البحرين تحذو حذو السعودية وتفتح أجوائها للطائرات الإسرائيلية

المنامة - أعلنت مملكة البحرين موافقتها على السماح لجميع الرحلات الجوية المتجهة من وإلى الإمارات بالمرور عبر أجواء المملكة، لتشمل بذلك الرحلات بين إسرائيل والإمارات، بعد اتفاق تطبيع العلاقات مع أبوظبي وقرار السعودية فتح أجوائها للرحلات ذاتها.
ويرى مراقبون أن القرار يشكل مؤشّراً إضافياً على تقارب محتمل بين البحرين وإسرائيل على الرّغم من تشديد المنامة على تمسّكها بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة قبل التطبيع.
وقال مصدر مسؤول في شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات إنه "صدرت موافقة" على طلب إماراتي حول "الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول" ما يعني ان إسرائيل إحدى هذه الدول.
وتباينت ردود الفعل العربية على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بين مرحب وحذر في وقت تسعى واشنطن إلى إقناعهم بالسير على خطى أبوظبي واغتنام الزخم حول الاتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع تل ابيب.
وكانت البحرين أول دولة خليجية رحّبت باتفاق التطبيع، لكنّ مراقبين يرون أنه سيكون من الصعب عليها تطوير علاقات مع إسرائيل إلى حدّ التطبيع من دون موافقة السعودية التي تصرّ على حلّ الدولتين قبل التطبيع.
ويرى هؤلاء أن البحرين بصدد انتظار ضوء أخضر من جارتها الكبرى السعودية قبل الحديث عن إقامة علاقات طبيعية بين المنامة وتل أبيب.
وتؤكد السعودية أنّها ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين.
وفي 20 من أغسطس، أكّد مسؤول بحريني دعم المنامة "لحقوق الفلسطينيين" مشدّداً في الوقت ذاته على أنّ بلاده دولة ذات سيادة وقراراتها مبنية على "مصالحها الاستراتيجية الأمنية".
وشدد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي زار المنامة في ضمن جولته الشرق أوسطية، على التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات.
وأشاد العاهل البحريني في الوقت نفسه بجهود الولايات المتحدة من أجل إحلال السلام في المنطقة ومواجهة التدخلات الإيرانية.
وتتشارك البحرين مخاوفها مع إسرائيل بشأن التهديدات الإيرانية حيث تتّهم المنامة طهران بدعم المعارضين الشيعة وبالسعي إلى التسبّب باضطرابات أمنية على أراضيها، وهو ما نفته طهران مراراً.
وسيّرت إسرائيل هذا الأسبوع أول رحلة تجارية إلى الإمارات، عبرت أجواء السعودية التي أكّدت السماح للطائرات المتّجهة للإمارات والمغادرة منها لكافة الدول باستخدام أجوائها، لكنّها تفادت أجواء البحرين.
وحلقت طائرة تتبع شركة العال الإسرائيلية هذا الأسبوع عبر المجال الجوي السعودي تقل وفدين أميركيا وإسرائيليا من تل أبيب إلى أبوظبي، في أول رحلة رسمية لشركة طيران إسرائيلية تحلق فوق المملكة. واستخدم المجال الجوي السعودي أيضا في رحلة العودة.
وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقارباً بين البلدين، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون "خيانة" لقضيتهم.
وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994).