ممارسة الرياضة بانتظام تقي من هشاشة العظام

المزيج من تمارين قوة التحمّل وتقوية العضلات والتوازن هو الخيار الأفضل للوقاية من هشاشة العظام، وأيضا بممارسة النشاط البدني اليومي.
الأحد 2020/11/01
تمارين هشاشة العظام تعزز صحة الجسم

هامبورغ (ألمانيا) - نصح البروفيسور ميشيل أملينغ باتباع نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم وممارسة الرياضة بانتظام للوقاية من الإصابة بهشاشة العظام، مع حصول الجسم على ما يكفي من فيتامين “د”، والمحافظة على وزن الجسم والابتعاد عن التدخين.

وأوضح جراح العظام الألماني أنّ فيتامين “د” ضروري للجسم حتى يتمكن من امتصاص الكالسيوم من الطعام، وإذا كان هناك نقص، فإن الجسم يهاجم احتياطي الكالسيوم في الهيكل العظمي، لتكون النتيجة هي الإصابة بهشاشة العظام.

وينتج الجلد معظم فيتامين “د” عندما يتعرض لأشعة الشمس، كما أنه يتوفر في أسماك البحر الدهنية والبيض والمكملات الغذائية، التي يمكن تناولها بعد استشارة الطبيب المختص.

وأكد البروفيسور الألماني على أن الرياضة ضرورية أيضا لصحة العظام، وهو يعتبر أن مزيجا من تمارين قوة التحمّل وتقوية العضلات والتوازن هو الخيار الأفضل، ونصح أيضا بممارسة النشاط البدني اليومي.

وتجدر الإشارة إلى أن هشاشة العظام مرض يصيب الهيكل العظمي، حيث تفقد العظام قوتها وتفقد كتلتها وتتناقص بشكل أسرع من الأشخاص الأصحاء، وتكمن المشكلة في عدم اكتشاف المرض لفترة طويلة، كما تتعرض النساء بعد انقطاع الطمث لخطر هشاشة العظام بشكل خاص بسبب انخفاض مستوى هرمون الاستروجين.

وتساهم ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالعظام بشكل منتظم في تعزيز صحة أعضاء الجسم وتحميه من الإصابة بأي مرض عضوي مثل أمراض القلب الخطيرة وتصلب الشرايين. وتقوم التمارين الرياضية بتحسين أداء الأوعية الدموية وتدفق الدم إلى جميع أعضاء الجسم. كما أن ممارسة الرياضة تقوي العظام وتقلل من فقدان المعادن وتقي الجسم من إصابته بهشاشة العظام وتؤثر إيجابيًا على كثافة العظام هذا إضافة إلى أن ممارسة التدريبات الرياضية الخاصة تقوي المفاصل وتبني العضلات وتمنحها المرونة والاتزان وتعمل على إبقاء العظام قوية وشديدة.

وتعتبر تمارين تحمل الوزن التي تحرك الجسم ضد الجاذبية ومن أبرزها رياضة المشي والركض والرقص ورياضة التسلق وقفز الحبل من التمارين الرياضية التي يجب ممارستها لكل من يعاني من هشاشة العظام.

الرياضة ضرورية أيضا لصحة العظام
الرياضة ضرورية أيضا لصحة العظام

ويشير خبراء اللياقة البدنية إلى أن تمارين الأيروبيكس الهوائية الشديدة ورياضة التنس وصعود الدرج. وتمارين رفع الأثقال والتوازن مثل اليوغا التي تحافظ على مرونة الجسم وتوازنه مفيدة أيضا لهشاشة العظام، وهناك كذلك تمارين رياضية بواسطة الآلات منها تمارين آلة المشي وتمارين آلة الهرولة (المشي السريع) وتمارين آلة الدرج.

كما يعتبر خبراء اللياقة البدنية تمارين الحركات، ومنها تمارين الأوراك التي تقوي عضلات المفاصل في منطقة الخصر وتحسن التوازن من أبرز التمارين الرياضية المساعدة على حماية الجسم من هشاشة العظام. وكذلك تمارين الرجلين التي تساعد على تقوية عضلات الفخذ، وتمارين عضلات أسفل الظهر، وتمارين عضلات أسفل الرجلين وهي كلها تناسب جميع المراحل العمرية.

من جهتهم أكد الخبراء الألمان أن ممارسة الرياضة بانتظام من أبرز الوسائل العلاجية لهشاشة العظام، مشيرين إلى أن أنسب التمارين التي يمكن ممارستها هي التمارين الرياضية المائية. مؤكدين أن الحركة في الماء تساعد الجسم على تدريبه وتقلل من تعرضه للإجهاد والتعب. كما أشاروا إلى أنه عندما يطفو الجسم في الماء فإنه بذلك يساعد على تخفيف الحمل الذي تتأثر به الأربطة والمفاصل والأوتار خلال التمرين وفي نفس الوقت يعمل على تقوية العظام وتمديد العضلات.

وتؤدي الإصابة بمرض هشاشة العظام إلى إضعاف العظام إلى درجة تصبح فيها هشة، ومجرد القيام بأعمال بسيطة جداً تحتاج إلى أقل قدر من الضغط، كالانحناء إلى الأمام أو رفع مكنسة كهربائية، قد يسبب كسوراً في العظام. ويعود سبب ضعف العظام هذا، في معظم الحالات، إلى النقص في مستوى الكالسيوم والفسفور، أو النقص في عناصر غذائية أخرى كفيتامين “د”.

ويؤكد خبراء الطب الرياضي أن العظام تمثل دعامة الجسم الرئيسية في مواجهة الجاذبية الأرضية كما تساعده على الوقوف والحركة، وكلما كان الشخص أصغر سناً وأكثر نشاطاً، كلما كان تجديد الخلايا أنشط وزادت كمية النسيج العظمي المنتج حديثاً عن ما قد يخسره الجسم، ما يزيد من كثافة العظم.

وعموما تبلغ كتلة الإنسان العظمية ذروتها في سن الثلاثين تقريباً، ليبدأ الجسم بعدها بفقدان كثافة العظم بصفة تدريجية مع تقدم العمر نتيجة ما يرافق ذلك من قلة الحركة والنشاط.

وتعد النساء فوق سن الأربعين الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وذلك نتيجة للتغييرات الهرمونية التي تحدث في سن اليأس والتي تؤثر على عمليات الأيض للعظام.

ويؤدي اتباع نظام غذائي صحي غني بالكالسيوم والمعادن الأخرى المهمة، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام طوال فترة حياة الشخص بدءاً من الطفولة، إلى الوقاية من هشاشة العظام.

18