السياحة في دبي تنهض من جديد

تستعد إمارة دبي للعودة إلى نشاطها السياحي بعد أن تم رفع القيود عن السفر وعودة نشاط الطيران شيئا فشيئا، فأطلقت الحملات الترويجية لاستقبال السياح مع احتفالات رأس السنة الميلادية وتنظيم مهرجانات التسوق في شهر ديسمبر المقبل.
دبي - توقعت مؤسسة “كوليرز إنترناشيونال” الكندية أن تشهد فنادق الإمارات تعافيا أسرع مقارنةَ بالأسواق الأخرى في المنطقة، مؤكدة أن السوق الإماراتية ستستفيد من الاستعدادات الجارية لتنظيم مهرجان دبي للتسوق 2020 في الفترة من 17 ديسمبر المقبل وحتى 30 يناير 2021، واستضافة معرض إكسبو.
واستعدادا إلى هذا الحدث الهام أطلقت دائرة دبي للسياحة جهودها التسويقية في مختلف أنحاء العالم، لاسيما مع استئناف دبي استقبال السياح وإعادة فتح المزيد من الوجهات والأسواق الإقليمية والعالمية، حيث أطلقت أخيرا حملة جديدة بعنوان “عيشوا تجربة العمر”، والتي تسلّط الضوء على الطرق الفريدة التي تمكّن المسافرين من وضع برامج عطلات خاصة بهم تتضمن التجارب التي يمكنهم خوضها في جميع أنحاء المدينة.
وتشتهر دبي بكونها وجهة متجددة ومتطورة دائما، وهي قادرة على تقديم المزيد من التجارب الممتعة لزوارها الجدد أو ممن اعتادوا زيارتها. وهي تدرك أنه مع العودة التدريجية للحياة الطبيعية، فإن المسافرين يبحثون بشكل مستمر على تجارب سفر فريدة وشخصية.
وتشجع الحملة السياح على الاستمتاع بكل ما تقدمه المدينة الزاخرة بالمقومات السياحية والعروض المميزة، علاوة على دعوتهم إلى تخصيص تجارب استثنائية يجدونها “فقط في دبي” تتناسب مع أذواقهم وميولهم، فضلا عن معايشتهم للبيئة متعددة الثقافات التي يتسم بها النسيج الاجتماعي لهذه المدينة العالمية.
وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي، “تؤكد رسالة هذه الحملة على استعدادنا وجاهزيتنا لتلبية أذواق السياح المحتملين ومتطلباتهم، فقد ركزنا في الفيلم الترويجي على مفهوم وبعد آخرين غير إظهار الأبراج الشاهقة والمعالم الفريدة التي تتميز بها المدينة، لندعوهم إلى زيارة وجهة تحتفي بثقافات أكثر من 200 جنسية حول العالم، وقادرة في الوقت ذاته على توفير مجموعة من التجارب المتنوعة والفريدة لهم، كما أننا من خلال هذه الحملة التسويقية المبتكرة، لا نوجه أنظار زوارنا إلى الخيارات العديدة المتاحة لهم ليقضوا أمتع الأوقات، ويسجلوا أجمل الذكريات التي لا تنسى في دبي فحسب، بل وأيضا نؤكد للعالم أن المدينة تستعيد حيويتها، وهي وجهة آمنة ومفضلة للزيارة”.
ومن المؤشرات الإيجابية لعودة السياحة إلى دبي عودة رحلات الطيران وزيادة مستوى إشغالات الفنادق وارتفاع مستويات البحث على الإنترنت لزيارة إمارة دبي.
وأظهرت بيانات صادرة من شركة “ويجو” المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت، أن الحجوزات عبر موقعها لفنادق الإمارات زادت بنسبة 60 في المئة منذ بدء استقبال السياح في 7 يوليو الماضي وحتى نهاية أغسطس 2020، تزامنا مع العودة التدريجية لاستقبال زخم الزائرين الدوليين وتزامنا أيضا مع تنظيم الفعاليات والمؤتمرات.
وتوقعت ارتفاع وتيرة استقبال الفنادق لزوار من الخارج أكثر في الفترة المقبلة مع زيادة الإجراءات التي اتخذتها شركات الطيران بشأن تغيير مواعيد السفر وإعادة إصدار التذاكر دون رسوم، إضافة إلى تسهيل إجراءات الحجوزات على المسافرين وتقديم المنشآت السياحية في دبي عروضا وباقات ترويجية أكثر تميّزا.
وتظهر أحدث التقارير الصادرة عن شركة الأبحاث “أس.تي.آر غلوبال”، وهي التي توفر بيانات وتحليلات لقطاعات الضيافة العالمية، أن نسبة إشغال الفنادق في إمارة دبي خلال سبتمبر الماضي سجلت أعلى مستوى منذ فبراير 2020 ليتراوح بين 37.6 في المئة إلى 45.4 في المئة في مؤشر على بدء التعافي من تأثيرات الجائحة.
وبعدما نجحت الإمارات في اتباع الاحتياطات الوقائية العالمية لضمان أمن الزائرين ارتفعت مستويات البحث على الإنترنت لزيارة إمارة دبي من 53 في المئة إلى 75 في المئة حتى نهاية أغسطس الماضي، واستمرت في الزيادة على مدار شهر سبتمبر 2020، بحسب بيانات تم الكشف عنها مؤخرا من قبل دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي.
ورجّح مسؤولون وخبراء في القطاع السياحي، أن تشهد فنادق الإمارات المزيد من التعافي في الأشهر المتبقية من العام الجاري مع ارتفاع عمليات البحث الإلكتروني من خارج الدولة عن العروض المغرية التي بدأت تعرضها الشركات المحلية للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة.
وتساهم “فلاي دبي” في العمل على تنشيط القطاع السياحي في الإمارة من خلال تشغيل المزيد من الرحلات، وتعديل أوقات بعضها، لتحسين الربط عبر شبكتها المتنامية حول العالم، وهي تخدم الآن 44 وجهة في جميع أنحاء أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية.
وقال ول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، “نشعر بالتفاؤل وعلامات العودة التدريجية للانتعاش بحركة السفر الدولية تلوح في الأفق. ونحن بانتظار تلك اللحظة، نقوم باستثمار كل خبراتنا وطاقاتنا ومواردنا والدروس المستفادة التي تعلمناها من الأزمة، للعودة إلى استقبال الملايين من المسافرين”.
وقال حمد عبيد الله، الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في فلاي دبي، “رأينا في البداية ركابنا يسافرون لرؤية عائلاتهم، وأصدقائهم. ومع انفتاح المزيد من البلدان على السياحة، نشهد الآن المزيد من الركاب يسافرون لقضاء وقت الفراغ والاستمتاع بأول عطلة لهم في العام. وفي حين غيّر الوباء طريقة سفرنا، يمكننا أن نطمئن إلى أن تدابير السلامة المتخذة في المطار وعلى متن رحلاتنا وفي الوجهة توفر بيئة آمنة للسفر مرة أخرى براحة بال”.
ويؤكد الخبراء على أن القطاع أصبح حاليا يحمل مفاتيح التعافي التي ستدفعه لتحقيق المزيد من نسب الإشغال التي تتجاوز من المرجح نسبة 65 في المئة إلى 70 في المئة.
وقالوا إن معايير السلامة والأمان التي تتبعها الإمارات ستعزز نسب التشغيل العالية المرتقبة خلال موسم السياحة الشتوية وخلال موسم أعياد رأس السنة الميلادية.
