باكو تعلن سيطرتها على مدينة فيزولي واتهامات متبادلة بقصف مدن

تصعيد جديد في النزاع حول قره باغ إثر مقتل 13 مدنيا في أذربيجان وتعهّد الرئيس إلهام علييف بالانتقام.
السبت 2020/10/17
وأد للهدنة

غنجه (أذربيجان) – أعلن الجيش الأذربيجاني، السبت، سيطرته على مدينة فيزولي في إقليم ناغورني قره باغ، فيما تتبادل باكو ويريفان الاتهامات بمواصلة استهداف مدن وبلدات في منطقة النزاع وخارجها.

وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن جيش بلاده سيطر على أراض جديدة، خصوصاً فيزولي، "المدينة المحتلة منذ ثلاثين عاما من جانب وحوش برية".

وتمثل هذه المنطقة إحدى المناطق الأذربيجانية السبعة التي سيطر عليها الانفصاليون في التسعينات لتشكيل درع حماية لإقليم قره باغ.

وأشار إلى أنه "تم تحرير قرى غوتشاخميدلي، وتشيمن، وجوفارلي، وبيراخميدلي، وموصبيلي، وإشيغلي، وديديلي في منطقة فيزولي".

وتتواصل في ذات الوقت الاتهامات بين باكو ويريفان حول استهداف المدن حيث اتهمت الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمنية بشن قصف على مناطق ترتار وأغجابدي و بردي وآغدام، منذ صباح السبت.

وفي وقت سابق، أفادت وزارة الدفاع الأذربيجانية بأن القوات الأرمنية أطلقت صواريخ ليلا على محطة مينغتشفير الكهرمائية، التي تبعد عن خط الجبهة بمسافة أكثر من 100 كم، مضيفة أن الدفاعات الجوية الأذربيجانية اعترضت الصواريخ ودمرتها في السماء قبل وصولها إلى الهدف.

ونفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، تصريحات باكو وقالت عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" "بيان وزارة الدفاع الأذربيجانية حول إسقاط مقاتلة من طراز "سو-25" تابعة للجانب الأرميني في الـ17 من أكتوبر، يعتبر تضليل آخراً".

بدوره، قال جيش دفاع قره باغ إن أهدافا مدنية وأحياء سكانية، لا سيما في عاصمة الإقليم ستيباناكيرت ومدينة شوشي، تعرضت، صباح السبت، لقصف صاروخي مدفعي أذربيجاني.

وأضاف أن الأوضاع على خط التماس ظلت متوترة خلال الليلة الماضية، لكن الوضع العملياتي التكتيكي لم يشهد أي تغيرات تذكر.

واتّهم الانفصاليون الأرمن أيضاً أذربيجان باستهداف ليلاً بنى تحتية مدنية في قره باغ ما يستدعي رداً.

وأعلنت السلطات الأذربيجانية عن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الصاروخي الأرمني لمدينة غنجه، مساء الجمعة، إلى 13 قتيلا و52 جريحا، وتعهدت بالانتقام لمقتلهم.

وقال علييف في خطاب، السبت، "سننتقم في ساحة المعركة". ووصف أعداءه الانفصاليين بـ"الكلاب" وأرمينيا التي تدعمهم بأنها "فاشية".

وإضافة إلى الخشية من احتمال حصول أزمة إنسانية، هناك مخاوف من تدويل النزاع. إذ أن تركيا تقدم الدعم لأذربيجان بينما أرمينيا التي تدعم الانفصاليين مادياً وسياسياً وعسكرياً، لديها تحالف عسكري مع روسيا.

وتُظهر عمليات القصف هذه وكذلك المعارك على خط الجبهة، عجز الأسرة الدولة منذ ثلاثة أسابيع عن تهدئة الأوضاع.

منذ أسبوع، لم يُطبّق اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تم التفاوض بشأنه تحت إشراف موسكو.

وشدد مجدداً وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي على ضرورة وقف المعارك.

وانفصل الإقليم المتنازع عليه ذات الغالبية الأرمنية، عن أذربيجان ذات الغالبية الشيعية الناطقة باللغة التركية، قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، ما أدى إلى حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي. والمعارك الجارية حاليا هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994.

ميدانياً، حققت أذربيجان تقدما في الأسابيع الأخيرة لكن من دون التمكن من الانتصار في معركة حاسمة. ولا تعلن باكو عن الخسائر التي تتكبدها جراء النزاع، إذ إنها لا تنشر أي حصيلة عسكرية أو مادية أو بشرية.

من جهتهم، يؤكد الانفصاليون أنهم قتلوا آلاف الجنود ويعترفون بأنهم أُرغموا على التراجع إلا أنهم يؤكدون "السيطرة على الوضع". وأعلنوا رسمياً أنهم فقدوا حوالي 700 عنصر فيما نزح نصف السكان البالغ عددهم 140 ألفاً.