"شارع الشهيد الحاج قاسم سليماني".. صورة لاحتلال أذرع إيران واجهات الشوارع في لبنان

تسمية الشوارع سلاح حزب الله الكيدي لاستفزاز اللبنانيين من جهة، ولإبراز ولائه المطلق لولاية الفقيه من جهة أخرى.
الأربعاء 2020/09/09
حزب الله نصب سليماني "حاجا" و"شهيدا"

اختارت بلدية الغبيري التابعة لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية أن تضع نفسها مرة أخرى في دائرة الجدل الإلكتروني في لبنان، بعد إطلاق اسم قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني على أحد شوارعها.

بيروت - تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان صورا للافتة مثبتة على مدخل شارع “الفانتزي وورد” في بلدية الغبيري التابعة لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، تظهر إعادة تسميته باسم قائد فيلق القدس الذي قتل في غارة أميركية قرب مطار بغداد في يناير الماضي “شارع الشهيد الحاج قاسم سليماني”، وهو ما أثار غضبا إلكترونيا واسعا.

ورفض مغردون قرار البلدية التي تتمتع بنفوذ كبير، بالنظر إلى قدرتها المالية وامتداد مساحتها الجغرافية.

والشارع المعروف باسم “شارع الفانتزي وورلد”، يعتبر من الأحياء الراقية في الضاحية، ويفصل بين طريق المطار القديمة وأوتوستراد المطار-وسط بيروت، وفيه عيادة هاجم فيها عناصر حزب الله محققي المحكمة الدولية قبل أعوام، واستولوا منهم على أجهزة كومبيوتر محمولة.

بحسب الصورة المتداولة، فقد تمت كتابة “شهيد” و”حاج” قبل اسم سليماني على لافتة الشارع وهو ما أثار غضب المغردين الذين اعتبروها إساءة للبنان واستقلاليته ووحدته.

وأثار القرار الجدل في الأوساط الشعبية اللبنانية أسوة بقرارات سابقة من هذا النوع اتخذتها البلدية في وقت سابق، بينها تسمية شارع ضمن نطاق البلدية باسم القيادي في حزب الله مصطفى بدرالدين الذي قُتل في سوريا في مايو عام 2016.

وبات شارع سليماني واحدا من أسماء 5 شوارع في محيط بيروت تحمل أسماء قياديين في حزب الله أو إيران، هي “جادة الخميني”، “جادة هادي نصرالله”، نجل الأمين العام لحزب الله الذي قتل أثناء مواجهة مع إسرائيل عام 1997.

كذلك، هناك “جادة عماد مغنية”، الذي قتل في انفجار سيارته بدمشق عام 2008، و”شارع مصطفى بدرالدين” الذي قتل في سوريا عام 2016، وكان متهما بالإعداد لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وأخيرا “جادة سليماني”.

ويحق، وفق القانون اللبناني، أن تسمي البلديات أسماء شوارعها، وتخطر وزارة الداخلية التي تصادق على القرار أو ترفضه خلال مهلة سنة. وينصّ القانون على أن تتخذ البلدية القرار بتصويت أغلبية المجلس البلدي.

ودلّ مغرد على الشارع بالقول:

Mhmd_Serhan@

قال “أي صديق بدو يدل على هالشارع إنت وجاي من جادة الإمام الخميني (قده) – طريق المطار، قبل ما توصل على جادة السيد موسى الصدرالله يرجعه بالسلامة، ما بتفرق عالشمال باتجه جسر الحاج عماد مغنية، بتروح عاليمين باتجاه أوتوستراد الرئيس الراحل حافظ الأسد، بتصير هون شارع الشهيد قاسم
سليماني”.

وأثارت التسمية موجة استنكار عارمة، إذ قال رجل الدين الشيعي المعارض لحزب الله محمد علي الحسيني، في تغريدة له عبر تويتر.

sayidelhusseini@

“تسمية شارع باسم سليماني في بيروت العربية إمعان في العمالة والتبعية لإيران وتحدّ سافر لمشاعر اللبنانيين والعرب الذين يعرفون سليماني كإرهابي ترك بصماته التدميرية في عدد كبير من بلاد العرب، هذا الاستفزاز هو خير دليل على أن (حزب الله) جرثومة وجسم غريب ومرفوض في المجتمع اللبناني والعربي”.

وكتب مغرد:

Abdulaz05468286@

“تصور المجرم الفارسي الذي قتل الآلاف وهجر الملايين من إخواننا العرب السوريين تطلق الحكومة اللبنانية شارعا باسمه تحت مسمى شارع الشهيد قاسم سليماني إلى هذه الدرجة الدولة أصبحت فارسية لقد حان ترحيل اللبنانيين من دول الخليج وإرسالهم إلى ديارهم ليحرروا وطنهم من قبضة خدام الفرس”.

وتساءل معلق:

gebaranour85@

“ماذا قدم سليماني إلى لبنان حتى تتم تسمية شارع باسمه، لا شيء، هو رمز من رموز الإرهاب والمجازر التي ارتكبت في سوريا والعراق واليمن وغيرها الكثير، لكن لا داعي للهلع، شوارعنا أصبحت بالية، ومرتعا للمرتزقة والشبيحة، تفوح منها رائحة القمامة، ولا تجذب إلا البرغوث والذباب مثل سليماني”.

 إمعان "في العمالة والتبعية لإيران"
 إمعان "في العمالة والتبعية لإيران"

في سياق آخر، دخل الجيش الإلكتروني لحزب الله على الخط للثناء على الخطوة. وغرد أحد تابعيه:

AhmadShouman8@

يلي ما عرف الشارع وين أنا بعطي الاتجاهات 3.

وأضاف:

AhmadShouman8@

“هلق إنت وظاهر (الآن وأنت خارج) من المطار بتلاقي يافطة كبيرة بتمرق من تحتها جادة الإمام الخميني قدس سره بتقرب شوي عندك خياران إما سلوك أوستراد حافظ الأسد وإما جادة السيد موسى الصدر بحال كملت عا طريق المطار القديم بتكون بدك تروح عا جادة الصدر بس تقطع مستشفى الرسول الأعظم بي 500 متر”.

وتابع:

AhmadShouman8@

“بتصير أمام خيارين إما تفرق يمين لسلوك جادة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية وصولا لاوتستراد الشهيد السيد هادي نصرالله وإما بتفرق شمال باتجاه شارع الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني ومنها بتروح عا اوتستراد الرئيس حافظ الأسد ومن ثم شارع القدس أو بتكمل شمال نزلة السلطان”.

يذكر أن حزب الله عكف منذ مدة على استخدام سياسة تسمية الشوارع لإبراز ولائه المطلق لولاية الفقيه.

وفي فبراير 2019، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور للافتة سير إرشادية تسمّي طريق الخروج من مطار رفيق الحريري بالعاصمة اللبنانية بيروت بـ”جادة الإمام الخميني”، رفعتها اتحادات بلديات الضاحية الجنوبية.

وسبق لمسؤول إيراني أن فاخَر بأنّ بيروت أصبحت تحت سيطرة طهران من ضمن أربع عواصم عربية. ويعتبر حزب الله اللبناني معولا في يد إيران لهدم سيادة لبنان وإخضاعه.

19