استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانوني بشأن سد النهضة

الخرطوم- أعلنت الخرطوم استئناف مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث السودان ومصر وإثيوبيا الأحد، لبحث قضايا ملء وتشغيل السد الإثيوبي برعاية الاتحاد الإفريقي.
وتوافقت الدول الثلاث على عقد اجتماع متابعة يدعو له السودان لرفع تقرير لرئاسة الاتحاد الافريقى خلال أسبوع واحد حول سبل إحراز تقدم ملموس في المفاوضات المتعثرة منذ نهاية أغسطس الماضى، حسب ما أفادت وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا).
وأشار بيان لوزارة الري والموارد المائية السودانية أن "استئناف المفاوضات يأتي بناء على اتفاق وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث، خلال اجتماعهم الأخير (عبر تقنية الفيديو كونفرانس) في 27 أكتوبر الجاري".
ونقل البيان عن رئيس الوفد السوداني المفاوض صالح حمد، أن "السودان كان قد أبدى رفضه في الاجتماع السابق، لمواصلة المفاوضات بنفس المنهج الذي قاد لطريق مسدود في الجولات الماضية".
وتصر أديس أبابا على ملء السد لتوليد الكهرباء، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 5ر55 مليار متر مكعب.
وأشار حمد، إلى أن الخرطوم تقدمت بمقترحات متعددة لإعطاء دور أكبر للخبراء والمراقبين في عملية التفاوض لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث.
ولم يذكر البيان أي تفاصيل حول طريقة عقد الاجتماع سواء كانت وجاهية أو عبر تقنية الفيديوكونفرانس.
والثلاثاء اتفق كل من السودان ومصر وإثيوبيا، خلال اجتماع لوزراء الخارجية والري بالدول الثلاث، على وضع جدول أعمال "محكم ومحدد" لمسار التفاوض بشأن سد النهضة، خلال الأسبوع الجاري.
وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في تصريحات سابقة على أنه "لا توجد قوة" يمكنها أن تمنع بلاده من تحقيق أهدافها التي خططت لها بشأن سد النهضة، عقب تحذير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من إمكانية قصف مصر للسد الإثيوبي.
وفي فبراير الماضي، جرت مفاوضات ثلاثية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، في واشنطن، وقّعت في ختامها مصر بالأحرف الأولى اتفاقا ثلاثيا بشأن قواعد ملء السد، فيما امتنعت إثيوبيا عن التوقيع.
وكانت مصر قد أعلنت من قبل فشل المفاوضات وذلك في آخر جولة عقدت في 28 أغسطس.
وذكرت الموارد المائية المصرية أن عدم التوافق بين الدول الثلاث استمر حول العديد من النقاط القانونية والفنية بشأن النسخة الأولية المجمعة والمُعدة بواسطة الدول الثلاث، حيث لم ترق بعد إلى عرضها على هيئه مكتب الاتحاد الإفريقي برئاسة جنوب إفريقيا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حذّر خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني ورئيس وزراء السودان ورئيس الوزراء الإسرائيلي، من قيام مصر بتفجير سد النهضة رداً على التعنت الإثيوبي في المفاوضات.
واعتبر ترامب أن التجاوزات الإثيوبية مرفوضة، خاصةً بعد أن تم التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث تحت رعاية أميركية، ثم انسحبت إثيوبيا منه في أخر لحظة، مشيراً إلى أن مصر لديها الحق في حماية حصتها بمياه النيل.