تقرير أممي يفضح ممارسات تركيا وميليشياتها في شمال سوريا

اختطاف ومصادرة ممتلكات وقتل على الهوية.
الأحد 2020/09/20
الماء سلاح حرب جديد

واشنطن - حثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات التركية على بدء تحقيق فوري ومستقل في الانتهاكات والتجاوزات المرتكبة في أجزاء من شمال وشمال غرب وشمال شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة أنقرة والميليشيات المسلحة التابعة لها.

وحذرت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت في تقرير لها من أن أوضاع حقوق الإنسان في أماكن مثل عفرين ورأس العين وتل أبيض قاتمة مع تفشي العنف والجريمة.

ووثقت المفوضية انتهاكات وصفتها بالجسيمة في هذه المناطق في الأشهر الأخيرة، مثل تزايد عمليات القتل والخطف والإجلاء القسري للأشخاص فضلا عن مصادرة الأراضي والممتلكات.

وشمل التقرير الضحايا الذين يُعتقد أنهم متحالفون مع قوى مناهضة لتركيا، أو ينتقدون الجماعات المسلحة التابعة لها، أو أثرياء قادرين على دفع فدية.

وشدد باتشيليت على أنه "يحق للأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق الذين انتهكت حقوقهم الحصول على الحماية والتعويض. وأضافت "هذا أمر هام للغاية بالنظر إلى أننا تلقينا تقارير مقلقة تفيد بأن بعض المعتقلين والمختطفين قد نُقلوا إلى تركيا بعد احتجازهم في سوريا من قبل الجماعات المسلحة التابعة لها.

وحثت المفوضة السامية تركيا على الشروع الفوري في تحقيق نزيه وشفاف ومستقل في الحوادث التي تحققنا منها ، وحصر مصير المعتقلين والمختطفين من قبل الجماعات المسلحة التابعة لها، ومحاسبة المسؤولين عما قد يحدث في بعض حالات ترقى إلى مستوى الجرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك جرائم الحرب.

ووثقت المفوضية منذ يناير، قتل ما لا يقل عن 116 مدنياً في هذه المناطق، وجرح حوالي 463 ، بسبب العبوات الناسفة والمتفجرات من مخلفات الحرب. وكان من بين القتلى 15 امرأة و 20 فتى وفتاتان. كما وثقت المفوضية اختطاف واختفاء المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال، ولا يزال مصير بعضهم مجهولا.

وأدى تصاعد الاقتتال الداخلي بين الجماعات الموالية لتركيا حول تقاسم السلطة إلى تعزيز معاناة المدنيين وتعريض حياتهم للخطر، كما استولت الجماعات المسلحة التابعة لتركيا على منازل وأراضي.

وأعربت باشيليت عن قلقها من استخدام الأطراف المتحاربة في سوريا الماء والكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى كسلاح ضد الأكراد، حيث أكدت أن الجماعات المسلحة التابعة لتركيا قامت بتعطيل إمدادات المياه في رأس العين، مما تتسبب في عطش مليون شخص، بمن فيهم النازحون الذين يعيشون في المخيمات.

واتهمت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تسيطر على الحسكة، تركيا بعرقلة إمدادات الكهرباء لمحطة ضخ المياه في المنطقة.

وقالت باتشيليت "كما حذرنا سابقًا، فإن إعاقة الوصول إلى المياه والصرف الصحي والكهرباء، يعرض حياة أعداد كبيرة من الناس للخطر، وهو خطر يزداد حدته وسط مكافحة وباء عالمي".