#نبض_بيروت يبث الأمل في اللبنانيين

في لبنان، الجميع يحبس أنفاسه حيث تعمل فرق إنقاذ على إزالة ركام مبنى قد يكون تحته “طفل حي” يمثل #نبض_بيروت ومصدر أملها.
بيروت - تصدر هاشتاغ #نبض_بيروت الترند على موقع تويتر في لبنان وعدة دول عربية الجمعة بعد اكتشاف وجود نبض تحت أنقاض بناية في موقع انفجار مرفأ بيروت على الرغم من مرور نحو شهر.
ولم تهدأ العاصمة اللبنانية بيروت طوال ليل الخميس ويوم الجمعة، بحثاً عن ذاك النبض الذي قيل إن فريق الإنقاذ التشيلي التقطه على أجهزته بعد أن أومأت كلبة تدعى “فلاش” باحتمال وجود شخص على قيد الحياة تحت الأنقاض في منطقة مار مخايل في بيروت.
وأدى انفجار المرفأ قبل شهر إلى مقتل 190 شخصا، وجرح الآلاف وتشريد مئات الآلاف، بينما لا يزال هناك سبعة أشخاص في عداد المفقودين.
ولعل ما زاد من مستوى القهر، توارد أنباء أن النبض يعود لطفل يحتمل أن تكون حمته جثة راشد فوقه.
ودبت الحماسة والغضب معا في قلوب اللبنانيين. فنزل العشرات إلى المكان، هاتفين ومطالبين باستئناف البحث حتى كان لهم ما أرادوا، وعادت فرق الإنقاذ إلى استئناف نشاطها. لكنها عادت وتوقفت بسبب عدم وجود رافعة تساعد في رفع الأنقاض.
وقامت شابة متطوعة باستئجار رافعة على حسابها. وكتب مغرد:
وقالت أخرى:
Farahka__@
تحية لأبطال الدفاع المدني، لأبطال فريق الإنقاذ من تشيلي والبطلة فلاش، للفريق الفرنسي، للمواطنة البطلة يلي هي جابت الرافعة على حسابها، لكل حدا ما فل لليوم من مار مخايل وعم يساعد قد ما بيقدر، للصحافيين يلي ما عم يستغلوا الموضوع كسكوب إعلامي وعم ينقلوا الحدث بدقة. #نبض_بيروت
وتداول مغردون الجمعة صورا تظهر رافعات تضع حواجز إسمنتية لمنع المحتجين من المرور.
وكتبت مغردة:
Sarazaidnour@
الدولة التي لا زال يسميها البعض دولة، هي سلطة مجرمة تستطيع تأمين رافعات لحمل قطع الباطون الإسمنتي، فتحمي الطبقة المجرمة والفاسدة. فيما تتخاذل عن تأمين هذه الرافعات في سبيل نجاة أمل واحد لحياة قد نجدها بعد شهر تحت أنقاض جريمتهم #نبض_بيروت.
وقال آخر:
من جانب آخر، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور للكلبة “فلاش” (5 سنوات) وهي من نوع بوردر كولي الذي يعتبر من أكثر أنواع الكلاب ذكاءً، المرافقة لفريق الإنقاذ “توبوس تشيلي”، الذي وصل إلى بيروت مطلع هذا الشهر. وتحولت “فلاش” إلى بطلة بالنسبة لكثير اللبنانيين، بعدما تمكّنت بالصدفة أثناء مرورها مع منقذين، من شمّ رائحة جثة تحت أنقاض مبنى تراثي من 3 طوابق بعد شهر من انفجار المرفأ خلال جولة بحث لها الخميس في منطقتي الجميزة ومار مخايل وفقاً لما تداولته وسائل إعلام لبنانية.
وكتب معلق تغريدات احتوت بعض المعلومات على فريق البحث:
dankar@
معلومات عن الفريق التشيلي: أتوا على نفقتهم الخاصة كمتطوّعين – لم يكن لديهم تصريح لرفع الأنقاض حتى يوم أمس – اكتشفوا المفقودين بواسطة الكلب فلاش – اكتشفوا الشخص المتوفي مساء الأربعاء حوالي الساعة الـ10 – لم يكن لديهم مكان يبيتون فيه لولا مساعدة فريق Live Love Beirut #نبض_بيروت.
ويستعان بهذا النوع من الكلاب (تسمى في المصطلح الشعبي كلاب شمّ) في الكشف عن البشر في ظروف متنوعة، سواء كانت مدفونة نتيجة للجريمة أو الكوارث الطبيعية، أو مخفية على السطح أو مغمورة في الماء، وفق ما يوضح موقع “فورسز” البريطاني المتخصّص بالأخبار العسكرية.
وعندما يلتقط الكلب رائحة بشرية يرسل إشارة إلى مدّربه الذي يحدد بعد ذلك المنطقة التي يمكن أن يكون فيها البشري، متوف كان أم حيّا. وتستطيع هذه الكلاب المدرّبة على البحث في منطقة ثلاثية الأبعاد باستخدام حاسة الشم، بينما يمكن للبشر فقط التعامل مع بعدين.
ويقول ميك سويندلز (وهو مدرّب لهذا النوع من الكلاب) إن سبب استخدام الكلاب هو أن حاسة الشم لديها أفضل بكثير من البشر “نظام الشم الخاص بها أفضل بحوالي 350 مرة من نظامنا”.
وبث النبض الأمل في المدينة المنكوبة. واحتوت الهاشتاغات إحالات كثيرة على الواقع اللبناني. وكتب مغرد:
bekmorheb@
الكلب فلاش، أحسن من الزعيم الفاشل.
وقال آخر:
josephtawk@
لما خطة إنقاذ الضحايا بتجي من تشيلي وخطة إنقاذ السياسة بتجي من فرنسا ولما خطة إنقاذ الجوعانين بتجي من الخليج وخطة إنقاذ الفقراء بتجي من المغتربين صرنا متأكدين أن هؤلاء الحكام هم جماعة بلا خطة، بلا مخّ، بلا أخلاق، وبلا ضمير.. وصار بدهم خطة تشيلن #نبض_بيروت.
وقالت معلقة:
MichelinekhouEl@
أكثر ما لفتني في هذا الكلب التشيلي أنه يعمل لـ24 ساعة.. دون أن ينبح #نبض_بيروت
وأكد متفاعل:
WaelHawari@
الكلب وحسب المعلومات اسمه فلاش، أنا أرشحه أن يشارك في الانتخابات لنعلق له صوره بالمقرات الحكومية.
ومنذ شهر، يصب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي غضبهم على السلطات التي يحملونها مسؤولية الانفجار جراء التقصير والإهمال.
وكتب المهندس، جاد نصرالله، الجمعة، تحت صورة التقطها لعمليات البحث “لست قادرا إلا على التفكير بحل وحيد: عنصر بشري يتسلل من بين الركام، يشق طريق المتمسكين بإشارة الحياة التي تصرخ من تحت”.
وقدر البنك الدولي الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الانفجار بما يتراوح بين 6.7 و8.1 مليار دولار. وتواصل الأحياء المنكوبة محاولة تضميد جراحها. ويعمل متطوعون وطلاب ومنظمات غير حكومية كخلية نحل لمساعدة السكان على إصلاح منازلهم وتوزيع مساعدات تدفّقت من أنحاء العالم.
وعزت السلطات الانفجار إلى حريق في مستودع خزنت فيه 2750 طنا من نترات الأمونيوم.
وشكّل الانفجار ضربة قاضية للبنان الغارق منذ العام الماضي في أسوأ انهيار اقتصادي، وسط خلافات سياسية وضغط دولي لإجراء إصلاحات بنيوية.