ميليشيات طرابلس تحاول إفراغ اتفاق جنيف من مضمونه

يبدو أن الاتفاق سيبقى هشا بسبب تحركات ميليشيات حكومة الوفاق واستمرار التصعيد الإعلامي ضد الجيش الليبي.
الاثنين 2020/10/26
حجر عثرة أمام مساعي السلام

طرابلس – أعلن عدد من الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الليبية التي تعد واجهة الإسلاميين عن تأسيس كيان جديد أسموه بـ”ائتلاف القوات المدنية المساندة” في خطوة يرى مراقبون أنها تستهدف تحدي اتفاق جنيف الموقع مؤخرا ولم لا حتى نسفه خاصة أن الاتفاق الذي وقعه طرفا النزاع يتضمن في بنوده حصر القوى المتقاتلة ودمجها.

ويضم الائتلاف الجديد الذي جرى الإعلان عنه ليل السبت مجموعة من المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.

وقالت هذه المجموعات في بيان لها “إن هذا التأسيس جاء نتاجا لما اتفق عليه هؤلاء في ملتقاهم الأول الذي عقدوه سابقا وتم الاتفاق فيه على تشكيل جسم يمثلهم ويعبر عن إرادتهم”.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تم فيه توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وصف بالتاريخي في ليبيا بين طرفي النزاع في العاصمة السويسرية جنيف.

ومن بين البنود التي تضمنها هذا الاتفاق الذي جاء بعد مشاورات مطولة حل الميليشيات ودمج القوى المتقاتلة، لكن يبدو أن الاتفاق سيبقى هشا بسبب تحركات ميليشيات حكومة الوفاق واستمرار التصعيد الإعلامي ضد الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، علاوة على سعي تركيا لاستعادة زمام المبادرة بعد أن استشعرت خطر نهاية مهامها في ليبيا.

ودعمت أنقرة حكومة الوفاق وبقوة بالسلاح والمرتزقة السوريين العرب، ولا تزال تركيا إلى حدّ الآن تدرب عناصر من الجماعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج.

اعلان يعرقل جهود الأمم المتحدة
اعلان يعرقل جهود الأمم المتحدة

وتشرف أنقرة حاليا على تدريب العشرات من المقاتلين الليبيين في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف إلى ضمان وجود وحدات موالية لها ضمن الجسم العسكري الليبي الذي من المُقرر أن يشكل برعاية دولية وأممية في البلاد الغارقة في فوضاها منذ 2011.

ولم تُظهر تركيا أي تحمس لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع في ليبيا ما يكشف عن توجس أنقرة من خسارة نفوذها وهو ما جعل مراقبين يحذرون من انهيار الاتفاق خاصة مع استمرار تركيا في نقل المرتزقة السوريين والعرب إلى ليبيا.

وشكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مدى نجاعة الاتفاق الذي تم التوصل إليه وفي الاختراقات التي حققها طرفا النزاع ما جعل مراقبين يرجحون بأن ارتباك أنقرة من توصل الفرقاء الليبيين إلى تفاهمات مرده مخاوف تركيا من خسارة مكاسبها التي حققتها بفضل تدخلها على غرار الاتفاق البحري الذي وقعته مع حكومة السراج وكذلك إخراج مرتزقتها.

4