فلسطيني يغني دون تحريك شفتيه

عروض الفنان عبدالسلام عبده تلقى تفاعلا جماهيريا كبيرا لاسيما أنه يغني على وقع أنغام عربية بطبقات صوتية شديدة الوضوح والنقاء دون تحريك شفتيه.
الخميس 2020/10/15
عبدالسلام عبده يتمتع بموهبة "التكلم من البطن"

الخليل (فلسطين)- يعتمر الفلسطيني عبدالسلام عبده، قبعة حمراء ويضع أخرى مشابهة لها على رأس دميته التي تقترب من الحجم الطبيعي للإنسان أثناء تقديم عروضه الغنائية هذا الأسبوع في مهرجان شوارع بالضفة الغربية بهدف الحفاظ على التراث الفلسطيني.

ويحضر العشرات من الفلسطينيين من الذين ينشدون بعض الراحة من قيود فايروس كورونا التي جعلتهم حبيسي الجدران في المنازل في معظم الأوقات، هذه العروض المقامة بمدينة الخليل.

وتلقى عروض عبده الذي يتمتع بموهبة ما يطلق عليه “التكلم من البطن”، تفاعلا جماهيريا كبيرا، ولاسيما أنه يغني على وقع أنغام عربية بطبقات صوتية شديدة الوضوح والنقاء دون تحريك شفتيه، مما يعطي الانطباع للوهلة الأولى بأن دميته، التي تنقر بالأصابع على أوتار عود صغير وتفتح فمها على اتساعه، هي التي تغني.

والمتكلم من بطنه هو ممارس لفن الوهم يستخدم الحبال الصوتية وليس بطنه لإعطاء الكلمة لشخصية أخرى، وفي العموم يعطي الصوت لدمية، عن طريق نطق الكلمات دون تحريك شفتيه. وهنا تكمن الصعوبة. وبواسطة التدريب المستمر يمكن أن يكون التعبير اللغوي ذا مصداقية، حيث تبقى عضلات الوجه غير متحركة تماما، كما لو كان المستمع يستمع فقط إلى دمية المتكلم من بطنه، ويكون لدى الجمهور انطباع بأن الصوت يأتي من بعيد، ومن هنا جاء اسم التكلم البطني.

فن

وقالت صبا البايض، وهي واحدة من الحاضرين، إننا “نستمتع كثيرا بهذه العروض الرائعة، إنها خطوة جيدة جدا أن نتمكن من إحياء تراثنا خصوصا في هذه الفترة العصيبة التي يسيطر فيها الخوف من انتشار كورونا على كل شيء ويقيّده، مما عرقل كل الفعاليات”. ولفت منظمو العرض إلى أن الهدف منه هو إنعاش الحياة الفلسطينية في المدينة القديمة بالخليل.

وأوضحت حكمت القواسمة، منسقة المشروع، “هدفنا بالأساس إعادة إحياء البلدة القديمة من بوابة الثقافة والفنون، ورغم كم الصعوبات التي وجهتنا بسبب كورونا وإلغاء الكثير من الفعاليات ليس في فلسطين فحسب بل في مختلف أنحاء العالم، فإننا اخترنا عدم التوقف والاستمرار في العمل، وسعينا إلى تنظيم عروضنا في كنف احترام الإجراءات الصحية ومراعاة مسألة التباعد الاجتماعي، لذلك فإننا فضلنا الفضاء المفتوح واختصار أعداد المدعوين”.

ويشتكي الفلسطينيون في الخليل البالغ عددهم 200 ألف من القيود المفروضة على الدخول إلى المدينة القديمة. وأكد عز الجعبري، مدير المشروع، أن “البلدة القديمة بدأت تنسق لموجة التغيير شيئا فشيئا، فصورتها ونسيجها السكاني اختلف عن ذي قبل، وكل ما نحاول فعله هو تذكير الناس ماذا كان يحدث في قديم الزمان بهذه الأماكن”.

24