رفيق سلوم أديب سوري أشعل ثورة ضد العثمانيين

موقع ويكيبيديا يوثق حياة المناضل والشاعر السوري رفيق رزق سلوم.
الخميس 2020/08/20
أرادوه رجل دين فخلد اسمه كأديب

دمشق – لا تزال قصيدة الشاعر السوري رفيق رزق سلوم التي نظمها أمام مشانق شهداء 6 مايو تستصرخ الضمائر الحية وتستنهض الهمم وتحث على المقاومة، فكأن هذه القصيدة التي كتبها قبل أكثر من 100 عام تصلح لزماننا وتنطق بلساننا.

وتوثيقا لسيرة حياة هذا المناضل والشاعر قامت مؤسسة تاريخ دمشق بإعداد دراسة لموقع ويكيبيديا لينشرها على صفحاته بناء على الاتفاق الموقع بين الطرفين في يونيو الماضي القاضي بأن تزود المؤسسة الموقع بسير حياة 100 شخصية سورية موثقة ومدققة.

الشاعر الذي خاطب أبناء وطنه وأمته قبيل إعدامه داعيا إياهم إلى الثأر من المحتل العثماني عندما قال ”لا العرب أهلي ولا سوريا داري إن لم تهبوا لأخذ الحق والثأر”.

ولد الشاعر في مدينة حمص سنة 1891 وتعلم في مدارسها وبينما كانت أسرته تتوسم فيه أن يصبح رجل دين خلع ثوب الرهبنة مبكرا واتجه إلى بيروت للتعلم في الكلية السورية البروتيستانتية “الجامعة الأميركية في بيروت” وكتب وهو لا يزال طالبا فيها أولى رواياته “أمراض العصر الحديث”.

وبعد أن أنهى دراسته في بيروت سافر إلى إسطنبول لدراسة الحقوق وهناك راسل كبرى الصحف والمجلات العربية مثل “المقتطف والمقتبس والمفيد ومجلة لسان العرب” التي كان يصدرها النادي الأدبي في إسطنبول وعمل محررا في جريدة الحضارة التي يصدرها عن الشيخ عبدالحميد الزهراوي. في هذه الفترة من حياته وضع كتابا جامعا في الاقتصاد بعنوان “حياة البلاد في علم الاقتصاد” ولما أنهى دراسة الحقوق كان قد أجاد اللغات الروسية واليونانية والتركية.

كان لسلوم ولع وهواية بالموسيقى فأتقن العزف على آلات القانون والعود والكمان والبيانو، كما كان من أشد المساهمين في إنشاء النادي الأدبي الذي كان يهدف إلى ائتلاف العرب وصيانة حقوقهم واستقلال بلادهم.

حكم عليه بالإعدام بسبب نضاله ضدّ العثمانيين
حكم عليه بالإعدام بسبب نضاله ضدّ العثمانيين

في عام 1914 ساقت سلطات الاحتلال العثماني سلوم إلى الخدمة مع قواتها المشاركة في الحرب العالمية الأولى، وهنالك تسنى له الاتصال والتنسيق مع الفئات المعارضة لهذا الاحتلال وكان بمثابة ضابط الاتصال بينها وبين ما تجسده من آمال الشعوب الرابضة تحت نير الاحتلال.

وفي عام 1915 اعتقل سلوم بعد أن وشي به وبنشاطاته للاحتلال العثماني ونقل إلى الديوان الحربي حيث حكم عليه بالإعدام شنقا، ووقتها بعث برسالة مؤثرة إلى والدته وصف فيها ما ذاقه من تعذيب خلال مدة توقيفه واستجوابه، وذكر أسماء الأشخاص الذين وشوا به وسامحهم.

وفي صبيحة يوم السادس من مايو نفذ حكم الإعدام بسلوم وهو لا يزال شابا في الخامسة والعشرين من العمر، وكان معه عدد من الأحرار مثل شفيق مؤيد العظم ورشدي الشمعة وشكري العسلي وأستاذه عبدالحميد الزهراوي، حيث وصفت مذكرات ضابط في جيش الاحتلال العثماني اسمه فؤاد أردن موقف سلوم أمام الموت وكيف سار له بخطوات ثابتة سريعة وحيا جثمان الشهيد الزهراوي واصفا إياه بأب الحرية وارتجل قصيدته التي يدعو فيها السوريين والعرب للثأر لشهداء 6 مايو وللتحرر من نير الاحتلال.

وفي الوصية التي تركها سلوم دليل بالغ على مشاعره وحس انتمائه للوطن وللأمة حيث أوصى أن تكتب على قبره أبيات من قصيدة الشاعر المقنع الكندي الشهيرة “إن الذي بيني وبين بني أبي” لتعبر عن إيمانه بسوريته وبعروبته ودفاعه عن أبناء جلدته حتى الذين خانوه وسلموه للموت.

16