتّخذت تركيا خيارًا متعمّدًا باستغلال هذا الهجوم وشنّ حملة دعاية بغيضة وافتراء علينا"، بحسب ما قال لودريان.

لكنّه أضاف أنّ إدانة تركيا لاحقًا لاعتداء بسكّين داخل كنيسة في مدينة نيس الفرنسيّة هذا الأسبوع كانت "مختلفةً وواضحة ولا لبس فيها، غير أنّ هذا لا يمنع أنقرة من تقديم إيضاحات".

وتابع وزير الخارجيّة الفرنسي "لقد طلبنا من سفيرنا العودة إلى أنقرة لمتابعة طلب الإيضاح والشّرح هذا مع السلطات التركيّة" بشأن "التصريحات المشينة الأخيرة" ولكن أيضًا بشأن "عمل أنقرة المزعزع للاستقرار منذ أشهر عدّة في ليبيا، وفي شرق المتوسّط، وفي منطقة ناغورني قره باغ".

وقال لودريان "كلّ هذا يتطلّب إيضاحات قويّة طلبها الاتّحاد الأوروبي نفسهُ  لا يمكننا أن نبقى في أجواء من سوء التفاهم والتصريحات المشينة".

وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من اتّهام ماكرون السبت إردوغان بتبنّي موقف "عدواني" تجاه شركائه في حلف شمال الأطلسي، معتبرًا أنّ التوتّرات قد تنحسر في حال أظهر إردوغان الاحترام وتوقّف عن إطلاق أكاذيب.

ماكرون: من الضروري أن يحترم الرئيس التركي فرنسا ويحترم الاتّحاد الأوروبي وقيَمهما، وألا يُطلق الأكاذيب أو يتفوّه بالإهانات

وقال ماكرون في مقابلة مع قناة الجزيرة إنّ "لدى تركيا موقفًا عدوانيًّا تجاه حلفائها في حلف شمال الأطلسي"، مستنكرًا السلوك التركي في سوريا وليبيا والمتوسط.

وأمل ماكرون بأن "تهدأ" الأمور، لكن من أجل أن يحدث هذا، من الضروري أن "يحترم الرئيس التركي فرنسا ويحترم الاتّحاد الأوروبي وقيَمهما، وألا يُطلق الأكاذيب أو يتفوّه بالإهانات".

وأشار الى أن فرنسا قدمت التعزية لتركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب ازمير، وعرضت أيضا إرسال مساعدات.

ووصف ماكرون تدخل تركيا في سوريا بأنه "عدوان" على شركائه في حلف الأطلسي، قائلا إن أنقرة لم تحترم حظر السلاح في ليبيا بينما أظهرت سلوكا "عدوانيا للغاية" في شرق المتوسط.

وعلى مدى أسابيع شهدت العلاقة بين تركيا وفرنسا توترات بلغت ذروتها نهاية الأسبوع الماضي عندما شكك إردوغان في صحة ماكرون العقلية.

وتفاقم التوتر بين الرئيس التركي ونظيره الفرنسي على خلفية دفاع الأخير عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد وتمسكه بها.

وتأتي مهاجمة اردوغان لنظيره الفرنسي بعد أسابيع من تحول التوتر في المتوسط لعداء شخصي بين الرئيسين، حينما وصف الرئيس التركي ماكرون بأنه "عديم الكفاءة" وبـ"الطامع غير المؤهل".

وتبادل اردوغان وماكرون الاتهامات عدة ملفات حارقة بدءا من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ووصولا إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية والتنقيب عن المحروقات في مياه شرق المتوسط وأخيرا الاشتباكات التي اندلعت في ناغورني قره باغ.

ويرى متابعون أنه لا يمكن فصل هذه الخلافات السياسية عن مهاجمة الرئيس التركي لفرنسا وشخص رئيسها الذي يقود جبهة أوروبية لمواجهة الأجندات التركية على أكثر من جبهة.