عون: التحقيق في انفجار مرفأ بيروت سيستغرق وقتا

باريس - اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون ان التحقيق في الانفجار الدامي في مرفأ بيروت سيستغرق وقتا نافيا حصول تأخير في الإجراءات في وقت تتعالى فيه الأصوات بضرورة الإسراع بمحاسبة المسؤولين المتورطين عن الكارثة التي هزت العاصمة اللبنانية.
ويشارك محققون أجانب بينهم اميركيون وفرنسيون في التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية، بعد رفضها اجراء تحقيق دولي.
ويصل عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي نهاية الاسبوع الى بيروت للمشاركة في التحقيقات بناء على طلب اللبنانيين، علما ان فرنسا تقدم ايضا دعما لوجستيا وارسلت فرقا من الشرطة وخبراء.
وقال عون في مقابلة بثتها شبكة "بي ام اف تي في" الاخبارية الفرنسية السبت "ليس هناك من تأخير في التحقيق ولكننا بحاجة الى الوقت لمعرفة الحقيقة لأنها متشعبة".
واضاف عون انه لا يستبعد اي فرضية لجهة تحديد اسباب الانفجار ولا يمكن التهاون بأي منها"، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.. وكان عون قد طلب من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الحصول "على صور جوية" لتحديد ما اذا كانت طائرات تحلق وقت الانفجار.
وقال الرئيس اللبناني: "إن التحقيق المالي الجنائي الذي أقرته الحكومة المستقيلة، سيحدد المسؤوليات المالية المخالفة للقوانين والتي كانت منطلقا للفساد".
وتنظر التحقيقات بشكل رئيسي في سبب تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ ست سنوات من دون اجراءات حماية.
وطالب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال تفقّده مرفأ بيروت السبت بإجراء "تحقيق شفاف وذي مصداقية" في الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء العاصمة اللبنانية.
وقال هيل للصحافيين بعد تفقده أضرار المرفأ "نحن بحاجة للتأكد من أن هناك تحقيقاً شاملاً وشفافاً وذا مصداقية، وأعلم أن هذا ما يطالب به الجميع".
وأوضح أن محققين من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "سيصلون في نهاية هذا الأسبوع وسيؤدون دورهم بدعوة من اللبنانيين"، لافتاً الى انهم سيساعدون في تحديد "ما الذي ادى الى هذا الانفجار".
وشدد هيل على أنه "لا يمكننا إطلاقا" العودة إلى الفلتان في المرفا وعلى الحدود، وقال للصحافيين بعد جولته "كل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها وحدودها بشكل كامل".
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال في كلمة مساء الجمعة "نحن لا نثق بالتحقيق الدولي" منتقداً مشاركة فريق من مكتب التحقيق الفدرالي. واعتبر أن من "أولى وظائف التحقيق الدولي ستكون إبعاد إي مسؤولية لإسرائيل عن هذا التفجير لو كان لها مسؤولية".
وتتهم جهات داخلية وخارجية حزب الله المدعوم من طهران بأنه يتمتع بنفوذ كبير داخل المرافق الحدودية وبينها المرفأ والمطار، إلى جانب تحكمه بمعابر غير شرعية مع سوريا المجاورة، يدخل عبرها الأسلحة. إلا أن الحزب وهو حليف للرئيس عون ويهيمن على الحكومة المستقيلة برئاسة حسان دياب، ينفي اي دور ل في الانفجار.
وخلف انفجار مرفأ بيروت 177 قتيلا واكثر من 6500 جريح ودمر احياء بكاملها في العاصمة واثار غضب قسم كبير من اللبنانيين الذي يعتبرون ان هذه الكارثة تثبت مجددا عجز الطبقة السياسية اللبنانية المتهمة بالفساد.