فشل إيراني "ساذج" في اختراق الانتخابات الأميركية

الحكومة الأميركية ترصد عملية تسلل إلكتروني إيراني لتهديد ناخبين أميركيين بالتصويت لصالح ترامب.
الجمعة 2020/10/23
اختراق للتأثير على الناخبين

واشنطن – نجح محللون في الحكومة الأميركية وآخرين بالقطاع الخاص سريعا في كشف مسؤولية متسللين إيرانيين عن موجة من آلاف الرسائل الإلكترونية التي تنطوي على تهديدات موجهة لناخبين أميركيين، عبر رصدهم أخطاء في تسجيل مصور مرفق مع بعض الرسائل.

وذكرت أربعة مصادر مطلعة أن هذه الإخفاقات منحت الحكومة الأميركية فرصة نادرة لرصد عملية تسلل إلكتروني ضارة والكشف عن هوية المسؤول عنها في غضون أيام فحسب، وهو أمر يحتاج عادة لشهور من التحليل الفني والدعم المخابراتي.

وقال مسؤول كبير في الحكومة الأميركية طلب عدم ذكر اسمه “إما أنهم ارتكبوا خطأ ساذجا أو كانوا يريدون أن يتم ضبطهم”.

وتطالب هذه الرسائل الإلكترونية الناخبين بتغيير انتمائهم الحزبي إلى الحزب الجمهوري والتصويت لصالح الرئيس دونالد ترامب وإلا “سنلاحقكم”. وعلى الرغم من أنها تبدو كما لو كانت مرسلة من عنوان البريد الإلكتروني الخاص بمجموعة براود بويز فإن العنوان كان مزيفا حسبما قال محللون أمنيون. ونفت جماعة براود بويز مسؤوليتها عن هذه الرسائل.

وفي غضون ساعات من تداول المقطع المصور هذا الأسبوع، الذي زعم أنه مرسل من جماعة أميركية تنتمي لأقصى اليمين وتدعى “براود بويز” أو (الأولاد الفخورون) بدأ مسؤولو مخابرات ومواقع كبيرة توفر خدمة البريد الإلكتروني مثل غوغل وميكروسوفت في تحليل شفرة الحاسب الآلي التي ظهرت في المقطع المصور للمتسللين.

وقال بيان أصدرته غوغل الأربعاء إن هذا النشاط “مرتبط بإيران”. وذكر متحدث باسم الشركة الخميس أن غوغل على تواصل مع مكتب التحقيقات الاتحادي.

وقالت المصادر إنه على الرغم من محاولات طمس عناصر في التسجيل المصور لإخفاء هويتهم فإن المتسللين فشلوا في التعتيم على كافة المعلومات التي تدينهم.

ويظهر المقطع المصوّر شاشة الحاسب الآلي الخاصة بالمتسللين أثناء كتابتهم الأوامر والتظاهر بالتسلل إلى نظام تسجيل الناخبين. ولاحظ المحققون لقطات خاطفة تكشف شفرة الحاسب بما في ذلك مسارات الملفات وأسمائها وعنوان بروتوكول الإنترنت (آي.بي) الخاص بالجهاز.

 

غوغل تعمل لاكتشاف الجهة الإيرانية التي تقف وراء الرسائل
غوغل تعمل لاكتشاف الجهة الإيرانية التي تقف وراء الرسائل 

ولا يعني نسب المسؤولية لمتسللين إيرانيين بالضرورة أن يكون المسؤول جماعة تعمل لصالح الحكومة هناك. ونفى مسؤولون إيرانيون المزاعم الأميركية.

وقال علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة في نيويورك “هذه الاتهامات لا تزيد عن كونها سيناريو آخر لتقويض ثقة الناخبين في أمن الانتخابات الأميركية، وهي سخيفة”.

وقال جون راتكليف مدير المخابرات الوطنية الأميركية الأربعاء إن روسيا وإيران حاولتا التدخل في حملة الانتخابات الرئاسية التي تجرى في الثالث من نوفمبر المقبل. وقالت ثلاثة مصادر إن أجهزة المخابرات لا تزال تحلل المعلومات لمعرفة المسؤول عن العملية في إيران وأهدافه.

وحاول المتسللون أيضا نشر روابط للتسجيل المصور عبر حسابات مزيفة على فيسبوك وتويتر، إلى جانب إرسال آلاف الرسائل الإلكترونية للناخبين في ولايات منها فلوريدا.

وفككت فيسبوك خلال الفترة الماضية شبكات تنشر معلومات خاطئة ونظريات المؤامرة والتحريض على الكراهية وتسجيلات مصورة محورة، بهدف التأثير في الانتخابات الأميركية.

وقال زكيربرغ إن فيسبوك “ترى بشكل متزايد محاولات لتقويض شرعية انتخاباتنا من داخل حدودنا” بالإضافة لحملات التأثير الخارجي.

وكانت الشركة أعلنت منذ فترة أنها لن تقبل نشر إعلانات سياسية جديدة في الأسبوع السابق على انتخابات الرئاسة المزمعة مطلع نوفمبر المقبل، في إطار سلسلة إجراءات وصفتها الشركة بأنها تهدف إلى تقليل خطر نشر معلومات مضللة والتدخل في الانتخابات.