باريس تنفي مزاعم أميركية بوجود متفجرات لحزب الله على أراضيها

باريس - نفت فرنسا المزاعم التي أطلقتها الولايات المتحدة بشأن تخزين حزب الله اللبناني مواد كيميائية يخصصها لصناعة متفجرات في مخابئ بأوروبا، منذ عام 2012، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة 18 سبتمبر 2020، إنه لا يوجد دليل على ما أعلنته واشنطن.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول للصحافيين ردا على سيلز "على حد علمنا، لا يوجد شيء ملموس يؤكد مثل هذا الزعم في فرنسا اليوم".

وأضافت "ستفرض السلطات الفرنسية أشد العقوبات على أي أنشطة غير قانونية تمارسها أي جماعة أجنبية على أراضينا".

وكان ناثان سيلز منسق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب قال، الخميس، إن الجماعة المدعومة من إيران تهرب وتخزن مواد كيميائية، ومنها نترات الأمونيوم، من بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا.

وقال سيلز "إنه (الجناح المسلح) يخزن هذه الأسلحة في أماكن حتى يتسنى له تنفيذ هجمات إرهابية كبيرة عندما يرى سادته في طهران ضرورة لذلك".

وتابع "كما شهدنا جميعا في انفجار مرفأ بيروت فإن نيترات الأمونيوم مادة خطرة جدا".

وأضاف سيلز إن المواد الكيميائية جرى تهريبها إلى أوروبا في عبوات للإسعافات الأولية، وإن من المحتمل وجودها في إسبانيا واليونان وإيطاليا.

وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تقيم رابطا بين الانفجار وحزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية، لم يعط سيلز جوابا مباشرا لكن لم يستبعد هذه الفرضية.

وقال "إليكم ما نعرفه نحن نعرف أن حزب الله خزّن كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في أوروبا".

وأضاف "نعرف أيضا من خلال ما شهدناه في بيروت القدرة التدميرية الكبيرة لمادة نيترات الأمونيوم القادرة على التسبب بدمار هائل إن استخدمت كمتفجرات".

وأضح "لذا تطالب الولايات المتحدة بتحقيق شامل ومفتوح وشفاف ومعمّق في انفجار بيروت نأمل أن نرى نتائجه سريعا".

وأوقع انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 191 قتيلا ودمّر مناطق من العاصمة.

وأكدت السلطات اللبنانية أن الانفجار الهائل سببه شحنة من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزّنة في أحد عنابر المرفأ منذ أكثر من ست سنوات "من دون تدابير وقائية" بعدما صودرت أثناء نقلها بواسطة سفينة شحن انطلقت من جورجيا وكانت متّجهة إلى موزمبيق.

ونترات الأمونيوم مادة كيميائية صناعية يشيع استخدامها في صنع الأسمدة وكمادة متفجرة في المحاجر والتعدين. وتعتبر آمنة نسبيا في حال خولها من الملوثات وتخزينها بشكل ملائم.

وتكون المادة خطيرة للغاية إذا تعرضت للتلوث ومزجت بوقود أو جرى تخزينها بطريقة غير آمنة كما حدث في مرفأ بيروت في أغسطس حين انفجر 2750 طنا من نترات الأمونيوم مما أسفر عن تدمير الميناء ومقتل 190 شخصا، وتسبب في أضرار تقدر بمليارات الدولارات.

ولم تتضّح بعد الأسباب المحددة التي أدت إلى الانفجار.

وعلى عكس الولايات المتحدة التي تصنف جماعة حزب الله منظمة إرهابية منذ عام 1997، فإن فرنسا تقول إن جناحها المنتخب له دور سياسي مشروع.

وتقود فرنسا جهودا لوضع لبنان على مسار جديد بعد عقود من الفساد الذي أفضى إلى أعمق أزمة في البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وتصنف ألمانيا وبريطانيا، حليفتا باريس، الجماعة منظمة إرهابية أيضا لكن مسؤولين فرنسيين يقولون إن نبذ الجماعة سيجعل حل الأزمة مستحيلا.

وفرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات على مسؤول من جماعة حزب الله المدعومة من إيران وتصنفها واشنطن جماعة إرهابية، وشركتين في لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية.

وقالت الخزانة الأميركية إن أولئك المستهدفين مرتبطين بالجماعة الشيعية المدججة بالسلاح وذات النفوذ السياسي.

وقالت آرش كونسلتينج وهي إحدى الشركتين المدرجتين على القائمة السوداء من جانب وزارة الخزانة الأميركية "تستغرب الشركة قيام الإدارة الأميركية باتهام الشركة بالفساد وتأمين إثراء لبعض الأفراد على حساب الشعب اللبناني".

وينهار اقتصاد لبنان بعد أن راكمت البلاد جبلا من الدين عقب حربها الأهلية في الفترة بين 1975 و1990. وبنوك البلاد مشلولة وعملتها منهارة وتخلفت عن سداد ديون سيادية.