حرائق هائلة تجتاح سوريا ولبنان وإسرائيل

دمشق تؤكد صعوبة السيطرة على ألسنة اللهب بسبب شدة الرياح وبيروت تعلن انتشار الحرائق في الجنوب، وإسرائيل تبحث كيفية إخماد النيران.
السبت 2020/10/10
أضرار جسيمة وسط صعوبات لإخماد ألسنة اللهب

دمشق - تلتهمُ حرائق ضخمة منذ يومين مساحات واسعة من أحراج سوريا ولبنان، وقد اقتربت في بعض المناطق من منازل المواطنين من دون أن تتمكن فرق الإطفاء من إخمادها جميعها حتى الآن.

ومنذ صباح السبت، يبث التلفزيون الرسمي السوري مشاهد من مناطق الحرائق حيث قال إن فرق الإطفاء تواصل العمل على إخمادها، وقد امتدت على مئات الهكتارات في أحراج محافظات اللاذقية وطرطوس (غرب) وحمص (وسط).

وتحدث وزير الزراعة محمد حسان قطنا، مساء الجمعة، في مقابلة مع إذاعة "شام إف إم" المحلية عن 79 حريقاً "بينها 45 حريقا في اللاذقية و33 في طرطوس، والبقية في حمص".

ورجح أن تكون هذه المرة الأولى التي تشهد فيها سوريا "هذا العدد من الحرائق في يوم واحد".

وقال فوج إطفاء اللاذقية على صفحته على فيسبوك "نحن أمام أكبر سلسلة حرائق شهدتها محافظة اللاذقية (...) على مر السنين".

وأعلنت وزارة الصحة، الجمعة، عن وفاة شخصين في اللاذقية جراء الحرائق التي دفعت بعائلات عدة للنزوح بعد اقتراب النيران من منازلها، وفق ما قال رئيس منظومة الإسعاف السريع في المحافظة لؤي سعيد لإذاعة محلية.

وذكرت الوزارة أنه تم إخلاء مشفى القرداحة من المرضى عبر سيارات الإسعاف، وتأمينهم في مشفى "جبلة" بعد وصول النيران أسوار المشفى وانتشار الدخان الشديد فيه.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن احتراق منازل في مدينة بانياس في محافظة طرطوس، وأشارت إلى تمكن فرق الإطفاء من إخماد بعض الحرائق في حمص.

ونقلت الوكالة عن رئيس فوج إطفاء حمص، العقيد عثمان جودا، أن "فرق الإطفاء بالتعاون مع الأهالي تمكنوا من السيطرة على الحرائق في قرى حبنمرة و الجويخات وبرج المكسور والمزينة ووادي الجاموس".

وأضاف جودا "العمل ما زال مستمرا للسيطرة على الحريق في الموقع الحراجي غرب قرية قرب علي في ريف حمص الغربي".

ونقلت الوكالة نداء إلى "جميع الوزارات المعنية والجهات التابعة لها وفرق الإطفاء والدفاع المدني في المحافظات كافة، لتقديم الدعم في إطفاء الحرائق المندلعة".

وفي ريف بانياس التابع لمحافظة طرطوس، أفادت الوكالة باحتراق عدد من المنازل في قرية نحل العنازة، مشيرة إلى مخاوف من امتداد النيران إلى المنازل الأخرى وسط تزايد شدتها.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تظهر الحرائق مرفقة بوسم "سوريا تحترق".

وأوضحت أن فرق الدفاع المدني تواصل (منذ ليلة الخميس-الجمعة) عمليات إخماد الحرائق، لكن "الرياح ووعورة التضاريس تصعب المهمة".

وتكثرُ الحرائق في فصل الصيف في الغابات والأرياف السورية، وقد اندلعت في سبتمبر حرائق ضخمة أتت على مساحات واسعة في مناطق متفرقة في أرياف حماة واللاذقية.

وفي لبنان المجاور، اندلع منذ الخميس أكثر من مئة حريق في أرياف عدة في جنوب وشمال وشرق البلاد ومنطقة الشوف الجبلية، وفق ما أفاد مدير العمليات في الدفاع المدني جورج أبوموسى.

وقال أبوموسى لفرانس برس "استنفذنا 80 في المئة من قوتنا، وقد استخدمنا تقريباً كافة مراكزنا في لبنان، الوضع جنوني، الحرائق في كل مكان".

وأوضح أنه تم إخماد الجزء الأكبر من الحرائق، مشيراً إلى أن بضعة حرائق ضخمة لا تزال مندلعة في منطقتي الشوف وعكار "يصعب الوصول إليها" وتشارك الطوافات العسكرية في إخمادها.

وأعتبر أن "الرياح والحرارة تساعد على انتشار الحرائق" من دون أن يتمكن من تحديد سبب اندلاعها.

وفي أكتوبر 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات حرجية واسعة في لبنان وحاصرت مدنيين في منازلهم وسط عجز السلطات التي تلقت دعماً من دول عدة لإخمادها.

وأثارت تلك الحرائق غضباً واسعاً حتى أنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 أكتوبر واستمرت عدة أشهر ضد الطبقة السياسية.

وفي إسرائيل واصلت فرق إطفاء وطائرات إسرائيلية، السبت، لليوم الثاني على التوالي، محاولة السيطرة على حرائق اندلع معظمها في غابات شمالي البلاد.

وقالت القناة "12" الإسرائيلية الخاصة، إن فرق الإطفاء استأنفت عملها فجر السبت في محاولة لإخماد الحرائق في منطقتين.

وفي بلدة "نوف الجليل" يحاول الإطفائيون الحيلولة دون تجدد النيران وامتدادها لمنازل السكان بعد إجلاء 5 آلاف منهم.

فيما بدأت عمليات الإطفاء في منطقة جبل" دفورا" على مقربة من جبال الناصرة لإخماد حرائق اندلعت في عدة بؤر خلال ساعات الليل.

وحتى ظهر السبت، أتت النيران على نحو 3 آلاف دونم من الغابات الواقعة في منحدرات الناصرة، وفق المصدر ذاته.

من جانبها، قالت هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، إن طواقمها تعاملت الجمعة، مع نحو 250 حريقا في مناطق مفتوحة، بينها 13 بؤرة رئيسية بمناطق شمال ووسط البلاد.

وأشارت الهيئة، إلى استخدام 12 طائرة إطفاء و3 مروحيات للسيطرة على الحرائق في إطار عمليات الإطفاء الجوي، نفذت 158 طلعة على مواقع النيران، تم خلالها إلقاء 57 مترا مكعبا من مثبطات اللهب.