زيارة برنار ليفي إلى ليبيا تضع حكومة السراج أمام حرج كبير

طرابلس- وضعت زيارة المفكر والناشط السياسي الفرنسي برنارد هنري ليفي إلى ليبيا حكومة الوفاق في حرج كبير لا سيما أنها قوبلت برفض شعبي ورسمي واسع، ومطالبات بالتحقيق مع من سمح له بالزيارة.
وتزامنا مع الزيارة نشر ما يُعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة في ليبيا" بيانا نقلا عن رئيسه خالد المشري جاء فيه: "نستغرب السماح بدخول المدعو برنارد ليفي الى ليبيا، وأطالب الجهات المعنية التحقيق بسبب الزيارة والجهة الداعية لها"، على حد تعبيره.
وأعلنت حكومة الوفاق، مساء السبت، أنها تحقق في زيارة الكاتب اليهودي الفرنسي المثير للجدل الذي عرف بأنه "عراب الربيع العربي"برنارد ليفي، إلى البلاد، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات رادعة بحق كل من يدان.
جاء ذلك في بيان نشره المكتب الاعلامي لرئيس المجلس الرئاسي للحكومة فائز السراج.
وقال البيان إن "المجلس الرئاسي لا علاقة ولا علم له بالزيارة، ولم يتم التنسيق معه بشأنها".
وأضاف: "اتخذ المجلس قراره بالتحقيق في خلفية هذه الزيارة لمعرفة كافة الحقائق والتفاصيل المحيطة بها".
من جهته أكد وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا أن الحكومة لم توجه أي دعوة رسمية للكاتب اليهودي الفرنسي المثير للجدل برنارد ليفي لزيارة البلاد.
وقال باشاغا، عبر حسابه الرسمي على "تويتر" إن "الحكومة لم تدع رسميا أي شخصية صحفية لزيارة ليبيا وبعض الأطراف اعتادت الاصطياد في الماء العكر خدمةً لمآرب سياسية معروفة".
وأضاف: "زيارة لشخصية صحفية دون دعوة رسمية من الحكومة لا تحمل أي مدلول سياسي يمثلها والرأي العام له مطلق الحرية في التعاطي والتفاعل مع أي حدث عام".
واعتبر باشاغا أن "حرية الصحافة والإعلام واحدة من أعمدة الدولة المدنية الديمقراطية، وحق الاعتراض على أي زيارة مكفول للجميع، ولا وصاية على الرأي العام رغم استغلال بعض الأطراف للأحداث غرض تصفية حسابات سياسية ضيقة".
وفي السياق، قال مصدر في حكومة الوفاق، إن القوة المشتركة التابعة للمنطقة الغربية توجهت إلى مداخل مدينة ترهونة (شرق طرابلس) لمنع ليفي من زيارة المدينة بعد توارد أنباء عن عزمه زيارتها.
وأضاف المصدر، أن منع دخول ليفي ترهونة، جاء لعدم حصوله على موافقة من السلطات العليا بحسب ما تم إبلاغنا به.
وتداول نشطاء ليبيون السبت صورا ومقاطع فيديو تظهر اعتراض موكب ليفي في مدينة ترهونة حيث قال سكان المدينة أنه طرده منها وتوجه تحت حراسة أمن الوفاق وميليشياتها إلى مدينة الخُمس.
وأكدت صفحات على وسائل التواصل الإجتماعي محسوبة على حكومة الوفاق أن ”القوة المشتركة بقيادة اللواء عبدالباسط مروان آمر المنطقة العسكرية طرابلس قد منعت ليفي من إكمال الزيارة إلى ترهونة".
إلا أن المفكر الفرنسي نفى ذلك بنفسه ونشر عبر صفحته على تويتر صورة له من ترهونة مع مسلحين ملثمين تابعين لقوة المهام الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق ووصفهم بأنهم "الشرطة الحقيقية وليس البلطجية الذين حاولوا منعه من الزيارة التي تمت بالفعل".
ونظم أهالي ترهونة وقفة بالمدينة ضد الزيارة، وقالوا في بيان مشترك عقب الوقفة: "نرفض زيارة برنارد ليفي ونحمل المسؤولية الكاملة للجهة التي نسقت الزيارة".
وأضاف البيان الذي بثته "ليبيا الأحرار": "نعتبر هذا الشخص محرض على الفتنة بين أبناء البلد الواحد، ولهذا ندين ونستنكر بشدة محاولته زيارة ترهونة".
و"برنارد ليفي"، أكاديمي وإعلامي وسياسي يهودي فرنسي، وله صداقات مع كبار الأثرياء والساسة الفرنسيين بمن فيهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
وتربطه علاقات مع كبار الأثرياء والساسة الفرنسيين بمن فيهم ساركوزي الذي كان له دور كبير في اقناعه بضرورة التدخل في ليبيا لإسقاط نظام الراحل معمر القذافي في 2011.
ويدافع ليفي إلى اليوم عن موقفه بشأن الوضع في ليبيا إلى اليوم بشراسة، حيث يوصف بصاحب نظرية الحرب والفوضى الخلاقة التي ساهمت في وصول الإسلام السياسي ومن ورائه الإخوان إلى السلطة خلال ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي".
يذكر ان ليفي تعرض لرفض شعبي في تونس ومصر أيضا بعد ان كشفت شاركته الميدانية اليومية في التظاهرات التي اجتاحت شوارع تونس قبل سقوط زين العابدين بن علي، وظهوره المتكرر في ميدان التحرير وسط القاهرة، كما عرف بدعمه للحرب في سوريا.