حملة المقاطعة تهدّد المنتجات الفرنسية في دول الخليج

متاجر كثيرة في دول الخليج تتوقف عن تزويد رفوفها بمنتجات فرنسية.
الجمعة 2020/10/30
ردود فعل غاضبة

الدوحة – تواجه المنتجات الفرنسية التي تتمتع بسمعة خاصة في دول الخليج، تهديدا كبيرا، حيث أثارت الرسوم الكاريكاتورية التي دافع عنها الرئيس الفرنسي ردود فعل غاضبة تدعو إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الباريسية.

وسحب 60 متجرا في الكويت المنتجات الفرنسية من رفوفه، وتوقفت وكالات السفر عن تقديم عروض لرحلات إلى فرنسا. وقال خالد حسين مدير أحد هذه المتاجر “الرسول خط أحمر يجب عدم تجاوزه”.

وتوقفت سلسلة متاجر الميرة ورئيسها عضو في الحكومة في قطر، عن تزويد رفوفها بمنتجات فرنسية.

واحتج مسلمون في كل أنحاء العالم بعد دفاع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن القيم العلمانية والحق في التعبير بعد قتل أستاذ جامعي بقطع رأسه قرب باريس لتوظيفه رسوما كاريكاتورية عن المجلة الأسبوعية شارلي إيبدو للنبي محمد في حصته التعليمية.

وقال مصدران رسميان إن قطر ستقاطع منتدى باريس للسلام هذا العام المقرّر عقده في الفترة من 11 نوفمبر إلى 13 منه.

ويقول غيرد نونمان المتخصص في شؤون الخليج في جامعة جورج تاون في قطر، إن التأثير الطويل الأمد لحملة المقاطعة مرهون بموقف الرئيس ماكرون.

وأوضح أنه إذا حافظ الرئيس الفرنسي على خطابه الحالي “سيكون هناك تأثير على الأمد الطويل (…) وإن بقي التأثير التجاري متواضعا”. لكن هذا لن يكون الحال “إذا غيّر ماكرون لهجته في الأشهر المقبلة”.

تعاون تجاري

مقاطعة فردية
مقاطعة فردية

تتمتع فرنسا بحضور في الخليج خصوصا من خلال مجموعات كبيرة وعلامات تجارية فاخرة مثل “لوي فويتون”، كما تبيع معدات وتكنولوجيا تبلغ قيمتها مليارات اليوروهات لممالك الخليج الثرية.

وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري إقليمي لفرنسا بمبادلات بلغت قيمتها عشرة مليارات يورو في 2018 متقدمة على الإمارات (4.5 مليارات يورو) وفقا لأحدث أرقام الخزانة الفرنسية.

وأدانت الرياض “الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي” لكن بالنسبة إلى مايكل ستيفنز العضو في معهد “رويال يونايتد سيرفسز”، فإن المملكة لم تتخذ أي إجراءات مقاطعة ملموسة.

وفتح متحف اللوفر في أبوظبي مركزا له وقام المهندس المعماري جان نوفيل بتصميم متحف قطر الوطني فيما تقوم شركة فرنسية ببناء مترو جدة في غرب السعودية.

وأدانت الإمارات الرسوم الكاريكاتورية، دون الإعلان الرسمي على حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، وفق تشينسيا بيانكو الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

وحسب رأي إتش إيه هيليير الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي،قد يؤدي الهجوم الجهادي في نيس بالإضافة إلى الهجوم في جدة إلى تخفيف حدة ردود الفعل في الخليج.

واعتبر هيليير أنه “بعد جرائم القتل التي حصلت في نيس الخميس، ستكون هناك رغبة أقل في انتقاد فرنسا”.

وقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرون في هجوم بسكين بالقرب من كنيسة في نيس الخميس، فيما يستعد مجلس الدفاع في فرنسا لعقد اجتماع الجمعة غداة الهجوم الإرهابي الذي  أثار موجة استياء واسعة في البلاد وخارجها.

العامل التركي

رفوف خاوية
رفوف خاوية

أشارت بيانكو إلى أن “العداء الفرنسي المتزايد تجاه تركيا قد يضر بالعلاقات بين فرنسا وأقرب حليف لأنقرة في الخليج وهي قطر”.

وحثت فرنسا دول الشرق الأوسط، الأحد، على منع شركات التجزئة من مقاطعة منتجاتها، معتبرة أن دعوات مقاطعة السلع الفرنسية صادرة من "أقليات راديكالية".

وقد تقرّبت قطر بشكل كبير من تركيا منذ أن قاطعها جيرانها، ويقدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه كمدافع قوي عن النبي محمد وينتقد الرئيس الفرنسي بشدة.

ودعا أردوغان الاثنين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، متقدما الدول الإسلامية التي أعربت عن غضبها المتزايد حيال ماكرون.

ولا تخلو مواقف أروغان التي يصفها كثيرون بالشعبوية، من خفايا سياسية في ظل التباينات الفرنسية التركية في أكثر من ملف، كما أن تركيا التي تعاني أزمة اقتصادية حادة وتواجه حملات مقاطعة في عدة دول عربية تحاول استغلال الغضب العربي والإسلامي للترويج لبضائعها، وصرف النظر عن حملة مقاطعة منتجاتها.

وفي وقت سابق، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، تركيا بتأجيج الكراهية ضد بلاده ورئيسها. وقال إن ما يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلوك غير مقبول.

وأعلن الاتحاد الأوروبي تضامنه مع الرئيس الفرنسي، وندّد وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل بتصريحات أردوغان ضد ماكرون معتبرا أنها "غير مقبولة"، داعيا أنقرة إلى "وقف دوامة المواجهة الخطيرة".

وكتب بوريل في تغريدة "تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان ضد الرئيس إيمانويل ماكرون غير مقبولة. دعوة لتركيا إلى وقف دوامة المواجهة الخطيرة هذه".

ومنذ ثلاث سنوات، اتهمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطر بدعم الجماعات الإسلامية المتطرفة، وهو أمر تنفيه المملكة.

وقد وجدت الحملة المناهضة لفرنسا صدى في قطر حيث أظهر أحد السكان قائمة تضم 100 منتج فرنسي يجب مقاطعتها، من بينها مياه “إيفيان” وملابس “لاكوست”.

وقال إن “الإساءة إلى ديننا ونبينا أمر لا يجب فعله ولن أشتري (بعد الآن) أي منتج فرنسي”.