اليونان تلجأ إلى تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التهديدات التركية

أثنيا - تتجه اليونان إلى خيار التسلح وتعزيز القدرات العسكرية للجيش للوقوف أمام التهديدات التركية المتواصلة شرق المتوسط.
وتريد اليونان، التي خرجت في العام 2018 من ثالث خطة إنقاذ دولية وتعاني من الآثار الاقتصادية لتفشي جائحة فايروس كورونا المستجد، إنفاق جزء من احتياطياتها النقدية التي تقدر بمليارات اليورو على قطاع الدفاع على ضوء تصاعد التوتر مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي.
وقال ستيليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة اليونانية الاثنين إن بلاده تعتزم شراء أسلحة وتعزيز الجيش وتحديث صناعتها الدفاعية.
وأضاف بيتساس "نجري محادثات مع حلفائنا من أجل تعزيز قواتنا المسلحة"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس سيعرض الإطار العام لخططه خلال خطاب سنوي بشأن السياسة الاقتصادية السبت.
وعلى الصعيد ذاته، تجري اليونان محادثات مع فرنسا ودول أخرى لشراء طائرات مقاتلة، وتحاول أثينا منذ عقود كذلك دمج وخصخصة شركاتها الدفاعية الخاسرة.
وقال بيتساس إن ميتسوتاكيس سيجتمع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كورسيكا الخميس قبيل قمة زعماء دول جنوب أوروبا وسيناقش الأمر، ولم تؤكد الرئاسة الفرنسية الاجتماع.
كما أكد بيتساس أن الزعيم اليوناني المحافظ بحث أحدث تطورات الخلاف مع شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي الذي يرأس اجتماعات زعماء الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يزور ميشيل أثينا 15 سبتمبر المقبل .
ويرى مراقبون أن باريس ستدعم اليونان وستزودها بالسلاح للوقوف في وجه التهديدات التركية المتواصلة باعتبارها تمثل تهديدا لأمن البحر المتوسط وللدول الأوروبية بصفة عامة.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان قد أوضح أن المجلس الأوروبي المقرر عقده في نهاية سبتمبر الجاري، سيخصص في المقام الأول للمسألة التركية والتوتر في شرق البحر المتوسط، وبخاصة دراسة فرض عقوبات على أنقرة.
وتشهد علاقات دول عدة في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها فرنسا، توترا شديدا مع تركيا وخاصة حول القضية الليبية ومسألة الهجرة فضلا عن احتياطيات الأمن والغاز في شرق المتوسط، حيث تتهم أنقرة باتباع سياسة توسعية.
وجاء الحشد العسكري التركي على الحدود البحرية والبرية ليرفع من منسوب التوتّر بشكل كبير على خلفيّة أنشطة التنقيب التركيّة التي تعتبر كلّ من اليونان وقبرص أنّها تنتهك سيادتهما.
وردّت اليونان بإجراء تدريبات عسكريّة بحرية إلى جانب دول عدّة في الاتحاد الأوروبي على مقربة من مناورات أصغر أجرتها تركيا بين قبرص وكريت الأسبوع الماضي.
وكانت تركيا قد أرسلت في العاشر من أغسطس الماضي سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" وسفنا حربية إلى المياه المتنازع عليها، بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين، في إطار مهمة تم تمديدها ثلاث مرّات.