مدّ طلابي جنوب العراق دعما لانتفاضة أكتوبر

كربلاء (العراق) – خرج طلاب عراقيون الخميس، في مسيرة حاشدة في كربلاء، دعما لثورة أكتوبر، التي خرج خلالها العراقيون رفضا للفساد وللأزمة الاقتصادية.
وتأتي المسيرة بعد تحركات طلابية مماثلة في مدن أخرى بجنوب البلاد في اليومين الماضيين، دعماً لحركة الاحتجاجات التي انطلقت قبل عام، والتي بدأت منذ مطلع الشهر الحالي.
وسار الطلاب في شوارع كربلاء رافعين اللافتات والعلم العراقي وصور ناشطين قضوا في احتجاجات العام الماضي، مرددين شعار “هذا شبابك يا وطن” و”فوق صوتك يا وطن لا يعلو صوت”.
وتأتي الذكرى الأولى لاحتجاجات العراق التي أطاحت بحكومة عادل عبدالمهدي، بينما يواجه خلفه مصطفى الكاظمي ضغوطا شديدة سياسة واجتماعية واقتصادية ولم يحقق عددا من الوعود التي تعهد بها للحراك الشعبي ومنها محاسبة قتلة المحتجين.
ويتهم ناشطون الميليشيات والقوى السياسية المدعومة من إيران بالمسؤولية عن قتل المتظاهرين.
وقال الطالب محمد الكيناني (25 عاماً) “اليوم المد الطلابي لا يطالب بشيء من أجل مصلحته الشخصية بل من أجل مصلحة الوطن. وهي المطالب المعروفة من قانون انتخابات فردي مئة في المئة ومحاسبة قتلة المتظاهرين”.
وتعهدت حكومة مصطفى الكاظمي التي جرى تشكيلها في مايو بإجراء انتخابات مبكرة في يونيو القادم بناء على قانون انتخابي جديد، لكن يرى مراقبون أن إجراءها في هذا الموعد صعب التحقيق.
وخرج طلاب جامعات الناصرية والديوانية في جنوب العراق أيضاً بمسيرات مماثلة، الأربعاء.
وقال علي سعد من الناصرية وهو طالب صيدلة “خرجنا اليوم للتأكيد على قوة واستمرار الانتفاضة وكونها الطريق الأساسي في التغيير ولاسترداد وطن تقاسمته الأحزاب الفاسدة”.
وكان آلاف العراقيين تظاهروا الأحد في الذكرى الأولى لـ”ثورة أكتوبر” التي انطلقت شرارتها العام الماضي للمطالبة بتغيير الطبقة السياسية لاعتبارها عاجزة عن معالجة الأزمات الاجتماعية، لا سيما البطالة عند فئة الشباب، قبل أن تتحول لما يوازي حمام دم بعد مقتل أكثر من 600 متظاهر وإصابة 30 ألفاً بجروح.
وخفتت وتيرة الاحتجاجات بعد ذلك خصوصاً في ظل أزمة وباء كوفيد-19.
وأعادت السلطات خلال اليومين الماضيين فتح طرق رئيسية في العاصمة بغداد أغلقت قبل عام بسبب الاحتجاجات، في مؤشر إلى تراجع حدة التظاهرات.
لكن بالنسبة للأستاذة في جامعة الديوانية جنوبي العراق ألاء السعدي التي كانت مشاركة في التظاهرة في بغداد، فإن “رفع بعض الخيام من ساحات التظاهر … لا يعني أن الثورة قد انتهت…” كما “روّجت بعض الأحزاب الفاسدة”.
وتعهد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بتوفير الحماية للمظاهرات الشعبية وحماية الممتلكات العامة والخاصة من العبث.
ووصف رئيس الوزراء المظاهرات العراقية في خطاب متلفز بأنها "لحظة تاريخية وأنّ الحراك الاجتماعيَ العراقي، وضعَ خريطةَ طريقٍ أقرَّ بها الجميعُ، ونحن ماضون فيها وحسبَ مفرداتِها".
وحث الكاظمي المتظاهرين على"عدم كسر هيبة القوات الأمنية وأن التظاهر حق أصيل من حقوق الشعب وأصدرنا أوامر بحماية المتظاهرين".
وخلال احتجاجات العام الماضي كان للطلاب دور رائد في الإضرابات ونصب الخيم وتنظيم مسيرات لدعم الحركة، وقضى كثيرون منهم أثناء مواجهات مع ميليشيات.
وتابع رئيس الوزراء العراقي قائلا: "لقد أطلقنا نظاما لتقصي الحقائق في الأحداث التي رافقت مظاهرات أكتوبر وسنحقق في الأحداث التي رافقت المظاهرات، وإن الحراك الشعبي وضع خارطة طريق ونحن ماضون بها".
ويشكل الشباب 60 في المئة من عدد سكان العراق البالغ 40 مليون نسمة. وتصل نسبة البطالة بينهم إلى 25 في المئة، بحسب البنك الدولي.