الحركات الرياضية الخاطئة أو المفاجئة تهدد بـحدوث آلام "اللومباجو"

التنزه سيرا على الأقدام يساعد في التخفيف من آلام الظهر نظرا لأنه يحفز الدورة الدموية، كما يعمل التدرّب على الدراجة أو جهاز كروس ترينر على إرخاء العضلات.
برلين - قالت حركة “صحة الظهر” إن “الحركات المفاجئة أو وضعيات الجسم الخاطئة قد تؤدي إلى آلام شديدة أسفل الظهر في ما يعرف باسم: اللومباجو”.
وأوضحت الحركة الألمانية ذات الأهداف الصحية أنه يمكن في البداية مواجهة هذه الآلام من خلال وضعية الجسم المتدرجة؛ حيث يتم الاستلقاء على أرضية ناعمة مع رفع الساقين على مقعد بحيث تنشأ زاوية قيسها 90 درجة. وتعمل هذه الوضعية المتدرجة على إرخاء العضلات المشدودة.
وينصح الخبراء الألمان أيضا بمواصلة الأنشطة اليومية العادية والاستمرار في الحركة، كما أن اللاصقات الحرارية تساعد على إرخاء العضلات المتشنجة.
كما يرى الخبراء أنه من الصعب تحديد السبب الدقيق للومباجو، حيث يمكن أن يكون سببه مجموعة متنوعة من الحالات مثل مرض الديسك، (تشوه الانحناء الطبيعي للعمود الفقري) وهشاشة العظام، أو نادرا بسبب الأورام أو العدوى في منطقة العمود الفقري.
ويجمع الخبراء على أنه من الممكن فقط تحديد السبب الدقيق للومباجو في حوالي 30 في المئة من الحالات، ويعتقدون أن غالبية أولئك الذين يصابون به يعود سببه إلى التواء العضلات.
ويلخص الأطباء أعراض اللومباجو في الشعور بألم قد يكون خفيفا أو شديدا عبر الجزء السفلي من الظهر وينتقل أحيانا إلى الأرداف أو منطقة الفخذ أو أسفل الظهر من الفخذ، وعادة ما يتفاقم هذا الألم عن طريق الحركة، أو تيّبس الرقبة الناتج عن تشنج العضلات المحيطة بالعمود الفقري، أو صعوبة في الانحناء إلى الأمام والرجوع مرة أخرى، ويحدث هذا بسبب التشنجات في العضلات المحيطة بالعمود الفقري.
كما تظهر أعراض اللمباجو في الميل إلى جانب واحد بسبب الألم الشديد والتشنجات في أسفل الظهر. وقد يكون هناك أحيانا إحساس بوخز أو شعور بالتنميل في الظهر أو الأرداف أو أسفل إحدى الساقين أو في كليهما.
التنزه سيرا على الأقدام يساعد في التخفيف من آلام الظهر، كما يعمل التدريب على جهاز كروس ترينر على إرخاء العضلات
وقال طبيب العظام الألماني راينهارد شنايدرهان إن اللومباجو آلام مفاجئة تهاجم أسفل الظهر، وتتعذر معها استقامة الظهر، وغالبا ما تحدث هذه الآلام بسبب الحركات العنيفة، كما هو الحال عند رفع الحمولات، أو عند الدوران أو بسبب صعوبة حركة المفاصل.
وأضاف شنايدرهان أنه يمكن مواجهة اللومباجو من خلال وضعية الجسم المتدرجة، حيث يستلقي المصاب ويكون الرأس والظهر على الأرض، بينما تستقر الركبة والساق على مقعد مثلا بحيث تنشأ زاوية قائمة.
من جانبه أرجع جراح العظام الألماني نيلس لينين آلام الظهر التقليدية المصحوبة بشكاوى في منطقة العمود الفقري بالأساس إلى مشكلة في العضلات بسبب الحركات الخاطئة أو قلة النشاط؛ حيث يتم حمل الأشياء على الظهر من جانب واحد، وبالتالي يتعرض العجز أو الفقرات للانزلاق.
وقال لينين إنه عادة ما تظهر متاعب الظهر على الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة دون معادلة ذلك من خلال النشاط والحركة؛ حيث تضعف عضلات الظهر العميقة.
بدوره أكد أخصائي جراحة العظام والطب الرياضي الألماني رامين نزيمي، أن الحركات الخاطئة تؤدي إلى الشعور بآلام في أسفل الظهر في أغلب الأحيان.
وأوضح أن آلام الظهر تؤدي إلى ظهور شد وتشنج في العضلات وبالتحديد في منطقة الفقرات القطنية. ولأن هذه المنطقة تحتوي على الكثير من الألياف العصبية فإن الإحساس بالألم يكون شديدا.
وقالت أورسولا سيلربيرج، من الغرفة الاتحادية للصيادلة الألمان، إنه يمكن تعاطي الأقراص المسكنة، التي يتم صرفها من دون استشارة الطبيب من أجل التخلص من آلام الظهر، مشيرة إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص إذا لم تزُل الآلام بعد مرور ثلاثة أيام.
ويضبط الخبراء عددا من الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها في المنزل لتخفيف آلام اللمباجو. وتتمثل في استخدام مسكنات الألم أو أقراص مضادة للالتهابات للتخفيف من الألم ولاسترخاء العضلات. وممارسة النشاط البدنى، حيث إن الراحة لفترات طويلة من الزمن ليست مفيدة لأولئك الذين يعانون من آلام الظهر، لذلك من المهم أن يستمر المصاب في أنشطته اليومية ضمن حدود ألمه.
كما يرى الخبراء أن التمارين الرياضية البسيطة، وخصوصا السباحة في الماء الدافئ. يمكن أن تحد من آلام الظهر إضافة إلى تحسين وضعية الجسم واستخدام كرسي ثابت وداعم وجعل سطح المكتب في مستوى الارتفاع الصحيح. والراحة والنوم على سطح مستو صلب للغاية (بعض الناس ينامون بالفعل على الأرض).
وينصح ميشيل بريبش، من الاتحاد الألماني لأطباء العلاج الطبيعي، بالابتعاد عن التوصية المنتشرة على نطاق واسع، والتي تنص على أنه في حالات آلام الظهر الحادة يجب فرد الرأس والظهر على الأرض، مع رفع الركبتين والساقين على مقعد، وأكد أن هذه الوضعية لا تساعد على حل حصار العضلات، بل إن التدفئة على العكس من ذلك تساعد على الاسترخاء؛ حيث يعمل العلاج الإشعاعي على التوغل بعمق في أنسجة العضلات بواسطة أشعة ما تحت الحمراء، وإزالة التشنج والتوتر.
كما لا تكفي التدفئة بواسطة زجاجات الماء الساخن للوصول إلى العضلات، ومع ذلك لا يجوز استمرار العلاج الإشعاعي لمدة تزيد عن 5 دقائق؛ لأن ذلك يؤدي إلى سخونة مفرطة بالجسم، وهو ما يعمل بدوره على تعميق التوترات والتشنج.
وفي مرحلة الآلام الشديدة يتعين على المصاب الابتعاد عن الراحة في الفراش، وبدلا من ذلك يمكنه إجراء بعض الحركات والأنشطة البسيطة؛ حيث يساعد التنزه سيرا على الأقدام في التخفيف من آلام الظهر؛ نظرا إلى أنه يحفز الدورة الدموية، كما يعمل التدرّب على الدراجة أو جهاز كروس ترينر على إرخاء العضلات.
وينصح الأطباء الألمان بالابتعاد عن ممارسة الهرولة؛ نظرا لأنها تعمل على إجهاد العمود الفقري بشدة، وإذا رغب المرء في تجنب آلام الظهر بصفة عامة وآلام أسفل الظهر على وجه الخصوص، فلا بد له من الإكثار من النشاط والحركة أثناء الحياة اليومية، فمثلا يمكن للموظف الذهاب إلى زميله في المكتب وإخباره بالمعلومات بدلا من الاتصال به هاتفيا أو كتابة رسالة إلكترونية له.