"زيبك" الصينية تحفر آبارا في مصر لإنشاء أكبر مصنع للسكر

مشروع "القناة للسكر" الإماراتي المصري يهدف إلى زيادة الإنتاج إلى 400 ألف طن سنويا.
السبت 2020/10/03
مضاعفة إنتاج السكر

تقوم شركة زيبك الصينية للحفر بمهام تهيئة مناطق في صحراء المنيا المصرية تمهيدا لإنشاء مشروع “القناة للسكر” الذي يهدف إلى استصلاح مساحة ضخمة لإنشاء أكبر المزارع في الشرق الأوسط، وكذلك تشييد أكبر مصنع للسكر في العالم.

القاهرة  - تتولى شركة الحفر الصينية زيبك حفر عدد من الآبار في صحراء المنيا لبناء مشروع شركة قناة السكر المصري – الإماراتي المشترك.

في قلب الظهير الصحراوي لمحافظة المنيا بصعيد مصر، تظهر من بعيد بريمة حفر عالية محاطة بالمعدات الثقيلة، إلى جانب المهندسين والعاملين بملابس العمل الحمراء والخوذات البيضاء وأقنعة الوجه.

وتعد هذه البريمة واحدة من ثلاث بريمات حفر تابعة لشركة الحفر الصينية الكبيرة (زيبك)، التي قامت حتى الآن بحفر ما يزيد عن 120 بئرا من أصل 300 بئر مياه لمشروع شركة القناة للسكر المصري – الإماراتي المشترك، الذي يبلغ حجم الاستثمار فيه مليار دولار.

ويهدف المشروع إلى استصلاح مساحة ضخمة من صحراء غرب المنيا لإنشاء أكبر المزارع في الشرق الأوسط، وكذلك تشييد أكبر مصنع للسكر في العالم.

قال لي وي مدير فرع شركة “زيبك” في مصر، إن “معظم أعضاء فريق عمل الشركة مهندسون وعمال مصريون يدعمهم عدد قليل من الفنيين الصينيين، وهم يعملون يدا بيد لتحويل الصحراء المصرية إلى أراض خضراء عن طريق جلب المياه الجوفية إلى السطح”.

ونسبت وكالة شينخوا للي قوله أيضا “لقد جلبنا معداتنا وتقنياتنا وخبراتنا إلى مصر منذ أن جئنا إلى هنا في عام 2016، ونحن نقدم التدريب لفريقنا المصري ونوفر فرص عمل للمصريين ونشارك خبراتنا وثقافاتنا في إطار من الصداقة والتعاون”، معربا عن سعادته بمساهمة زيبك في عملية التنمية بمصر.

وأكد أن “هذه كلها جوانب من التعاون بين الصين ومصر ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تهدف إلى التنمية المشتركة”.

وعلى أرضية البريمة بدا المهندسون والعمال منهمكين في عملية حفر إحدى الآبار بغرض الوصول إلى طبقة الحجر الجيري التي تحتوي على المياه.

وقال علاء الجمال، أحد مهندسي الحفر المصريين لدى شركة (زيبك)، “إن العملية تستغرق من تسعة إلى 15 يوما لاستكمال حفر بئر واحدة، وذلك يتوقف على التحديات التي يمكن أن تواجهنا أثناء الحفر”.

وأضاف الشاب المصري “أعمل لدى شركة زيبك منذ ثلاث سنوات، وهي محطة مهمة للغاية في حياتي المهنية، لأن زيبك شركة عالمية ومحترفة، وقد تعلمت الكثير من تقنياتها الجديدة في هذا المجال”.

وتستخدم زيبك ثلاث بريمات بقوة 650 حصانا للواحدة، ويبلغ ارتفاع كل منها حوالي 40 مترا، بالإضافة إلى المعدات الثقيلة الأخرى مثل ناقلات البريمات والأوناش ومولدات الكهرباء وعدد من الشاحنات والمركبات في المواقع المختلفة بالظهير الصحراوي للمنيا، لإنجاز حفر 300 بئر لمشروع “القناة للسكر”.

ويتراوح معدل تدفق الآبار التي حفرتها زيبك بالمزرعة الضخمة بين 250 و1000 متر مكعب في الساعة، بينما تتراوح المضخات المستخدمة في هذه الآبار بين 185 و500 حصان حسب معدل التدفق
معدل تدفق الآبار التي حفرتها زيبك بالمزرعة الضخمة يتراوح بين 250 و1000 متر مكعب في الساعة

وقال أمير محمد، أحد مديري التشغيل بشركة زيبك، “نحن لدينا خمس بريمات لهذا المشروع نشغل منها حاليا ثلاث بريمات، وستعود البريمة الرابعة إلى العمل في غضون أيام وقد تنضم إليها البريمة الخامسة لاحقا”.

وأوضح محمد، الذي كان يتابع عمل إحدى البريمات، أن الشركة الصينية واجهت تحديات عديدة عندما بدأت المشروع لأنها أول من دخلت هذه المنطقة، مشيرا إلى أن حفر البئر الأولى استغرق ما يقرب من شهرين، لكن فريق العمل يستطيع الآن حفر البئر الواحدة في غضون 10 إلى 15 يوما.

وعلى بعد كيلومترات قليلة من البريمة، وفي بقعة أخرى من الصحراء، علت الابتسامات وجوه مجموعة مهندسين من شركة زيبك وآخرين من شركة القناة للسكر أثناء مشاهدة المياه تتدفق إلى بركة رملية أثناء اختبار الضخ لإحدى الآبار التي تم حفرها مؤخرا.

وقال أبومسلم محمد جودة، وهو مدير تشغيل آخر لدى زيبك، “نحن نقوم الآن بإجراء اختبار الضخ للبئر، حيث نختبر منطقة إنتاج البئر وكمية المياه المنتجة ومعدل التدفق والتراجع لتحديد كفاءة البئر”.

ويتراوح معدل تدفق الآبار التي حفرتها زيبك بالمزرعة الضخمة بين 250 و1000 متر مكعب في الساعة، بينما تتراوح المضخات المستخدمة في هذه الآبار بين 185 و500 حصان حسب معدل التدفق.

ويتم تمويل مشروع “القناة للسكر” من خلال شراكة بين رجل الأعمال الإماراتي جمال الغرير، العضو المنتدب والمساهم الرئيسي في شركة الخليج للسكر، ومستثمرين إماراتيين آخرين، وشركة الأهلي كابيتال القابضة المصرية، الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي المصري.

وتسعى “القناة للسكر” لإنتاج 400 ألف طن من السكر الأبيض سنويا عندما تبدأ الإنتاج في عام 2021، مع التخطيط للوصول إلى كامل طاقتها الإنتاجية التي تبلغ 900 ألف طن سنويا في عام 2023.

وأعرب القائمون على المشروع عن رضاهم عن أداء شركة زيبك، التي ساعدتهم في استصلاح جزء كبير من المساحة الإجمالية للمشروع البالغة 181 ألف فدان، منها 50 ألف فدان للزراعة في غضون الأشهر الستة المقبلة.

وقال آرون بالدوين، مدير المشروع الزراعي بشركة “القناة للسكر” “لدينا علاقة طويلة الأمد مع زيبك، وقد عملت الشركة الصينية معنا في إطار من الشراكة على مدار العامين ونصف العام الماضي”.

وأضاف بالدوين “إن علاقتنا مع زيبك قوية للغاية، وتستمر في التطور بشكل يومي”.

وتمتد الاستثمارات الصينية في القاهرة إلى عدة مجالات، حيث أعلنت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مارس الماضي عن توقيع اتفاق مع مطور صناعي صيني لتأسيس 16 مصنعا، تركز بشكل أساسي على المنسوجات.

وتستهدف بكين من هذه الخطوة تصنيع منتجات تحمل شهادة منشأ مصرية تمكنها من العبور إلى أسواق تعج بنحو 1.6 مليار نسمة، وهي الدول التي توقع مصر معها اتفاقيات تسمح لصادراتها المرور بإعفاء جمركي تام.

ومن أهم هذه الكيانات الكبرى التي وقعت معها القاهرة، السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (كوميسا) مع 21 دولة أفريقية، بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي من خلال اتفاقية المشاركة الأوروبية، فضلا عن الاتفاقيات التفضيلية مع عدد من الدول، في مقدمتها واشنطن.

10