فوضى الميليشيات تسرّع ظهور داعش في ليبيا

الجيش الوطني الليبي يحذر من عودة داعش إلى نشاطه بمدينة صبراتة بعد أن نقلت تركيا حوالي 3000 مرتزق إلى ليبيا أغلبهم عناصر متطرفة ينتمون إلى التنظيم.
الاثنين 2020/08/10
تركيا استعانت بـ"سماسرة" من أجل إغراء المرتزقة

طرابلس- حذر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في مدينة صبراتة الخاضعة لسيطرة ميليشيات حكومة الوفاق الإسلامية وذلك في وقت تواصل فيه تركيا نقل المرتزقة إلى ليبيا.

وقال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش، إن “تنظيم داعش أعاد التقاط أنفاسه في ليبيا وبدأ يستعيد نشاطا لافتا في مدينة صبراتة غربي البلاد”.

وأضاف المحجوب، في تصريحات لقناة العربية، إن “تركيا نقلت حوالي 3000 مرتزق إلى ليبيا من جنسيات مختلفة وخاصة الجنسية التونسية أغلبهم عناصر متطرفة ينتمون لتنظيم داعش، تجمّعوا بعد نهاية الحرب في مدينة صبراتة واستقروا داخلها، وبدأوا نشاطهم”.

وأشار المحجوب إلى أن “استيلاء هذه المجموعات على المدينة يهدد ليبيا كما تونس التي تبعد عن مدينة صبراتة مسافة 100 كم وكذلك أوروبا”.

خالد المحجوب: داعش التقط أنفاسه في ليبيا وبدأ ينشط في صبراتة
خالد المحجوب: داعش التقط أنفاسه في ليبيا وبدأ ينشط في صبراتة

وتأتي هذه التحذيرات من الجيش الوطني في وقت تواصل فيه أنقرة حشد المرتزقة بطرق مختلفة غير آبهة بالإنذارات الدولية والأوروبية.

وتحاول تركيا تجهيز ميليشيات حكومة الوفاق الإسلامية التي يرأسها فايز السراج تحسبا لمعركة سرت حيث تسعى هذه الميليشيات إلى الهجوم على مدينة سرت الاستراتيجية أين يتمركز الجيش الوطني الليبي.

وفي أحدث تقرير له عن التدخل التركي في ليبيا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن تركيا استعانت بـ”سماسرة” من أجل إغراء المرتزقة بالقتال في ليبيا في المناطق التي تسيطر عليها أنقرة في الشمال السوري.

وأكد المرصد السبت أن “السماسرة” المشرفين على عمليات ترغيب السوريين على القتال في ليبيا، يحصلون بالمقابل على مبالغ تتراوح بين 100 و300 دولار للشخص على أن يجتهدوا في إغراء السوريين وحثهم على الموافقة مقابل مبالغ مالية، مستغلين الوضع الاقتصادي الكارثي الذي وضع الكثير من السوريين تحت خط الفقر.

ويأتي استمرار تركيا في تجنيد السوريين ضمن استراتيجيتها لإعداد المزيد من المقاتلين تحت إغراءات مالية واهية، للدفع بهم نحو جبهات الموت بالرغم من الدعوات الدولية إلى التهدئة واستئناف العملية السياسية.

وتستغل تركيا احتياجات السوريين في ظل تردي الأوضاع المعيشية لإجبارهم، وبينهم أطفال، على القتال عنوة في ليبيا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن أنقرة تخدع المرتزقة السوريين بوعود برواتب ومكافآت مالية مغرية، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الظرف الراهن هو السيطرة على مناطق النفط وعلى رأسها سرت.

وتتهم منظمات دولية وحقوقية تركيا بانتهاكات عدة من خلال تجنيد العشرات من الأطفال السوريين وإرغامهم على القتال في ليبيا لدعم الميليشيات الموالية لحكومة السراج التي تحظى بدعم تركي منذ توقيع اتفاق أمني أواخر العام الماضي بين الرئيس رجب طيب أردوغان وفايز السراج.

وفي الأثناء، تستمر عمليات نقل المرتزقة إلى ليبيا حيث بلغ عدد هؤلاء نحو 17 ألف عنصر بينهم ما لا يقل عن 350 طفلا، بحسب المرصد، فيما عاد نحو 6 آلاف مقاتل إلى سوريا بعد انتهاء عقود بعضهم ورفض الآخرين مواصلة القتال لتخلف تركيا عن سداد مستحقاتهم والوفاء بوعودها، في المقابل قتل منهم نحو 500 مرتزق في معارك طرابلس وضواحيها ومناطق ليبية أخرى.

4