فتيات مخيم الزعتري يطورن روبوتا من اللوغو للتعقيم

فتيات في مخيم الزعتري ينخرطن في برنامج "مختبر الابتكار" وينجحن في ابتكار روبوت للتعقيم باستخدام مكعبات الليغو ومحركات صغيرة وأجهزة استشعار.
الثلاثاء 2020/07/21
أفكار بسيطة تفتح طريق العلم
 

لم تجلس فتيات مخيم الزعتري مكتوفات الأيدي تجاه الوباء الذي انتشر في أنحاء العالم بل انخرط بعضهن في فريق علمي يهتم بالذكاء الاصطناعي وتمكنت هؤلاء الفتيات من تطوير ربوت من الليغو يمكن أن يساهم في التعقيم دون لمس.

المفرق ( الأردن) – في مخيم الزعتري مترامي الأطراف في صحراء شمال الأردن، تقضي فتيات ساعات النهار، يحنين ظهورهن على أجهزة كمبيوتر، ويحولن مكعبات الليغو إلى أجهزة إنسان آلي (روبوت).

هؤلاء الشابات يعملن في إطار برنامج “مختبر الابتكار” الذي تديره المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ويهدف إلى تزويد الشباب في المخيم بالمهارات التقنية والعملية اللازمة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات اليومية التي تواجهها مجتمعاتهم.

وباستخدام مكعبات الليغو ومحركات صغيرة وأجهزة استشعار، تقوم المجموعة بتركيب إنسان آلي يؤدي مهام أساسية مثل التقاط الأشياء ورفعها.

وقالت ميس أبودبوس (16 عاما)، إن الانضمام إلى المختبر كان إحدى أفضل التجارب التي مرت بها منذ وصولها إلى المخيم قبل أكثر من سبع سنوات.

وأضافت “من أروع التجارب التي مرت علي في المخيم، لأنني اشتغلت مع فريق على شيء متطور في عصرنا.. اشتركت في المسابقات،  وتعلمت علما جديدا، هو علم البرمجة.. وحاليا نحن نتوسع في هذا المجال.. فعلا من أروع التجارب التي مرت بالنسبة للكثير من الفتيات في المخيم”.

وشارك الفريق في بطولات للإنسان الآلي (الروبوت) على مستوى الأردن، ووقع عليه الاختيار للمشاركة في البطولة العربية المفتوحة للروبوت في مصر، لكنها تأجلت إلى وقت لاحق بسبب جائحة كورونا.

ومن بين اختراعاتهم الهامة نموذج روبوت يقوم بتوزيع المطهر تلقائيا لتجنب التلامس ومنع تفشي فايروس كورونا.

ويستخدم التصميم أجهزة استشعار لوضع المطهر في اليد التي تقترب منه، وتجنب الملامسة الجسدية وبالتالي تقليل خطر العدوى.

وقال ياسين الحريري وهو لاجئ سوري ومدرب في مجال تصميم الروبوت “المركز يستقطب كثيرا من الطلاب، وعليه فإن الاحتكاك ببعضنا يمكن أن يسبب لنا خطر الإصابة بالعدوى، فقلنا لماذا لا نقلل اللمس والتقارب، فلمس المصابين ولمس الأجهزة يمكن أن ينقل  العدوى، وكذلك لمس العلبة التي تحتوي على المعقم، فاخترنا أن نعمل روبوتا عن طريق حساسات ومحركات ليجنبنا لمس العلبة”.

وقال مروان، مدرب في مختبر الزعتري للابتكار، “الفكرة من صناعة هذا الروبوت أن نكون كلاجئين مساهمين وموجودين على خط كفاح فايروس كورونا”، مضيفاـ وأضاف “الهدف الرئيسي من صناعة الروبوت كان خدمة المجتمع المحلي، مجتمع اللاجئين في مخيم الزعتري”. ويؤوي مخيم الزعتري زهاء 76 ألف لاجئ سوري بينهم أكثر من 40 ألف طفل.

وأشار مروان إلى تواصل جهات عديدة معهم للاستفادة من الابتكار قائلا “تواصل معنا الكثيرون لديهم خبرات قديمة بصناعة الروبوتات وطلبوا منا كيفية التصميم وآلية التصميم والبرمجية الخاصة بالروبوت”.

وأضاف موضحا كيفية عمل الروبوت “الروبوت هو عبارة عن قطع ليغو بسيطة جدا ومركبة فوق بعضها وبالإضافة إلى جهاز التشغيل وحساس بسيط، تضع يديك فيعطيك سائل تعقيم”.

وتقول رانيا البرغش وهي لاجئة سورية عمرها 14 عاما “أنا لم أكن أعرف العمل على الكمبيوتر، ولكني عندما سجلت في دروة تُعنى  بالروبوتات عرفت كيف أبرمج وتعلمت كثيرا من القواعد العلمية، وصار عندي مبادئ علمية قابلة للتطور”.

وسجل الأردن حتى الآن 1218 إصابة مؤكدة بفايروس كورونا، بما في ذلك تسع وفيات. ولم يتم تسجيل أي حالة في مخيم الزعتري.

24