الزبداني تحتضن أحداث رواية "المسغبة"

رواية "المسبغة" نص سردي تلامس أجزاؤه ومشاهده فواجع الحرب المريرة التي مرت بها سوريا وهي تعد أطول وأضخم رواية في الأدب العربي.
السبت 2020/09/05
روايات حرب

القاهرة- صدرت عن دار “أوراق” في القاهرة، للكاتب السوري المقيم في النمسا ثائر الناشف، رواية “المسغبة”، وتقع في ألف وثمانمئة وست عشرة صفحة، وقد جاءت مقسّمة مطبعيا إلى ثلاثة أجزاء متصلة وغير منفصلة في جوهر الموضوع؛ سواء في سرد الأحداث اليومية، أو في تعاقب ظهور الشخصيات التي فاق عددها أكثر من مئتي شخصية محورية وثانوية، لتمثل ألوان الطيف السوري المتعددة.

وتدور أحداث الرواية حول مدينتي الزبداني ومضايا السوريتين الواقعتين عند سفوح السلسلة الجبلية المحيطة بالحدود اللبنانية السورية، وتستعرض قصة حصارهما المؤلم، ذلك الحصار الذي دفع السكان إلى التهام أوراق الأشجار والحشائش والأعشاب الضارة، فضلا عن التهام القطط والكلاب، كآخر وسيلة لهم للبقاء على قيد الحياة، إذ شاعت المجاعة في صفوفهم، وبدأوا يتساقطون جوعا واحدا تلو الآخر، بعدما نحلت أجسادهم الضعيفة، وبرزت عظامهم، وتغيّرت طباعهم وأهواؤهم.

أحداث الرواية تدور حول مدينتي الزبداني ومضايا الواقعتين عند سفوح الجبال المحيطة بالحدود اللبنانية السورية

كما تتطرق الرواية إلى المعارك الطاحنة بين الميليشيات الأجنبية والمحلية التي اشتركت جميعها في حصار المدينتين الجبليتين (الزبداني ومضايا)، الكائنتين في ريف دمشق المحاذي للحدود السورية اللبنانية عند سفوح الجبل الشرقي.

حملت الرواية ثلاثة رسومات مختلفة على أغلفة مجلداتها الثلاثة من عمل الفنان ديلاور عمر، وهي تعكس مختلف حالات البؤس والضياع والقهر التي شابت حياة السوريين خلال سنوات الحرب الطاحنة، فيما استغرق إنجاز الرواية كنص سردي لامست أجزاؤه ومشاهده المكثفة فواجع الحرب المريرة في كل تحولاتها وتقلباتها، أكثر من ثلاث سنوات امتدت من صيف العام 2016 حتى مطلع العام 2020، وهي تعد بذلك أطول وأضخم رواية في الأدب العربي، كنص غير مجزّأ في عناوينه العامة، أو مقسّم في أحداثه وشخصياته القائمة في متن النص، بل إنها تعد واحدة من أطول خمس روايات حرب في سلسلة الأدب العالمي.

13