المغرب يجدد دعمه لاستقرار دولة مالي ومتانة علاقتهما الثنائية

ناصر بوريطة: المغرب يضع دائما مصالح الشعب المالي خارج كل الظروف والسياقات السياسية.
الخميس 2020/10/01
رسالة صداقة وتضامن

الرباط - عقد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في العاصمة المالية باماكو، مباحثات مع قادة المشهد السياسي في دولة مالي التي عرفت أزمة سياسية حادة قبل عدة أشهر، أسفرت عن تغيير في مراكز القوى داخل مؤسسات الدولة التي تمر بفترة انتقالية، إذ التقى بوريطة بالرئيس المؤقت باه نداو، بعد تنصيبه الجمعة الماضي.

وقام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الثلاثاء، بزيارة تضامن إلى مالي تنفيذا لتعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس، مؤكدا استعداد المغرب لمساندة مالي في هذه المرحلة المهمة من تاريخها الحالي.

وأبرز الدبلوماسي المغربي، أن بلاده تضع دائما مصالح الشعب المالي خارج كل الظروف والسياقات السياسية.

  ونجح وزير الخارجية والسفير حسن الناصري، بالعاصمة باماكو، وبتعليمات دقيقة من الملك محمد السادس بمباشرة وساطة عاجلة وسرية بين محمود ديكو زعيم حركة 5 يونيو، والرئيس السابق إبراهيم بوبكر كيتا، لتقريب مواقف الطرفين وتمكينهما من تجنيب البلاد وضعا دمويا، حيث أثمرت الوساطة التزامهما بما اتفقا عليه والحفاظ على التهدئة، وخصوصا تعليق وإنهاء المظاهرات التي خلفت ضحايا.

ويرى خبراء في العلاقات الدولية، أن المملكة ملتزمة بإرساء أطر وسياقات نهوض هذا البلد وأمنه لكونه سيساهم في استقرار المنطقة وعدم انجارافها إلى حروب أهلية تستفيد منها الجماعات المتطرفة.

 وتباحث بوريطة مع رئيس المجلس العسكري العقيد آسيمي غويتا، الذي أدى اليمين الدستوري  الجمعة كنائب للرئيس المؤقت، كما التقى مع الوزير الأول المكلف بتشكيل الحكومة الانتقالية مختار وان، فضلا عن اجتماعه مع الزعماء الروحيين للبلد، الإمام محمود ديكو، وبويي حيدرا.

الإمام محمود ديكو: دعم المملكة المغربية لمالي يعكس تاريخا طويلا يجمع بين الشعبين
الإمام محمود ديكو: دعم المملكة المغربية لمالي يعكس تاريخا طويلا يجمع بين الشعبين

وأكد الزعيم الديني المالي، الإمام محمود ديكو، بباماكو، أنه “في كل المناسبات التي تمر بها مالي بأوضاع صعبة، فإن المغرب هو أول بلد يقدم المساعدة لها، وأن دعم المملكة المغربية لمالي يعكس تاريخا طويلا يجمع بين الشعبين”.

وأوضح في تصريح صحفي “أن هذا ليس تعاونا وليد اليوم، إذ منذ استقلال مالي تمنح المملكة نفس الدعم والمواكبة تجاه الشعب المالي”.

ونظرا لطبيعة اللقاءات التي عقدها بوريطة مع المسؤولين الماليين، فإنها تؤكد حسب خبراء في العلاقات الدولية، مدى عمق العلاقات المغربية المالية التي دعمها العاهل المغربي الملك محمد السادس ومواكبته لكل ما يجري بهذا البلد الصديق ودعم استقراره وأمنه بكل قوة، كما دعا المغرب كافة الأطراف والقوى الحية في مالي إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد واستقرارها، وطمأنينة وتطلعات شعبها.

وكما دأب دوما في تغليب مصلحة وسيادة الشعوب، أكد بوريطة، أن المغرب يعتبر أن الماليين لديهم القدرة على تدبير مشاكلهم، وليسوا بحاجة إلى تدويل وضعيتهم، مشيرا إلى أن العبقرية المالية أثبتت قدرتها على جعل المصالح العليا لمالي فوق كل الاعتبارات.

ويحظى الملك محمد السادس بمكانة كبيرة عند كافة الفرقاء الماليين، واعتبارا للتقارب الديني وبخاصة المذهب المالكي، الذي يجمع البلدين، وهو ما جعل الزعماء الروحيين والسياسيين والعسكريين يؤمنون بالأدوار التي تقوم بها المملكة في المساهمة في استقرار البلاد، وهذا ما أكده رئيس المجلس العسكري في مالي، أسيمي غويتا، بالقول “إن المغرب متميز عن غيره في غرب أفريقيا”.

وشدد الإمام ديكو، أنه يتعين علينا تجديد التأكيد على هذه الروابط التي تجمع شعبينا وتعزيزها أكثر، مشيرا إلى أن زيارة وفد هام من المملكة المغربية إلى مالي “تترجم في الواقع كل الود والصداقة تجاه الشعب المالي، لاسيما ما يمثله أمير المؤمنين الملك محمد السادس بالنسبة لمالي”.

وكانت عناصر من الجيش في مالي قد أعلنت بتاريخ 27 أغسطس، إطلاق سراح الرئيس السابق إبراهيم بوبكر كيتا، الذي أطيح به بعد 7 سنوات على رأس هذا البلد، والإفراج المعلن كان بمثابة دليل على حسن النية موجه إلى دول المنطقة للدخول في مرحلة انتقالية تجنبا لأي معضلة سياسية وعسكرية.

4