مئات الصحافيين يخسرون وظائفهم في صحف بريطانية

لندن - أعلنت مجموعة ذا ريتش الإعلامية البريطانية الثلاثاء عن شطب 550 وظيفة، عقب خسارة عائدات إعلانات تقدر بالملايين من الجنيهات الإسترلينية خلال فترة تفشي فايروس كورونا، لتنضم إلى مجموعات أخرى عانت من أوضاع مشابهة.
وقالت مجموعة ذا ريتش، التي تمتلك صحيفتي ديلي ميرور وديلي اكسبريس بجانب العشرات من الصحف المحلية والإقليمية إنها تعتزم إجراء مشاورات بشأن شطب 550 وظيفة، أو ما يعادل 12 في المئة من طاقم عملها.
ومنذ أشهر تعيش وسائل الإعلام البريطانية هواجس أزمة جديدة تضرب الصحافة، بسبب تأثيرات كورونا على القطاع، وبسبب تراجع المبيعات للإصدارات الورقية بفعل الحجر المنزلي وتدهور سوق الإعلانات.
وتوقعت مؤسسات عديدة خسائر في عائداتها بالملايين من الجنيهات، وقد قلّصت رواتب موظفيها وطلبت منهم العمل لساعات أقلّ أو أخذ إجازات غير مدفوعة الأجر. وأعلنت مؤسسات إعلامية أخرى عن عمليات دمج مرتقبة أو حذرت من التوجه إلى الإقفال الكامل. وأشار محللون متخصصون إلى أن هذا الوضع يهدد ما يصل إلى خمسة آلاف موظف في القطاع.
ورغم ذلك، اعتبر الاتحاد الوطني للصحافيين أن إعلان مجموعة “ذا ريتش” مثل “صدمة وضربة” للقطاع.
وقالت ميشيل سانستريت، الأمين العام للاتحاد الوطني للصحافيين إن إعلان المجموعة الإعلامية عن شطب الوظائف بمثابة “مكافأة سيئة للصحافيين الكادحين الذين أظهروا مرونة وتكيفا رائعا” خلال عملهم في فترة تفشي فايروس كورونا.
وأفادت “ذا ريتش” أنها تريد تحقيق مركزية الفرق التحريرية الوطنية والإقليمية “لتعزيز الكفاءة و التخلص من التكرار” حيث أنها تهدف لتوفير 35 مليون جنيه إسترليني (44 مليون دولار سنويا.
وأوضحت المجموعة أن عائداتها تراجعت بنسبة 27.5 في المئة خلال ثلاثة أشهر حتى يونيو الماضي “حيث تأثرت بتراجع المبيعات والإعلانات مقارنة بالعام الماضي”.
وقال جيم مولر المدير التنفيذي للمجموعة “تسارعت وتيرة التغير الهيكلي في قطاع الإعلام خلال فترة تفشي الفايروس، وهذا أدى للاتجاه لمنتجاتنا الرقمية بصورة متزايدة”.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” قد أعلنت الأسبوع الماضي عن خططها لشطب 450 وظيفة من أجل خفض التكاليف وإعادة هيكلة خدمات الأخبار المحلية في إنجلترا.
وذكر رئيس تحرير دايلي ميرور سابقا روي غرينسلايد أن الأزمة لن تتوقّف بعد رفع تدابير الحجر المنزلي رغم الجهود والاستراتيجيات المستقبلية لإعادة تركيز أنشطة غرف التحرير.
وأضاف غرينسلايد أن الفترة التي ستلي الوباء “ستشكّل على الأرجح المرحلة الأخيرة من التراجع الطويل للصحف الورقية”.
ومن دون مساعدة “فورية” من الحكومة، ستضطر مؤسسات صحافية عدة إلى الإغلاق بحسب جيمس ميتشينسون، رئيس تحرير صحيفة يوركشر بوست المحلية في شمال إنجلترا.
وقال في تصريحات أدلى بها أخيرا لصحيفة صنداي تايمز إن “التدابير التي اتخذناها لتقليص التكاليف لا تعوض تراجع إيراداتنا الإعلانية”.
واعتبر ميتشينسون أن الصحافة تحتاج إلى “مساعدات” وأيضا إلى تغيير في قواعد أنظمة التعويض المحددة من الحكومة البريطانية منذ بدء أزمة فايروس كورونا. ويهدف ذلك إلى السماح للصحافيين وهم “عاملون رئيسيون” بمواصلة العمل من دون خطر فقدان الوظيفة عندما لا تعود مؤسساتهم قادرة على دفع مستحقاتهم.
وسجلت المؤسسات الإعلامية البارزة مثل “بي.بي.سي” ارتفاعا كبيرا في نسبة متابعتها في ظل الحاجة المتزايدة إلى معلومات من مصادر موثوق بها وسط سيل الأنباء الكاذبة التي تسري منذ بدء الأزمة الصحية.