فيتو روسي صيني يعرقل إدخال مساعدات إنسانية لسوريا

موسكو وبكين تريدان تقليص عدد المعابر الحدودية إلى معبر واحد وتعتبران أنه يمكن وصول المساعدات الإنسانية لتلك المناطق من داخل سوريا.
السبت 2020/07/11
روسيا والصين تتلاعبان بحياة ملايين السوريين

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) - انتهت مدة مهمة الأمم المتحدة لتسليم المساعدات عبر الحدود في سوريا بدون أن يتمكن مجلس الأمن الدولي الذي يشهد انقساما عميقا من تمديد هذه الآلية الحيوية لتأمين مساعدة إنسانية لملايين الأشخاص في هذا البلد.

وانقسم مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا على نفسه مع وقوف معظم أعضاء المجلس ضد روسيا والصين حليفتي سوريا واللتين تريدان تقليص عدد المعابر الحدودية إلى معبر واحد قائلتين أنه يمكن وصول المساعدات الإنسانية لتلك المناطق من داخل سوريا.

ونشأت آلية الأمم المتحدة عبر الحدود عام 2014، وهي تسمح بإيصال المساعدات للسوريين بدون موافقة دمشق. وانتهى التفويض لهذه الآلية مساء الجمعة.

وتعتبر روسيا أن التفويض ينتهك السيادة السورية. وقد فرضت إرادتها على الأمم المتحدة في يناير بانتزاعها تقليصا للآلية إذ باتت تنص على نقطتي العبور بدلا من أربع نقاط، ولستة أشهر بينما كانت تمدد سنويا منذ تطبيقها في العام 2014.

وتقول روسيا إن 85 في المئة من المساعدات تمر عبر باب الهوى وبالتالي يمكن إغلاق معبر باب السلام.

ويرفض الغربيون هذه الحجج معتبرين أن لا بديل يتمتع بالصدقية لهذه الآلية حاليا وأن البيروقراطية والسياسة السوريتين تمنعان نقلا فعالا للمساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة.

وأكدت الولايات المتحدة الأربعاء أن الإبقاء على معبرين في سوريا "خط أحمر". لكن دبلوماسيين عدة ذكروا أن الحل الذي تسعى إليه ألمانيا وبلجيكا بات يرتكز على الإبقاء على معبر باب الهوى فقط والتخلي عن باب السلام.

وصوت المجلس حتى الآن أربع مرات على القضية لكن لم يكلل أي منها بالنجاح، واستخدمت روسيا والصين حق النقض في مناسبتين خلال الأيام القليلة الماضية.

ملايين الأشخاص في سوريا مصيرهم معلق
ملايين الأشخاص مصيرهم معلق

واستخدمت روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، خلال الأسبوع الجاري مجددا الفيتو الثلاثاء والجمعة. وتتهمهما المنظمات غير الحكومية ودول غربية باستغلال هذا الوضع وبتسييس قضية إنسانية.

وكل مشاريع القرارات الروسية المضادة لم تحصل خلال عمليات التصويت على تأييد أكثر من أربع دول. وليتم تبني أي قرار، يفترض أن يحصل على تأييد تسع من الدول ال15 الأعضاء في المجلس، وبدون أن تستخدم أي من الدول الخمس الدائمة العضوية حق النقض.

وفي بيان مساء الجمعة، قال السفير الألماني في الأمم المتحدة كريستوف هويسغن الذي يترأس مجلس الأمن في يوليو، "نحن مستعدون للعمل 24 ساعة على 24 وندعو الآخرين إلى التفكير في ملايين الأشخاص في سوريا الذين ينتظرون أن يقرر مجلس الأمن الدولي مصيرهم".

وألمانيا وبلجيكا اللتان تشغلان مقعدين غير دائمين في مجلس الأمن مكلفتان الشقّ الإنساني في الملف السوري في الأمم المتحدة.

وخلال تصويت الجمعة، استخدمت روسيا حق النقض للمرة السادسة عشرة، والصين للمرة العاشرة حول نصوص مرتبطة بسوريا منذ بدء الحرب عام 2011.

وتعتبر الأمم المتحدة أنّ الحفاظ على أكبر عدد ممكن من نقاط العبور أمر حيوي، لا سيما في ظل التهديد الذي يمثله فيروس كورونا المستجد الذي بدأ يتفشى في المنطقة.

وفي تقرير صدر في أواخر يونيو، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تمديداً لمدة عام للتفويض وإبقاء نقطتي الدخول الحاليتين على الحدود التركية.

وحذرت منظمات غير حكومية عدة في الأيام الأخيرة من إيقاف المساعدات عبر الحدود نهائيا. واعتبرت أن ذلك سيمثل "ضربة قاصمة لملايين العائلات السورية التي تعتمد عليها للتزود بالمياه الصالحة للشرب والغذاء والعلاج والسكن".

بدوره، اعتبر رئيس المنظمة غير الحكومية "لجنة الانقاذ الدولية" ديفيد ميليباند في بيان أن هذا "يوم أسود" للسوريين و"عار".

من جهته، صرح ريتشارد غوان من "مجموعة الأزمات الدولية" أن "روسيا ومعارضيها في مجلس الأمن يرون في هذه النقاشات وسيلة لتسجيل نقاط سياسية لكن الأمر ليس لعبة".