قمة أوروبية صعبة يسودها التوتر بشأن خطة إنعاش الاقتصاد

رغم معارضة تدابير الإغلاق وفرض وضع الكمامات في بعض أنحاء العالم، تبقى هذه الإجراءات من بين الخيارات القليلة المتاحة أمام السلطات للسيطرة على تفشي المرض مجددا في ظل عدم وجود لقاح.
الاثنين 2020/07/20
استئناف المحادثات الأوروبية لليوم الرابع في بروكسل 

بروكسل - يستأنف قادة الاتحاد الأوروبي مفاوضاتهم المرتبطة بحزمة ضخمة لإنعاش الاقتصاد بعد أزمة كوفيد - 19 بعد ظهر الاثنين، في اليوم الرابع من قمة صعبة يسودها التوتر والخلافات.

وأودى الوباء بأكثر من 600 ألف شخص حول العالم من بين نحو 14.5 مليون مصاب في وقت رفع ظهور مجموعات جديدة من الإصابات حول العالم منسوب القلق من أن يكون تفشي الفايروس خرج عن السيطرة.

وما زالت أوروبا القارة الأكثر تضررا حيث أودى الوباء بحياة أكثر من 200 ألف شخص، لكن هناك خلاف كبير بين قادة الاتحاد الأوروبي حيال طريقة مساعدة البلدان الاكثر تضررا جرّاء الفايروس والأكثر مديونية مثل إيطاليا وإسبانيا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خلال عشاء لرؤساء الدول والحكومات الأوروبّية المجتمعين منذ الجمعة في بروكسل، "هل القادة الـ27 المسؤولون أمام شعوب أوروبا قادرون على بناء وحدة أوروبية وثقة؟".

وتفيد مصادر مطّلعة بأن ميشال سيقترح تعديل حصة المنح في خطة الإنعاش التي تبلغ قيمتها الإجمالية 750 مليار يورو إلى 390 مليار مقابل 500 مليار في الاقتراح الأولي على أن تكون النسبة المتبقية قروضا.

ويعتبر هذا التعديل خطوة جديدة في إطار محاولة إيجاد تسوية مع الدول "المقتصدة" (هولندا والسويد والدنمارك والنمسا) وفنلندا التي تعارض كل الحلول التي طرحت منذ بدء القمة يوم الجمعة.

وتتردد بعض الدول على رأسها هولندا في تقديم مثل هذه المبالغ الضخمة المقترحة (750 مليار يورو) لدول تعتبرها مسرفة خصوصا إسبانيا وإيطاليا.

وفقا لمصدر فرنسي إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بذلا "كل ما بوسعهما" من أجل عدم خفض حصّة المنح إلى ما دون 400 مليار يورو.

وعلى عكسهما، لا ترغب الدول "المقتصدة" بأن تتجاوز قيمة المنح 350 مليار يورو، وفقا لمصدر أوروبي.

وتستأنف القمة عند الساعة الثانية بعد ظهر الاثنين بتوقيت غرينتش.

وسيطرت بلدان كثيرة في القارة إلى حد كبير على انتشار الفايروس وكانت تدرس احتمال رفع المزيد من القيود قبل اكتشاف بؤر جديدة.

وفرضت فرنسا وضع الكمامات في الأماكن العامة المغلقة بينما طلبت إسبانيا من الملايين التزام منازلهم مجددا في حين أعلنت مقاطعة بافاريا الألمانية أنها ستوفر قريبا فحوصا مجانية للفيروس في المطارات.

لكن تظاهرة ضد وضع الكمامات في لندن نظمت يوم الأحد سلطت الضوء على التحدي الذي ما زال يواجه السلطات وخبراء الصحة رغم ارتفاع عدد الإصابات بوباء كوفيد - 19.

وتجمع العشرات للاحتجاج على فرض وضع الكمامات في المتاجر ومحلات السوبرماركت في إنجلترا، وحمل كثر منهم لافتات عليها إشارات لنظريات مؤامرة منتشرة على نطاق واسع، على سبيل المثال أن تدابير الوقاية من الفايروس المفروضة تستخدم "للتحكم في العقل".

فرنسا فرضت وضع الكمامات في الأماكن العامة المغلقة
فرنسا فرضت وضع الكمامات في الأماكن العامة المغلقة 

وسجّلت الولايات المتّحدة 63872 إصابة جديدة بفايروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، حسب بيانات نشرتها الأحد جامعة جونز هوبكنز.

وأظهرت بيانات جونز هوبكنز الأحد حتّى الساعة 20,30 (00,30 ت غ الإثنين) أن إجمالي الإصابات بالفايروس في الولايات المتحدة ارتفع إلى 3,762,081 منذ بداية الوباء.

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تمّ أيضاً تسجيل 514 وفاة جديدة في الولايات المتحدة، ليرتفع بذلك عدد الوفيات في البلاد إلى 140,474.

وخلّفت الأزمة عشرات ملايين العاطلين عن العمل، بينما كان الأكثر فقرا هم الأشد تضررا نتيجة التباطؤ الاقتصادي.

وبهدف مساعدة الأشخاص المحتاجين والمشردين، أطلقت إحدى المؤسسات الخيرية في لوس أنجلس برنامجا أطلقت عليه "كوميونيتي فريدجز" (ثلاجات المجتمع).

وهو يتضمن توفير سبع ثلاجات ملونة ونظيفة ومليئة بالطعام يمكن لأي شخص من الوصول إليها.

وقالت مارينا فيرغارا إحدى المسؤولات في البرنامج "إذا كنت في حاجة إلى أخذ كل ما في الثلاجة، فلن يحكم عليك أحد. إذا كنت في حاجة إلى أخذ حبة واحدة من الطماطم أو وضع واحدة فقط هناك، فقم بذلك".

ورغم معارضة تدابير الإغلاق وفرض وضع الكمامات في بعض أنحاء العالم، تبقى هذه الإجراءات من بين الخيارات القليلة المتاحة أمام السلطات للسيطرة على تفشي المرض مجددا في ظل عدم وجود لقاح.

وظهرت خلال عطلة نهاية الأسبوع أدلة تظهر مدى سرعة انتشار الفايروس.

ففي إيران، قال الرئيس حسن روحاني إن ما يقدر بحوالي 25 مليون شخص أصيبوا الوباء.

وسجّلت هونغ كونغ عددا قياسيا من الإصابات اليومية الاحد بلغت 108، ما دفع السلطات إلى تشديد إجراءات التباعد الاجتماعي، محذرة من خروج الوباء عن السيطرة.

وجاء ذلك بعدما جعلت ولاية فيكتوريا الأسترالية وضع الكمامات إلزاميا لملايين السكان في ملبورن وضواحيها الأسبوع الماضي.

لكن القيود المشددة تزامنت مع زيادة إحباط الناس جراء الركود الاقتصادي وعدم القدرة على التفاعل مع الآخرين.

وقالت الشرطة في ألمانيا حيث ما زالت الحانات والنوادي الليلية مغلقة، إن عناصرها أصيبوا بـ"وابل من الزجاجات" عندما حاولوا اعتراض حفلة في الهواء الطلق في وسط فرانكفورت.

وقال جيرهارد بيريسفيل قائد شرطة فرانكفورت "ما أجده بغيضا هو أن المارة كانوا يهتفون ويصفقون فيما كانت ترمى الزجاجات على زملائي".