سوريون يستلهمون الواقع وتقلباته في أقاصيصهم

أربعة كتاب قصة سوريين تميزت نصوصهم بمحاكاتها الواقع وهموم الناس ولغتها الشاعرية وميلها إلى الحداثة.
الجمعة 2020/09/18
سنوات الحرب تُلهم كتاب القصص على التقاط الواقع وحكيه

دمشق – يعتبر فن القصة القصيرة من أصعب الأنماط الأدبية نظرا إلى قيامه على التكثيف والاقتضاب والإيحاء، وهو وإن كان من أنماط السرد فإنه قريب في روحه كذلك من الشعر في ما يتعلق بالتكثيف وفتح آفاق للخيال والسكوت أكثر من الإفصاح.

وإن تراجع فن القصة في السنوات الأخيرة لحساب الرواية، فإنه يشهد عودة تدريجية إلى صدارة المشهد الأدبي العربي، حيث تقوده أقلام جديدة بأنفاس جديدة فاتحة مجالاته أمام تصورات مختلفة وحكايات لا تتوقف عن التوالد.

وفي سوريا ساهمت سنوات الحرب بكل مآسيها ودمارها في تحفيز كتاب القصص على التقاط الواقع وحكيه في نصوص متنوعة الأساليب، وهو ما نراه جليا في اللقاء الأدبي الذي أقامه المركز الثقافي العربي.

أربعة من القاصين المعاصرين أصحاب الحضور في هذا الجنس الأدبي حضروا مع نتاجاتهم في اللقاء الأدبي الذي أقامه المركز الثقافي العربي في الميدان حيث تميزت قصصهم بمحاكاتها الواقع وهموم الناس ولغتها الشاعرية وميلها إلى الحداثة.

القاص منصور الحاتم قرأ قصة بعنوان “موت بالمجان”، وهي تحكي وجع الناس من جائحة كورونا وخاصة كبار السن الذين عانوا شدة المرض، فاستحضر القاص شخصية الأم التي تدور في رأسها الذكريات إلى جانب المخاوف في طريقها إلى المستشفى بصحبة أبنائها، ثم تنتهي القصة بموتها.

أما القاص عماد نداف فحملت قصته عنوان “التحولات.. حدث غدا”، وهي قصة اجتماعية وجدانية تحكي تحولات الناس وفقدانهم قيم الحب والجمال، وتحولهم إلى ذئاب ووحوش مفترسة حين يفقدون الحب.

وشاركت القاصة والشاعرة فاتن ديركي بقصائد تحكي هموم الناس والمجتمع في ظل تداعيات الحرب وحملت عنوان “سنوات بائعة الخبز”، إضافة إلى مقطع من قصة تروي فيها حكاية طفل في الخامسة عشرة من عمره ارتكب جريمة وسجن في سجن الأحداث طالبا من محاميته إيصال رسالة يحكي فيها آلامه.

القاص رياض طبرة ألقى قصة مشبعة باللغة الشاعرية حملت عنوان “الشرفة”، حاكى من خلالها الواقع الاجتماعي ومعاناة الناس من وباء كورونا ومن تداعيات الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي وما سببته من ظروف معيشية صعبة.

15