الحياة تدب تدريجيا في المزادات العالمية بعد العزل العام

يسعى عالم المزادات الفنية لاستعادة بعض البريق بعد الأجواء القاتمة التي هيمنت بسبب الجائحة، التي أخضعت هواة جمع القطع الفنية من موسكو وحتى مانهاتن لإجراءات العزل العام وعرضت بعض الثروات للخطر بسبب أسوأ أزمة اقتصادية منذ قرون.
لندن - سيتم عرض أعمال للفنانين رامبرانت وميرو وبيكاسو لبث الحياة من جديد في عالم المزادات الأسبوع المقبل، عندما تقيم دار مزادات سوذبيز أول عملية بيع مباشر لها في لندن منذ تفشي فايروس كورونا تضم تشكيلة واسعة من الأعمال الفنية.
وتعقد دار سوذبيز في الثامن والعشرين من يوليو الجاري أول مزاد مباشر في قاعات البيع بشارع بوند ستريت منذ تفشي المرض؛ حيث يجري عرض 71 عملا، يمتد تاريخها على مدى 500 عام من تاريخ الفن الأوروبي، من جيرهارد ريختر وحتى رامبرانت.
ولوحة رامبرانت رسم ذاتي رسمه الفنان لنفسه وهو شاب، وهي واحدة من ثلاث فقط لا تزال مملوكة لجهات خاصة. ويطل فيها الرسام الهولندي بثقة الشباب، ويتراوح سعرها المعروض بين 12 و16 مليون جنيه إسترليني (15 و20 مليون دولار).
ومن بين المعروضات أحد أعمال الفنان ميرو، وهي لوحة “المرأة ذات القبعة الحمراء”، التي رسمها عام 1927، وتعرض للبيع بمبلغ يتراوح بين 20 و30 مليون جنيه إسترليني (25 و38 مليون دولار).
وقالت هيلينا نيومان، رئيسة دار سوذبيز في أوروبا “من الرائع أن نعود إلى هنا في قاعات العرض في شارع بوند ستريت”.
وتضم المعروضات أيضا عملا لبيكاسو يصوّر فيه حبيبته ماري تيريز فالتر، ويعرض بسعر يتراوح بين ستة وتسعة ملايين جنيه إسترليني (7.5 و11.5 مليون دولار).
وتتراوح تقديرات ما قبل البيع للمزاد بين 128.8 مليون جنيه إسترليني (164 مليون دولار) و185.8 مليون جنيه إسترليني (236.65 مليون دولار). وسيكون الحضور محدودا كما سيجلس المشاركون في المزاد في غرفة منفصلة عن مدير المزاد، وسيكون الدخول بالتذاكر.
وفي أواسط شهر يوليو الجاري جمع مزاد استثنائي مكرس لبيكاسو، هو الأول الذي نظمته دار سوذبيز في لندن بعد الرفع التدريجي لإجراءات الإغلاق في بريطانيا، حوالي خمسة ملايين جنيه إسترليني (أكثر من ستة ملايين دولار).
لوحة "المرأة ذات القبعة الحمراء" للفنان ميرو والتي رسمها عام 1927 من بين المعروضات
وجرى المزاد عبر الإنترنت وهي طريقة تريد سوذبيز تطويرها أكثر منذ جائحة كوفيد – 19. وشهد بيع 188 قطعة من أعمال الفنان الإسباني من رسوم وخزفيات وحتى ألواح ألوان استخدمها في إنجاز لوحات شهيرة بسعر 4.8 مليون جنيه إسترليني (حوالي ستة ملايين دولار). وبيعت خزفية تعود إلى خمسينات القرن الماضي “إناء كبير مع نساء عاريات” بأعلى سعر مسجلة 435 ألف جنيه إسترليني (540 ألف دولار).
وكانت أكثر من 200 قطعة معروضة للبيع من بينها حوالي ستين قطعة عائدة إلى مجموعة حفيدة الفنان مارينا بيكاسو، فيما البقية من جامعي أعمال فنية آخرين.
وكانت الدار قد نظمت مزادات خلال فترة العزل في منحى يشكل منعطفا لهذه المؤسسة الدولية التي سرّعت تطوير المنصات الرقمية مثل الكاتالوغات التفاعلية بالواقع المعزّز. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة، تجاوزت مبيعات سوذبيز عبر الإنترنت 109 ملايين جنيه إسترليني (140 مليون دولار) خلال حوالي مئة مزاد عبر العالم مع ارتفاع بنسبة 34 في المئة في عدد الشراءات.
وغير بعيد عن لندن أعلنت دار “كريستيز”، الخميس، أنها ستقيم مزادا في باريس خلال شهر أكتوبر المقبل، على 41 منحوتة ضخمة لكالدر ورودان وميرو، تعود ملكيتها إلى تاجر القطع الفنية الفرنسي بول هايم.
ومن أبرز القطع التي ستعرض للبيع في المزاد فسيفساء يتجاوز طولها سبعة أمتار لزاو ووي كي ويقدّر ثمنها بما بين مليون ومليوني جنيه إسترليني (1.25 و2.5 مليون دولار)، وقطعة من البرونز المطليّ لميرو بعنوان “ملامسة عصفور” يقدّر ثمنها بما بين أربعة ملايين وستة ملايين جنيه إسترليني (4 و7.6 مليون دولار)، ومنحوتة عارية من البرونز لرودان يتراوح ثمنها بين 500 و700 ألف جنيه إسترليني (637 و891 ألف دولار).
وستعرض المنحوتات من 15 إلى 22 أكتوبر في مقر مجموعة “كيرينغ” للأزياء في باريس، قبل إجراء مزاد عليها يتوقع أن يكون أحد أبرز الأحداث الثقافية في الخريف.
وهذه المجموعة التي يهتم بها دومينيك هايم، منذ وفاة والده بول هايم عام 2006، كانت محفوظة مع أعمال نحاتين آخرين، في حديقة لا بوتيت إسكالير التي يملكها هايم، ولم تكن معروضة للجمهور، بل كان يقتصر عرضها على مجموعات محدودة من الفنانين أو الطلاب أو الأصدقاء.