استخدام الميديا لا بد له من قواعد واضحة يتفق حولها الآباء والأبناء

لا يجب أن يتعدى استخدام الميديا الـ 30 دقيقة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات.
الاثنين 2020/10/19
لا إفراط

برلين – أوصت الغرفة الاتحادية للمعالجين النفسيين الأولياء بالاتفاق مع أطفالهم على قواعد واضحة وصريحة في ما يتعلق باستخدام الميديا والأجهزة الإلكترونية الحديثة كالهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي وأجهزة الألعاب.

وأوضحت الغرفة الألمانية أن الأطفال الأقل من 3 سنوات لا يجوز لهم استخدام الأجهزة الإلكترونية، بينما لا يجوز للأطفال الأقل من 6 سنوات استخدام أجهزة الألعاب.

ولا يجوز للأطفال الأقل من 9 سنوات اقتناء هاتف ذكي، أما الأطفال الأقل من 12 سنة فلا يجوز أن يستخدموا الكمبيوتر والهاتف الذكي والإنترنت من دون رقابة من الأهل.

وكحدود زمنية استرشادية تنصح الغرفة بألا يزيد استخدام الميديا عن 30 دقيقة بالنسبة للأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، وعن 45 إلى 60 دقيقة بالنسبة إلى الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، وذلك لأن كثرة جلوس الطفل لساعات أمام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول يؤدي إلى ضعف نظره، وإصابته بالصداع وأوجاع العظام، خاصة وأن جسده لا يزال في مرحلة التكوين، كما قد تؤدي أيضا إلى إصابته بالسمنة وما يرتبط بها من أمراض، خاصة وإن كان لا يمارس أي رياضة في أوقات فراغه الأخرى.

ويؤكد الخبراء على أن الإنترنت بات صاحب الدور الأكبر في رسم سلوك الطفل وتحديد الطريقة التي ينظر بها إلى الأشياء، من خلال المحتوى الذي يتعرض له ثم يحاكيه ويتكون على أساسه سلوكه وتفكيره.

وقال الخبراء إنه إذا كان المحتوى جيدا ومناسبا لعمر الطفل يتشكل سلوكه بطريقة سليمة، أما إذا كان المحتوى غير ملائمٍ لعمره ويحتوي على مشاهد وصور أو ملامح لأشياء تتجاوز قدرات عقله ومداركه فسيكون التأثير خطيرا وسلبيا على سلوكه ونفسيته.

وتعتبر متلازمة الإنهاك المعلوماتي، وهي كثرة المعلومات التي يتعرف عليها الطفل دون التأكد من صحتها واحدة من أهم سلبيات الإنترنت على الأطفال بالإضافة إلى إصابة الطفل بالانطواء وانفصاله عن الآخرين.

كما يؤدي الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر إلى فقدان ثقة الطفل بنفسه وإضعاف شخصيته، كما أنه يعرّضه للتعرف على الكثير من الأفكار المغلوطة التي تعارض مع معتقدات وثقافات مجتمعه وبيئته.

Thumbnail

ويلعب الأهل دورا رئيسيا في إدمان أطفالهم على استخدام الإنترنت، بحيث يصبحون غير قادرين على البقاء مدة طويلة دون استخدامها. ويرى الخبراء أن إهمال الأهل للطفل أو طريقة تعاملهم معه من الأسباب الرئيسية لتوجهه نحو استخدام الإنترنت بعيدا عن رقابتهم.

وأظهرت دراسة قام بها قسم العمل الاجتماعي في الولايات المتحدة و نشرت في مجلة “الكمبيوتر وسلوك الإنسان” في العام 2016، أن سوء تعامل الأهل مع الطفل من خلال الإهمال النفسي وعدم مراعاة سلوكه، أو من خلال العنف الجسدي الممارس عليه، يصيبه بصدمة نفسية.

وقال الخبراء إن الصدمة النفسية تظهر لدى الطفل في فترة مبكرة أو قد تظهر في فترة المراهقة. وتأتي مرحلة ما بعد الصدمة التي يحاول الطفل فيها الهروب من العالم والمحيط اللذين يعيش فيهما، فيدفن نفسه في عالم افتراضي هو عالم الإنترنت.

وينصح الخبراء الأهل بتشديد الرقابة على الأطفال وعدم تركهم أمام أجهزة الكمبيوتر في غرف مغلقة، والحرص على أن يستخدموا الإنترنت في مكان مفتوح أمام أعين الكبار.

كما يرون أنه من الضروري مساعدة الأطفال على تصفح المواقع الهادفة والمفيدة في تكوين شخصياتهم ودعم قدراتهم ومهاراتهم. وينصحون بإشراكهم في أنشطة رياضية واجتماعية وترفيهية خارج المنزل لتنويع مصادر معارفهم.

21