المشيشي يقيل وزير الثقافة بعد خلاف بشأن قرارات الحكومة

الوزير المقال وليدي الزيدي أدلى بتصريحات أعلن فيها رفضه قرارات رئيس الحكومة فرض قيود على الأنشطة الثقافية.
الثلاثاء 2020/10/06
الزيدي "وزارة الشؤون الثقافية ليست وزارة تنفيذ بلاغات الحكومة"

تونس- قرر رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي إعفاء وزير الشؤون الثقافية وليد الزيدي من منصبه بعد شهر واحد فقط من أدائه اليمين الدستورية إثر خلاف بشأن التدابير المرتبطة بالقيود على الأنشطة الثقافية بسبب وباء كورونا.

ونشرت رئاسة الحكومة بيانا تضمن قرار الإقالة مع تكليف وزير السياحة الحبيب عمار بالمنصب بالنيابة.

وصدر قرار إعفاء الزيدي من منصبه بعد تصريحات أدلى بها اعتبرت مناقضة لتوجهات الحكومة بشأن وقف تنظيم أي مناسبات أو أحداث يحضرها جمهور وذلك في إطار إجراءات مكافحة فايروس كورونا المستجد.

كما أبدى في التصريحات تضامنه مع "الناس اللي تعيش وتترزق من المسرح" والقطاع الفني مشيرا إلى أن وزارته "ليست وزارة تنفيذ بلاغات بيانات الحكومة ولم تصدر أي بلاغ يعلن عن منع الأنشطة الثقافية".

وأثارت تصريحات الزيدي موجة جدل واسعة في تونس فيما ذهب متابعون لاعتباره تمردا على قرارات المشيشي.

وهذه أول اقالة في حكومة التكنوقراط منذ توليها مهامها في بداية سبتمبر الماضي بعد استقالة حكومة إلياس الفخفاخ.

 وقبل ساعات من قرار الإقالة ألقى الزيدي كلمة أمام محتجين من الناشطين في القطاع الثقافي بمدينة الثقافة بالعاصمة، وأعلن عن رفضه قرارات رئيس الحكومة لفرض قيود على الأنشطة الثقافية، من بين قرارات أخرى أعلنها المشيشي لمنع كل التجمعات على مدى أسبوعين للحد من تفشي وباء كورونا.

 وقال الزيدي إن الوزارة "لن تلتزم بقرارات الحكومة ما لم تجتمع باللجنة الصحية وتنسق مع ممثلي القطاع. وإلا فإنها ستصبح وزارة لتطبيق البيانات الصادرة عن رئاسة الحكومة".

وهذا ثاني قرار إقالة يصدره المشيشي بحق وزير الثقافة الكفيف، وكان القرار الأول صدر مباشرة عقب ترشيحه للمنصب في أغسطس بعد أن صرح الزيدي بأنه "متعفف عن المنصب" وعلق لاحقا بأنه لم يكن يقصد من وراء ذلك الاستقالة.

لكن الزيدي وهو أول كفيف يرشح لمنصب وزير في تاريخ تونس لقي دعما من الرئيس قيس سعيد ما دفع رئيس الحكومة الى التراجع عن قرار الإقالة الأول.

كما أنه محسوب على الرئيس قيس سعيد الذي قام بإرجاعه وتثبيته في منصبه، رغم قرار المشيشي استبعاده من تركيبته الحكومية قبل عرضها على البرلمان لمنحها الثقة.

وأثار تعيين الزيدي في وزارة الثقافة بتونس ردود فعل متباينة بين مرحب بالتعيين، ومنتقد له بحجة أن وزارة الثقافة تعج بملفات ثقيلة قد يصعب على الزيدي التعاطي معها.

وبحسب السيرة الذاتية المتداولة لوزير الثقافة المقترح فإنه فقد بصره وهو رضيع في سن العامين بسبب مرض سرطان أصابه ولكن ذلك لم يمنعه من التميز في مراحل دراسته. وهو أول كفيف في تونس والمنطقة العربية يحصل على شهادة التبريز في اللغة العربية.