القاهرة تستقبل وفد حركة فتح تحضيرا لاستئناف المصالحة الفلسطينية

القاهرة - استقبلت القاهرة، الأحد، وفدا من حركة فتح، يضم أمين سر اللجنة التنفيذية للحركة جبريل الرجوب وعضو اللجنة المركزية روحي فتوح، في إطار الترتيب لإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية.
وشنت وسائل إعلام تابعة للحكومة المصرية أخيرا حملة انتقادات ضد حركة حماس، وفتحت لها الكثير من الملفات الشائكة التي كانت طرفا فيها من قبل، خاصة علاقتها بجماعة الإخوان، ودورها في دعم الإرهاب.
وتشير هذه الحملة إلى أن المسألة تتجاوز عقد لقاء بين فتح وحماس وما تمخض عنه من تفاهمات، وتصل إلى مستوى حصول القاهرة على معلومات تؤكد تواطؤ الحركة مع كل من قطر وتركيا لاستهداف مصر، وهو ما جعل فكرة احتواء الأزمة قد تستغرق وقتا هذه المرة، كي تعود حماس لتثبت احترامها لثوابت الأمن القومي المصري.
وجاءت زيارة وفد فتح، عقب لقاء عقدته الحركتان في اسطنبول الأسبوع الماضي، وتوافقتا فيه على حل عدد من القضايا الخلافية، وهو ما بدا كأنه اعتداء على الدور التقليدي الذي تقوم به مصر في القضية الفلسطينية.
وخفف ترحيب مصر السياسي بأي نتائج تصب في صالح التوافق الفلسطيني من وطأة الغضب الذي تحمله القاهرة، فهي لم تظهر انزعاجا من مجرد اللقاء في تركيا، فقد سبق أن عُقدت لقاءات في أنقرة وغيرها ولم تسفر عن نتائج حقيقية.
وقال الناطق باسم حركة فتح حسين حمايل، إن جولة اللقاءات بين حركتي فتح وحماس بدأت بلقاء وفديهما في تركيا، وتبعه لقاء آخر في قطر، ثم الذهاب للقاهرة. وأوضح أن هناك توافقا ثنائيا بين الحركتين بخصوص الشأن الفلسطيني، حيث يعقد في الثالث من أكتوبر اجتماع للأمناء العامين للفصائل، للتوافق الشامل على كل القضايا، والانطلاق نحو الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
وقالت مصادر مصرية لـ”العرب” إن زيارة وفد فتح للقاهرة كانت مقررة قبل الذهاب إلى كل من اسطنبول والدوحة، والحركة لا تستطيع أن تغير الجغرافيا السياسية، حيث تظل القاهرة مركزا رئيسيا للتفاهمات بين الفصائل، وأي محاولة من جانب تركيا هي نوع من الاستفزاز في ظل علاقتها المتوترة بالقاهرة.
من المتوقع أن ترعى القاهرة اجتماع الفصائل الفلسطينية في أوائل أكتوبر المقبل عبر تقنية الفيديو كونفرانس
وأضافت أن المسؤولين في مصر تعاملوا مع الاتفاق الذي جرى في اسطنبول بإيجابية وعلى أنه “مكمل للمفاوضات التي رعتها القاهرة سابقا، فهي ليست لديها اعتراضات أو ممانعات على السير في أي مسارات أو محطات تؤدي في النهاية لتوافق بين الفصائل الفلسطينية مجتمعة”.
وأوضح الخبير المصري في الشؤون الفلسطينية، طارق فهمي، أن زيارة وفد فتح تؤكد حرص السلطة الوطنية والرئيس محمود عباس على استمرار العلاقات مع مصر بوتيرة جيدة، بعد توضيح تفاصيل اللقاءات التي جرت في اسطنبول، وأنها مجرد مكان للانعقاد أكثر منها محطة سياسية دائمة.
وأشار لـ”العرب”، إلى أن القاهرة تتحرك في ملف المصالحة وفقاً للعلاقات المشتركة التاريخية بينها وبين الفصائل، وأبدت حسن نوايا وانفتاحا على الجميع عبر الإعلان عن فتح معبر رفح، الأحد، لمدة ثلاثة أيام، ولن تمانع في أن يكون لها دورا إشرافيا على الانتخابات المقبلة، فقد سبق وأن أسهمت بدور فعال في انتخابات سابقة.
وكشف حضور وفد فتح في القاهرة، أن اللقاءات المقبلة سوف تشمل جميع الفصائل، بحيث لا تتحول إلى حوارات ثنائية، وأن الأجهزة المصرية المعنية بالحوار مع جميع الأطراف، ولا تريد قصره على فصيل معين.
ومن المتوقع أن ترعى القاهرة اجتماع الفصائل الفلسطينية في أوائل أكتوبر المقبل عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وأن المباحثات مع فتح تطرقت إلى رغبة الحركة في كسب ود بعض الفصائل الفاعلة داخل منظمة التحرير الفلسطينية، التي انتقدت ما توصلت إليه فتح وحماس في اسطنبول.
ودرجت القاهرة على التعامل مع شرود بعض الفصائل الفلسطينية بهدوء، ولا تذهب بعيدا في حالة حدوث خلافات، ولذلك ليس مستبعدا أن تستقبل وفدا من حماس قريبا، لأن دواعي الأمن القومي تفرض عدم ترك الحراك لتتلاعب به تركيا وإيران وقطر.