السفيرة الاسرائيلية بالوكالة في لندن شارون بارلي تدعو الى بناء جسور الثقة وفتح باب الحوار

لندن - عبرت السفيرة الإسرائيلية بالوكالة في لندن شارون بارلي عن ترحيبها العميق بالإعلان التاريخي الخميس الماضي بالتطبيع بين إسرائيل والإمارات حيث سيخدم منطقة الشرق الأوسط، والذي “أشاد به كل من يريد أن يرى الازدهار والاستقرار في منطقتنا”.
وقالت بارلي في مقابلة خاصة مع “العرب” إنه “كان من دواعي سروري أن أرى ردود فعل الحكومة البريطانية الدافئة، ولاسيما من رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الخارجية دومينيك راب” على ذلك الاتفاق.
وترى السفيرة الإسرائيلية بالوكالة أن هذه الاتفاقية التاريخية سوف تعمل على تعزيز الأمن والاستقرار، ولها القدرة على تغيير الديناميكيات الإقليمية.
وبالإضافة إلى نتائجها الثنائية يمكن أن تغير الصفقة مع الإمارات الموازين في المنطقة، بحسب بارلي، مع توقعات الجميع بالمزيد من الانفراجات قريبا.
وأوضحت بارلي أنها كانت خطوة طبيعية لإسرائيل والإمارات، “حيث نشترك في المصالح والتحديات”، وأعربت عن آمالها في أن تتبع المزيد من الدول خطوات الإمارات عندما تدرك أن الجميع سيستفيدون من هذا التعاون الاسترايتيجي.
وتطرح هذه الاتفاقية مسألة العلاقات الاستراتيجية طويلة المدى، وما إذا كانت تُعتبر إسرائيل مستعدة للتعاون الكامل مع دول العالم العربي وإزالة جميع العقبات التي تعطّل هذا المسار مثل القضية الفلسطينية، فضلا عما إذا كان سيستفيد العالم العربي من التطبيع مع إسرائيل.
وتؤكد بارلي أن التعاون مع العالم العربي سيجلب المزيد من الازدهار والتقدم لمنطقة الشرق الأوسط بلا شك، وهو أمر “سيفيدنا جميعا”.
وأشارت في المقابلة إلى أن هذا هو السبب الذي دفع إسرائيل إلى مد يدها من أجل السلام مع جيرانها، بمن فيهم الفلسطينيون. ويمكن أن يساعد فتح المزيد من خطوط الاتصال في جميع أنحاء المنطقة في دفع حل سلمي للصراع.
وشددت على أن الجمهور في جميع أنحاء المنطقة سيستمتع بثمار السلام في العديد من المجالات، بدءا من الرعاية الصحية إلى الزراعة، ومن قطاع المياه إلى الإنترنت، ومن الابتكار إلى السياحة. كما سيؤدي التعاون العربي الإسرائيلي إلى موازنة القوى المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وتعليقا على ردود الفعل العدائية من إيران وتركيا التي تربط إسرائيل علاقات دبلوماسية بها، يظهر موقف بارلي من هذه المعطيات بوضوح خاصة في ظل موقف أنقرة العام في الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
وقالت إن “رد الفعل الإيراني مؤسف لكنه متوقع لأن طهران قوة مزعزعة للاستقرار ومعادية للسلام في الشرق الأوسط. ومع نظامها الراديكالي المتطرّف العالق في الماضي، تشعر بتهديد التحالفات التي تفكّر في ما هو أبعد”.
وبخصوص رد فعل تركيا أوضحت بارلي بالقول إنه “بعد أن أمضيت خمس سنوات في سفارتنا في أنقرة، يؤسفني الموقف الذي اتخذته تركيا، إذ لا تريد إسرائيل سوى الاستقرار في البحر المتوسط والشرق الأوسط، ويجب على كل من يريد أن يرى ذلك أن يرحب بسلامنا مع الإمارات”.
ولم تقدم بارلي المزيد من التفاصيل حول الآفاق الجديدة التي تفتحها الصفقة للفلسطينيين، لكنها أصرت خلال تصريحاتها لـ”العرب” على أمر واحد مفاده أن الجميع عليهم نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقالت “الإعلان عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودولة الإمارات يخبر العالم أنه من الممكن تجاوز الماضي وبناء مستقبل أفضل”.
وأضافت “نأمل أن يغتنم الفلسطينيون الفرصة التاريخية التي تتيحها هذه اللحظة حقا، وأن ينضموا إلينا في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة”.
وتتوقع السفيرة الإسرائيلية بالوكالة في لندن أن يبني التطبيع مع الإمارات مسارا جديدا في المنطقة، لاسيما وأن الدولة الخليجية تعتبر الثالثة من نوعها منذ سنوات عديدة.
وقالت بارلي “أعتقد أن الإمارات العربية المتحدة أظهرت قيادة عظيمة، وأعتقد أن شعوبنا ستكتشف أن لدينا الكثير من القواسم المشتركة تتجاوز تلك التي تقسّمنا”.
وتابعت “يتطلع الكثير من الإسرائيليين إلى زيارة الإمارات العربية المتحدة، ونحن متحمسون للترحيب بالإماراتيين الذين يرغبون في القدوم للصلاة في الأماكن المقدسة. ويبقى بلدانا رائدين في صناعات المستقبل”.
وأكدت في ختام المقابلة أنه من خلال الجمع بين الابتكار والتكنولوجيا والخبرة الإسرائيلية والإماراتية، “أعرف أن تطبيعنا لن يفيد شعبينا فقط، بل العالم أيضا”.