اتهامات متبادلة بخرق هدنة إنسانية جديدة في ناغورني قره باغ

يريفان/باكو - تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بخرق هدنة إنسانية جديدة في القتال على إقليم ناغورني قره باغ بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ ليل السبت.
وتأتي محاولة السلام الجديدة، في الوقت الذي تدخلت فيه كل من روسيا وفرنسا في محاولة للتوسط لإنهاء التصعيد الأخير في الإقليم المتنازع عليه وأخفقت في نزع فتيل أعنف قتال بمنطقة جنوب القوقاز منذ التسعينات.
وعقب أسبوع على إعلان اتفاق وقف إطلاق للنار لم يُطبق بين أذربيجان وأرمينيا دخلت "هدنة إنسانية" جديدة حيز التنفيذ بين طرفي النزاع لوضع حد للتصعيد الدموي لكن الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بخرق الهدنة قد تعود بالطرفين إلى المربع الأول.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية إن صواريخ وقذائف مدفعية أطلقت من جانب أذربيجان في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
ولاحقا، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية أرمينيا بعدم احترام وقف إطلاق النار.
وأدى استئناف المعارك قبل ثلاثة أسابيع إلى مقتل المئات، وشهد النزاع تصعيدا جديدا السبت عقب محاولة أولى فاشلة لوقف إطلاق النار جرت قبل أسبوع برعاية موسكو.
ووافقت كل من أرمينيا وأذربيجان، بوساطة روسية، على وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ ابتداء من 10 أكتوبر بعد أسبوعين من القتال العنيف الذي مثل أسوأ اندلاع للأعمال العدائية في الإقليم الانفصالي منذ ربع قرن.
وجاء إعلان الهدنة الجديدة عقب محادثة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيريه الأرمني والأذربيجاني ليل السبت وتشديده على "ضرورة الالتزام الصارم" باتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في موسكو السبت، وفق بيان للخارجية الروسية.
من جهته رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء السبت بالهدنة الإنسانية التي جاءت "إثر وساطة فرنسية جرت خلال الأيام الأخيرة والساعات الأخيرة بالتنسيق مع الرئاستين المشاركتين لمجموعة مينسك".
لكن الجانبين اتهما بعضهما الآخر على الفور بخرق الاتفاق عبر تنفيذ هجمات جديدة واستهداف المناطق السكنية وخرق الهدنة، مع استمرار أعنف قتال في منطقة جنوب القوقاز منذ التسعينيات.
وتوعدت أذربيجان السبت بـ"الانتقام" لمقتل 13 مدنيا في قصف ليلي استهدف مدينة غنجه ثاني مدن البلاد، في تصعيد جديد للنزاع.
وشمل القصف السبت غنجه ثاني أكثر مدن أذربيجان كثافة سكانية، كما استهدفت ضربات أذربيجانية عاصمة الانفصاليين ستيباناكيرت ومدينة شوشة اللتين فرّ معظم سكانهما منذ اندلاع المعارك في 27 سبتمبر.
وأجرى عشرات أعوان الإنقاذ عمليات بحث على ناجين، وجمعوا أشلاء بشرية ووضعوها في أكياس سوداء مخصصة للغرض.
وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في خطاب السبت "سننتقم في ساحة المعركة". ووصف أعداءه الانفصاليين بـ"الكلاب" وأرمينيا التي تدعمهم بأنها "فاشية".
واتّهمت تركيا أرمينيا بارتكاب "جرائم حرب".
من جهته، ندّد الاتحاد الأوروبي بهذه الضربات ودعا مرة جديدة "الأطراف كافة إلى الكفّ عن استهداف المدنيين".
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الأرمينية الاتهامات بقصف مدن في أذربيجان، واتهمت باكو بالاستمرار في قصف مناطق مأهولة بالسكان داخل ناغورني قره باغ واستهداف العاصمة ومدينة خانكندي أكبر مدن الإقليم.