بروكسل ولندن تكثفان مفاوضات ما بعد بريكست في ظل نفاد الوقت

رئيس الوزراء البريطاني يؤكد أن احتمالات التوصل إلى اتفاق لتجنّب حدوث بريكست بشكل غير منظم جيدة للغاية، ويحض بروكسل على التنازل لتجنّب سيناريو الانفصال "دون اتفاق" نهاية العام.

السبت 2020/10/03
فون دير لاين تحذر من إبرام اتفاق "بأي ثمن"

بروكسل - تعقد رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، اجتماعا عبر تقنية الفيديو كونفرانس، السبت، "لتقييم المفاوضات" بين الجانبين، في ظل نفاد الوقت في سبيل تحقيق هدف التوصل إلى اتفاق ينظم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد خروج الأخيرة من التكتل (بريكست).

وبحسب فون دير لاين، لا تزال القضايا الأكثر صعوبة على جدول أعمال المفاوضات مفتوحة، ومن المقرر أن يحدد تقييم اليوم كيف ستسير الأمور خلال الأسابيع المقبلة.

وبدا أن العلاقات بين لندن وبروكسل قد وصلت إلى أدنى مستوياتها في وقت سابق الأسبوع الجاري، عندما بدأت المفوضية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تحركا قانونيا بشأن قانون السوق الداخلية الجديد في بريطانيا والذي وافق عليه مجلس العموم البريطاني.

ويسعى جونسون من خلال هذا القانون إلى إنشاء "شبكة أمان" تعطيه صلاحية تجاوز أحد بنود اتفاق انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي، والذي يفرض قواعد جمركية جديدة على ايرلندا الشمالية دون باقي أنحاء المملكة المتحدة في حقبة ما بعد بريكست.

وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه يجب التوصل لاتفاق ينظم علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل، بحلول منتصف أكتوبر الجاري، وإلا انسحبت بريطانيا من المحادثات لتبدأ الاستعداد لسيناريو الخروج بـ"لا اتفاق".

وأضاف أن "احتمالات التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام لتجنّب حدوث بريكست بشكل غير منظّم "جيّدة للغاية إذا استخدم الجميع بعض المنطق وركّز على الاتفاق الذي ينبغي إنجازه".

وأكد مفاوضون بريطانيون وأوروبيون، الجمعة، أن المحادثات التجارية لا تزال مجمّدة في ما يتعلّق بملفات معيّنة، بينما حضّت لندن بروكسل على التنازل لتجنّب سيناريو الانفصال "دون اتفاق" نهاية العام.

وأشار الطرفان إلى أن قمة أوروبية مرتقبة في 15 أكتوبر ستكون المهلة النهائية التي يمكن التوصل فيها إلى اتفاق لتتم المصادقة عليه قبل دخوله حيّز التنفيذ نهاية ديسمبر.

لكن فون دير لايين سبق أن حذّرت من إبرام اتفاق "بأي ثمن"، مضيفة أن "الأمر صعب للغاية لكن عندما توجد رغبة توجد طريقة، لذا أعتقد أن علينا تكثيف المفاوضات".

وبعد جولة تاسعة من المفاوضات اختُتمت في بروكسل مع تعهّدات جديدة بإيجاد طريقة لتجاوز الخلافات، بدا أن هناك إجماعا بأن الوقت ينفد.

وحذّر كبير المفاوضين عن الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، الجمعة، من خلافات جدية لا تزال قائمة مع بريطانيا في آخر جولة من المحادثات التجارية لمرحلة ما بعد بريكسيت.

وأشار بارنييه إلى أنه بعد أربعة أيام من المفاوضات في بروكسل، لا تزال هناك "أوجه اختلاف مستمرة وجدية حيال أمور تعد غاية في الأهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي".

وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه قد ينتظر بضعة أسابيع أخرى، ولا يزال يتعين على الجانبين التوصل لاتفاق، وهو ما يعني أن أكتوبر هو النافذة الوحيدة المتاحة لتحقيق ذلك.

ورغم تحدثه عن مؤشرات تدل على وجود اتفاق في مجالات عدة، حذّر المفاوض البريطاني ديفيد فروست من وجود خلافات بشأن قواعد التنافسية والثروة السمكية والتي ذكر أن تجاوزها قد يكون "مستحيلا" ما لم يقدم الاتحاد الأوروبي تنازلات.

بدورها، أفادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن التوصل إلى الاتفاق لا يزال أمرا ممكنا، رغم تشديدها على أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة.

وقالت "طالما أن المفاوضات متواصلة، فأنا متفائلة". لكنها أكدت أنه لا يمكنها الإعلان عن أي اختراق وقالت "سيتم تحديد ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة".

وأيّد النواب البريطانيون، الثلاثاء، مشروع قانون ينظّم السوق الداخلي البريطاني اعتبارا من 1 يناير، عندما تستكمل لندن الفترة الانتقالية لمرحلة ما بعد بريكست وتغادر السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي.

ومضى جونسون قدما بمشروع القانون رغم المخاوف في أوساط حزبه وتحذيرات واشنطن من أنه يحمل خطرا بالنسبة إلى السلام في إيرلندا.

وتنتهي الفترة الانتقالية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنهاية العام الجاري، حيث ستغادر البلاد السوق الداخلية والاتحاد الجمركي للتكتل. ويشكل عدم وجود اتفاق يحدد العلاقات المستقبلية بين الجانبين، تهديدا خطيرا للشركات وسلاسل التوريد.